رئيس الحكومة المغربية يعلن أنه لن يتخلى عن الإصلاحات

«التقدم والاشتراكية» يتجه إلى الانسحاب من وزارة ابن كيران في حالة خروج «الاستقلال»

ابن كيران
TT

قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إن حكومته تعمل في انسجام كامل، وستواصل تنفيذ الإصلاحات، بيد أنه أقر بوجود مشكلة بين أحزاب الغالبية المكونة للائتلاف الحكومي.

وأوضح ابن كيران، الذي كان يتحدث أمس في لقاء مع رؤساء البلديات والمكلفين بالتعمير المنتمين لحزب العدالة والتنمية، عقد بمقر الحزب في الرباط، أنه لن يتخلى عن مسؤوليته والثقة التي وضعها الشعب في حزبه، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية وصل إلى رئاسة الحكومة في إطار زخم شعبي حقيقي، وزاد قائلا: «إذا لم يعد الشعب يريدنا، أو أن الملك محمد السادس لم يعد يريدنا في موقع المسؤولية فله واسع النظر».

وقال ابن كيران إن المناورات التي يتعرض لها حزبه لن تزيده إلا شعبية، لأن الناس لديها القدرة على التمييز بين من له الغيرة على الوطن ويراعي مصلحة البلاد ومن هو عكس ذلك.

وتعليقا على الضجة الإعلامية التي خلفها قرار برلمان حزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة، قال ابن كيران إنه لم يسبق أن تعرض لحميد، الأمين العام لحزب الاستقلال أو شتمه، لأنه يعتبره حليفا.

وانتقد ابن كيران معارضيه السياسيين، وقال إن «الناس ألفوا في السياسة أن يقفزوا للآخر ليتحدثوا عنه وينتقدونه ويعتقدون أنهم يمكنهم بناء مجدهم بإسقاطه».

وكرر ابن كيران أكثر من مرة أن «السياسة ليست ألعابا بل هي أفكار وقناعات بنيت على عقائد»، في تلميح لما يحدث اليوم في المشهد السياسي المغربي، وأضاف: «أكره اعتبار السياسة لعبة، ولا أريد أن أدخل في هذه اللعبة لأن السياسة في رأيي مسؤولية تحتاج للتضحية والصبر، وهي عهد وميثاق بيننا من جهة، والله والشعب والملك، من جهة ثانية» على حد قوله.

وحول تأخر الحكومة في الإعلان عن موعد لتنظيم الانتخابات البلدية، قال ابن كيران إنه «لو كان بالإمكان تنظيم هذه الانتخابات لتم تنظيمها لكننا لسنا مستعجلين لأن الأمر لا يتعلق بعملية حسابية، بل بواقع يجب أخذه بعين الاعتبار».

وأكد ابن كيران أنه متشبث بتنفيذ الإصلاح، ولن يتهرب من معالجة الملفات الكبرى كما كان يفعل الآخرون، ومنها إصلاح صندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الأساسية)، وأنظمة التقاعد، لأنه لن يترك الدولة تحت رحمة الجهات المانحة لتفرض سياسة التقويم الهيكلي على البلاد. واستعرض ابن كيران مسار حزبه منذ 2002 إلى اليوم وصعوده بالتدريج إلى أن أصبح عدد نوابه 107 في البرلمان.

ووجه ابن كيران نصائح كثيرة لرؤساء البلديات المنتمين لحزبه، وأوصاهم بالتشبث بالأخلاق ونظافة اليد، وقال لهم: «إذا كنتم تحلمون بالوصول إلى منصب رئيس الحكومة فإني أؤكد لكم أنه لا شيء تغير لدي باستثناء لباسي، كما أنه أصبح لدي رصيد صغير في البنك».

على صعيد ذي صلة، استبعد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي استمرار مشاركة حزبه في حكومة ابن كيران، في حال انسحاب حزب الاستقلال منها وتعويضه بأحزاب أخرى. وقال بن عبد الله، وهو أيضا وزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة في حكومة ابن كيران، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس خلال لقاء لأطر الحزب في الدار البيضاء: «لسنا مستعدين للمشاركة في أية تجربة كيفما كانت، ولسنا مستعدين للمشاركة مع أي أحد كان»، في إشارة إلى احتمال دخول حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاتحاد الدستوري للحكومة في حالة انسحاب حزب الاستقلال منها.

وأشار بن عبد الله إلى أن حزب التقدم والاشتراكية وجه نداءات متعددة إلى حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية للتحلي بالمسؤولية، وتغليب الحكمة والتبصر، وقام بمحاولات لرأب الصدع في الأزمة بين الحزبين الأساسيين في الغالبية الحكومية. وقال: «إننا بكل صدق مهما حاولنا فهم جميع الأطراف، إلا أننا لا نجد مقاربة أخرى يمكن أن تشكل بديلا للوضعية التي نحن عليها اليوم. وبعبارة أوضح إذا كان البعض ينازع في تمثيلية حزب العدالة والتنمية، وإذا أرادوا تقليصها، فإننا نقول لهم إن عليهم فعل عكس ما يقومون به اليوم. لأن ما يقومون به يؤدي بالضبط إلى تعميق وزن هذا الحزب على جميع المستويات».

وكان ابن كيران قد رد أمس على تصريحات بن عبد الله التي قال فيها إن حزبه مستعد لمغادرة الحكومة: «أقول لنبيل أنت متحالف مع رجال، ولن نتخلى عن من كان وفيا لنا، لأننا سنبقى ملتزمين بمبادئنا حتى مع من لم يوفوا» في إشارة إلى حزب الاستقلال.