القوى السياسية العراقية تدرس مبادرة جديدة للحكيم لتقريب وجهات النظر

التحالف الكردستاني أيدها «شريطة أن يكون هناك برنامج واضح»

عمار الحكيم
TT

اعتبرت كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم أن «استجابة الكتل والأحزاب والقوى السياسية للمبادرة الجديدة التي أطلقها السيد الحكيم في ذكرى مولد الإمام علي بن أبي طالب كانت أكثر من رائعة وهو ما يمكن التأسيس عليه لإنضاجها». وقال عضو البرلمان العراقي عن المجلس الأعلى الإسلامي فرات الشرع في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «هناك الكثير من المبادرات كانت قد طرحت سواء من قبل السيد الحكيم أو غيره وبالتالي فإنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ربما إلى أن يتم الوصول إلى نتائج حقيقية تمكن الجميع من اجتياز المحنة الحالية التي بدأ الجميع يدرك مدى خطورتها على مستقبل العراق». وأضاف الشرع أن «ميزة هذه المبادرة أنها تأتي في وقت ضروري وحاسم ومن قبل طرف مقبول من الجميع وبالتالي فإنها تحمل معها عناصر نجاحها وهو ما سوف نعمل عليه خلال الأيام المقبلة من خلال لقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية لغرض تحديد الصيغة التي سوف يتبلور فيها اللقاء بهدف توقيع ميثاق الشرف».

وأشار الشرع إلى أن «كل الكتل السياسية أبلغتنا موافقتها بل وحماسها لإنجاح هذه المبادرة ووضعها موضع التطبيق»، معتبرا أن «الوضع الحالي في العراق يحتاج إلى حوارات معمقة وهادفة بشرط أن تكون شفافة وواضحة». وردا على سؤال بشأن طبيعة أداء القوى الأمنية حيث تستمر التفجيرات وهو ما يؤدي إلى المزيد من الشحن حتى في ظل مبادرات حسن نوايا قال الشرع «نعم إن هذا الموضوع في منتهى الأهمية ويبدو أن التغييرات التي أجراها الآن القائد العام للقوات المسلحة أمر ضروري ولكنه لا يكفي حيث يتطلب الأمر محاسبة المقصرين بشدة لأننا نرى أن المبادرة ما زالت بيد الإرهابيين الذين يستطيعون الضرب في أي وقت يشاءون وإن من شأن ذلك أن يزيد من صعوبة الوضع حتى في ظل وجود مبادرات وطنية».

وكان عمار الحكيم دعا الأربعاء الماضي جميع الأطراف السياسية والوقفين الشيعي والسني وإقليم كردستان وجميع القوى السياسية إلى الاجتماع في مكتبه ببغداد لوضع حد للإرهاب وتوحيد الرؤى. وقال الحكيم في كلمة ألقاها خلال احتفالية أقيمت بمكتبه بمناسبة مولد الإمام علي «إن الاجتماع الذي سيعقد سيبين أنه مهما تعاظمت خلافاتنا فالجميع ينحني أمام دماء الشعب كما أننا بذلك نوجه رسالة إلى الإرهابيين ومن يمولهم بأنكم لن تنالوا من وحدتنا وسنواجهكم حتى النهاية». وأضاف «سنحول هذا البيان الوطني إلى ميثاق شرف وطني ضد الإرهاب والطائفية وضد من يعتاش على سفك الدماء».

من جهتها أعلنت كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي ترحيبها بهذه المبادرة. وقال الناطق الرسمي باسم الكتلة مؤيد الطيب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «كتلة التحالف الكردستاني تؤيد هذه المبادرة وأي مبادرة تهدف إلى لم الشمل الوطني وتجنيب البلاد ويلات الحرب الطائفية والأزمات». وأضاف الطيب أن «الحوار أمر هام من أجل تجاوز المشكلات والأزمات التي تعصف بالبلد شريطة أن يكون هناك برنامج واضح من أجل أن نخرج بنتائج إيجابية حتى لا تتكرر المبادرات من دون فائدة وبالتالي تفقد أهميتها». وأكد الطيب أن «كتلة التحالف الكردستاني تتفاعل مع هذه المبادرة ونحن على استعداد للإسهام في بلورة أي موقف يمكن أن يساعد في تطوير هذه المبادرة وإنهاء الأزمة».

وفي السياق نفسه أكد رئيس هيئة إفتاء أهل السنة والجماعة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي أن «هذه المبادرة تأتي في الوقت المناسب على الرغم من أننا نعاني عدم وضوح في الرؤية السياسية لما يجري وكذلك من أزمة ثقة عميقة بين القادة السياسيين». وقال الصميدعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مثل هذه الجلسات والحوارات هي مطلوبة تلقائيا ولكنها باتت اليوم مطلوبة بإلحاح»، مشيرا إلى أن «هذه المبادرة تأتي في وقت قررنا فيه نحن في هيئة إفتاء أهل السنة والجماعة وباتفاق مع علماء الدين في النجف وأمين عام جماعة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي أن نقيم مهرجانا يوم السبت في مقرنا بجامع أم الطبول ندعو فيه علماء السنة وشيوخ العشائر السنية ونعلن ميثاق شرف أعددنا له 12 نقطة سوف يوقع عليه علماء السنة وشيوخ عشائرهم ويدعون من خلال هذا الميثاق إلى عقد جلسة مستعجلة للشيعة والسنة وكل أطياف الشعب العراقي لتعميم هذا الميثاق» مؤكدا أن «مبادرة الحكيم تدعم هذا التوجه دون أن يكون لنا تنسيق مسبق معه».