الحادث يثير مخاوف سكان «ووليتش» الفقير في لندن

الحي شهد عمليات إرهابية سنة 1974 وتفجيرا لثكنة المدينة في 1983

جانب من حي ووليتش بعد يوم من الحادثة أمس حيث يبدو الحضور الأمني وباقات الزهور في مكان الجريمة (تصوير: جيمس حنا)
TT

سلط مقتل جندي بريطاني على أيدي اثنين يشتبه في أنهما متشددان إسلاميان الضوء على حي ووليتش الذي شهد الجريمة، وأثار التوتر في واحدة من أكثر مناطق بريطانيا تعددا للأعراق.

وتغير حي ووليتش الذي يقع في حضن نهر التيمس إلى الجنوب الشرقي من وسط لندن كما تغيرت العاصمة البريطانية نفسها خلال الأعوام العشرين الماضية مع توافد موجات متعاقبة من المهاجرين على المنطقة ذات المساكن الرخيصة. وشهد ووليتش أيضا هجمات إرهابية من قبل. ففي عام 1974 توفي جندي ومواطن على أثر انفجار قنبلة تم زرعها من قبل عناصر تابعة للجيش الجمهوري الآيرلندي في إحدى الحانات. بالإضافة إلى أن الثكنة العسكرية في المدينة قد تم تفجيرها في عام 1983 مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.

وقال سعيد عمر، الصومالي المولد والذي يخدم في مسجد محلي، لـ«رويترز»، بينما كانت امرأة محجبة بالخمار الأسود تدخل البناية خلفه «لدينا مصلون من أفريقيا وآسيا ومن الصومال ونيجيريا.. من كل مكان». ووضع المسجد الذي تعلوه قبة ذهبية في شارع مزدحم قرب النهر في ووليتش تحت رقابة مشددة منذ حادث مقتل الجندي، وذلك بعد أن ظهر أحد المهاجمين واعترف بهويته الإسلامية في مقطع مصور. وقالت امرأة بيضاء في الثلاثينات من عمرها وقد زينت عنقها بوشم وارتدت سترة رياضية وهي تسير أمام المسجد «كيف يمكن أن يحدث ذلك هنا؟.. كيف يقطع مسلمون رأس جندي بريطاني في وضح النهار؟..». وقالت وهي تشير بإصبعها نحو المسجد ونحو عمر «هذا المكان جزء مما حدث».

وبدأت المرأة بعد ذلك في توجيه السباب والهتافات ضد المسلمين، ورددت شعارات مؤيدة لحزب رابطة الدفاع الإنجليزي اليميني المتطرف. وتجمع أكثر من مائة من نشطاء الحزب في ووليتش مساء أول من أمس بعد حادث القتل للاحتجاج على ما يقولون إنها أسلمة، وهو ما أثار خوف الحكومة من أن الحادث قد يؤدي إلى هجمات انتقامية ضد المسلمين. وقال عمر إنه واثق «بنسبة مائة في المائة» أن المشتبه بهما اللذين ظهرا كثيرا على شاشات التلفزيون لم يصليا أبدا في المسجد، وأنهما ليسا من سكان الحي أصلا.

وقال عن المرأة الغاضبة «هذا هو ما لا نريده. الإسلام يدعو للسلام.. لكن كل ذلك يثير التوتر بين المجتمعات. رأينا الشيء نفسه بعد هجمات السابع من يوليو (تموز) و11 سبتمبر (أيلول)»، مشيرا إلى هجمات شنها إسلاميون على لندن ونيويورك في يوليو 2005 وسبتمبر 2001.

وقال عمر إن مشكلات وقعت مع المتشددين في المسجد. وقال إنه في عام 2006 أقام مع آخرين دعوى قضائية ضد أتباع رجل الدين الأصولي عمر بكري الذي منع من دخول بريطانيا وأثنى على هجمات 11 سبتمبر. وقال عمر «كانوا يأتون إلى هنا ويعرضون على أبنائنا صورا لقطع الرؤوس. رفعنا دعوى وحذرناهم. الدعوة الأصولية هي أخطر مشاكلنا».

وفي بدايته كان حي ووليتش مجمعا للصناعات العسكرية. وكانت المصانع الكبيرة تصنع الطلقات والقذائف لجيش الإمبراطورية البريطانية بينما كانت موانئ هذا الحي مقرا لترسانات بناء السفن. لكن الصناعات العسكرية في الحي تراجعت بشدة في النصف الثاني من القرن العشرين حيث أغلق آخر مصنع للسلاح أبوابه عام 1994.

والحي الذي تقول السلطات المحلية إنه واحد من أفقر المناطق في بريطانيا موطن لأشخاص يتحدثون نحو 200 لغة مختلفة. وقد ولد ربع سكان هذا الحي خارج بريطانيا.