مؤسسة «أميركا الجديدة»: واشنطن نفذت 416 هجمة طائرات من دون طيار وقتلت 3364 شخصا

ارتفع عدد الغارات في باكستان في 2010 إلى 122 غارة خلال فترة ولاية أوباما الأولى

TT

ذكرت مؤسسة أبحاث «أميركا الجديدة» أن الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) نفذا نحو 416 غارة جوية بطائرة من دون طيار (دورن) في باكستان واليمن.. ما أسفر عن مقتل 3364 شخصا ما بين مسلح ومدني. وبلغت نسبة الضحايا المدنيين في عهد الرئيس بوش نحو 47 في المائة من إجمالي عدد الضحايا مقارنة بـ16 في المائة في عهد أوباما.

وقالت المؤسسة إن معظم الهجمات في باكستان تركزت خارج مناطق الحرب، حيث جرى 95 في المائة من الهجمات في منطقة وزيرستان وفي منطقة الحدود الجبلية عند إقليم البشتون، حيث تكثر مخابئ المسلحين الذين يقاتلون قوات التحالف.

واعتمدت مؤسسة «أميركا الجديدة» في رصدها للغارات على التقارير الإخبارية من وسائل الإعلام الكبيرة التي تعتمد في تغطيتها على مسؤولين محليين وإفادات من شهود عيان.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال إنه سيشرك الكونغرس في بحث عدد من الخيارات من أجل زيادة الرقابة على الغارات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار خارج مناطق الحرب مثل أفغانستان. ورغم ذلك، لا تزال الأرقام الرسمية المتعلقة بعدد الغارات وحصيلة القتلى سرية.

ووفقا لتقديرات «أميركا الجديدة» ارتفع عدد الغارات في باكستان في 2010 إلى 122 غارة خلال فترة ولاية أوباما الأولى، ولكن انخفض هذا المعدل إلى 12 غارة حتى الآن هذا العام.

وكانت غارات الطائرات من دون طيار في بادئ الأمر تنفذ بموجب تصريح من حكومة برويز مشرف، رغم أن الحكومات المتعاقبة طالبت بوقف تلك الغارات، وفي أبريل (نيسان) الماضي صوت البرلمان الباكستاني بالإجماع على إلغاء منح الإذن لتنفيذ هذه النوعية من الهجمات. وشنت وكالة الاستخبارات المركزية والجيش الأميركي نحو تسعا وستين غارة في اليمن بتصريح من الحكومة اليمنية. وبحسب مؤسسة «أميركا الجديدة»، فإن معظم قتلى تلك الغارات هم من المسلحين من مقاتلي الوسط أو من ذوي الرتب المتدنية.

وأوضح بيتر بيرغن مدير مؤسسة «أميركا الجديدة» أنه رغم أن هجمات الطائرات من دون طيار استهدفت زعماء الجماعات الإرهابية التي تهدد الولايات المتحدة فإن الاستخبارات الأميركية نجحت في قتل 37 من قادة الجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة، وحتى بإضافة قادة طالبان الذين قتلوا في هذه الهجمات، فإن إجمالي عدد الإرهابيين الذين قتلوا في تلك الهجمات لا يمثل سوى 2 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ويشير بيرغن إلى خطاب مدير وكالة الاستخبارات جون برينان العام الماضي، حيث ذكر أن حكومة الولايات المتحدة تقوم بضربات محددة ضد إرهابيي تنظيم القاعدة من أجل منع الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة وإنقاذ آلاف الأرواح. ويقول بيرغن: «هذا صحيح جزئيا، لكن المخابرات المركزية أجرت أحيانا ضربات محددة ضد أشخاص كانت تشتبه في أنهم يقومون بعمل عسكري وأظهرت تصرفاتهم أن لهم ميولا متشددة».

ويؤكد مدير مؤسسة «أميركا الجديدة» أن نسبة كبيرة من الذين قتلوا في هجمات طائرات من دون طيار (نحو 40 في المائة وفقا لتقديرات المؤسسة) لم يتم بدقة تحديد إذا كانوا مدنيين أو إرهابيين مسلحين، لكن انخفض عدد الضحايا من المدنيين بشكل تدريجي، وفي عهد أوباما انخفض إلى 16 في المائة، ووصل في عام 2012 إلى 11 في المائة، وفي عام 2013 انخفض عدد الضحايا المدنيين إلى أدنى مستوى؛ نتيجة لانخفاض حاد في عدد الهجمات من دون طيار، فقد بلغ عدد الهجمات بطائرات من دون طيار في عام 2013 نحو 12 هجمة مقارنة بنحو 122 هجمة في عام 2010، كما أن الهجمات في عام 2013 كانت أكثر دقة. ووفقا لبيانات مؤسسة «أميركا الجديدة» فإن ثلاثة إلى خمسة أشخاص مدنيين مجهولين كانوا ضحايا الهجمات في عام 2013.

وتشير مؤسسة «أميركا الجديدة» إلى أن ثلاثة دول فقط أكدت أنها تمتلك طائرات من دون طيار مسلحة، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وتشير المؤسسة إلى أنها تعتقد أن هناك 80 دولة تمتلك طائرات من دون طيار، وبعضها تمكن من تسليح تلك الطائرات.