الثوار يفشلون محاولات السيطرة على مطار الضبعة في القصير

المعارك متواصلة في ريف دمشق وتبلغ محيط السيدة زينب

الناشط الميداني هادي العبد الله في مطار الضبعة تفنيدا لادعاءات النظام باستعادة السيطرة عليه أمس («الشرق الأوسط»)
TT

كثفت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، معززة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، أمس حملتها العسكرية على مدينة القصير الاستراتيجية في قصف هو الأعنف منذ بدء الحملة على المدينة قبل 7 أيام. وبالتزامن مع ذلك، تجددت الاشتباكات في حي برزة بدمشق وجب الجندلي وحي الليرمون بحلب، كما طال القصف أحياء درعا البلد ومعظم أحياء دير الزور.

وأكدت مصادر المعارضة السورية في القصير، أن المدينة أمس «حاولت التصدي لأعنف حملة عسكرية تشنها القوات النظامية مدعومة من حزب الله، استخدمت فيها صواريخ (أرض - أرض) من نوع (غراد)، وصواريخ مضادة للدروع استهدفت مواقع القناصة، والقذائف المدفعية». وقالت المصادر إن معدل القصف صباح أمس «تجاوز 20 قذيفة في الدقيقة، قبل أن ينحسر ظهرا»، بينما «حاولت عناصر الجيش الحر صد الهجوم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، واستبسلوا في تأخير القوات المهاجمة عن بلوغ أحياء تسيطر عليها المعارضة».

وقالت المصادر إن الدبابات النظامية «حاصرت المدينة من الجهة الشرقية والجنوبية، فيما تقدمت نحو مطار الضبعة العسكري الذي شهد أعنف المعارك، كما تركز الهجوم على محور الأحياء الغربية»، مشيرة إلى أن القوات النظامية «استقدمت تعزيزات إلى قرى غرب القصير واستحدثت مرابض للمدفعية الثقيلة قصفت منها المدينة».

ونفي الناشط الميداني هادي العبد الله أن يكون مطار الضبعة قد سقط، مؤكدا أن ما تسوقه القنوات المحسوبة على نظام الأسد هو جزء من الدعاية الإعلامية لبث الضعف في نفوس المقاتلين، مضيفا أن «ثوار القصير نجحوا بفضل الله من إفشال محاولات جديدة لحزب الله لاقتحام القصير وقتلوا نحو 45 عنصرا من الحزب على الأقل».

وتحاول القوات الموالية للأسد إبعاد مسلحي المعارضة عن مدينة القصير. وتقول وسائل الإعلام الرسمية السورية إن القوات النظامية تستحوذ على الأرض بسرعة كبيرة، بينما ينفي ناشطو الثورة هذه الأنباء ويؤكدون على أن الجيش الحر يدافع عن جميع المواقع.

وتشكل مدينة القصير أهمية بالغة لنظام الأسد لأنها تقع على الطريق السريع الواصل بين العاصمة السياسية للبلاد دمشق، التي ما زال يحكم قبضته عليها، والساحل السوري، الخزان البشري للقوات المقاتلة إلى جانبه. أما بالنسبة للثوار، فالمحافظة على القصير تعني قطعا للطريق على حلم «الدولة العلوية» ووضع حد لتمدد حزب الله في سوريا، وخط دفاع أول لمنع سقوط حمص بيد الأسد.

وأبرزت المعارك الدائرة في القصير مدى «انغماس» حزب الله في الصراع السوري الداخلي، ونقلت «رويترز» عن مقاتل من حزب الله في القصير أن وتيرة التقدم بطيئة جدا، وأضاف: «نحن في المرحلة الثانية من خطة الهجوم، لكن التقدم بطيء جدا وشاق. قام المتمردون بتلغيم كل شيء.. الشوارع والمنازل.. حتى البرادات ملغمة». وذكرت أن عناصر الجيش الحر «قاومت لصد الهجوم؛ إذ ترى أن الاحتفاظ بطرق الإمداد عبر الحدود أمر حيوي، كما تريد أن تحرم الأسد من انتصار تخشى من احتمال أن يمنحه اليد الطولى في محادثات السلام المقترحة تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا في الشهر المقبل».

وتعود أولى اتهامات المعارضة بمشاركة حزب الله في القتال إلى جانب الأسد إلى العملية العسكرية التي تعرضت لها بابا عمرو، في مدينة حمص، العام الماضي، لكن الحزب أنكر حينئذ مشاركته، ليقر في الأشهر الأخيرة بوجود مقاتلين في دمشق يدافعون عن المراقد الشيعية المقدسة، منعا من وصول «إرهابيين متطرفين» إليها.

وبرز أمس تطور لافت على جبهة القصير؛ إذ أعلنت المعارضة عن اختطاف القوات النظامية 120 نازحا سوريا فروا من مدينة القصير إلى قرية الديابية المحاذية للمدينة. وذكرت قناة «العربية» أنه «لا يعرف بعد مصير المخطوفين ومعظمهم من النساء والأطفال، ولا أسباب خطفهم».

إلى ذلك، لم تهدأ جبهة إدلب والرقة؛ إذ أفادت لجان التنسيق المحلية باستهداف قرية أبو الضهور في إدلب بالطائرات الحربية التابعة للنظام، فيما استهدف الجيش الحر مطار الطبقة العسكري بالرقة براجمات الصواريخ وقذائف الهاون. وفي ريف دمشق، تجددت الاشتباكات في محيط مقام السيدة زينب.

أما في العاصمة دمشق، فقال ناشطو الثورة إن «اشتباكات تجددت في حي برزة بدمشق، حيث يحاول الجيش اقتحام الحي من جهة الشرطة العسكرية، في وقت تعرض فيه الحي ومنطقة البساتين المحيطة به لقصف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، كما تعرضت مناطق في حي جوبر لقصف شوهدت أعمدة الدخان الناتج عنه من وسط العاصمة».