اعتداء ووليتش: جهاز المخابرات البريطاني حاول تجنيد أحد المشتبه بهما للعمل معه

مخاوف من محاكاة العنف من قبل متطرفين يمينيين ضد إسلاميين

TT

حاول جهاز المخابرات الداخلي البريطاني «إم آي5» تجنيد أحد المشتبه بهما في مقتل الجندي البريطاني لي ريجبي وغير هويته الشخصية بعد اعتقاله في كينيا وفقا لما قاله أحد أصدقائه لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وقال أبو نسيبة في مقابلة مع برنامج «نيوزنايت» الإخباري الذي يبث في الـ«بي بي سي»، إن مايكل أديبولاجو صديقه منذ فترة طويلة طلب منه العمل لصالح جهاز المخابرات البريطاني قبل نحو ستة أشهر من الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي في حي ووليتش لكنه رفض.

وأضاف أبو نسيبة أن صديقه تعرض لمضايقة بدنية وجنسية أثناء وجوده في زنزانة بالسجن في كينيا قبل عام، ولدى عودته إلى بريطانيا حاول جهاز «إم آي5»تجنيده والحصول على معلومات منه بشأن أفراد معينين.

وقال إن صديقه بعدما قال إنه «لا يعرف هؤلاء الأشخاص»، عرضوا عليه إن كان مهتما العمل معهم.

وقال أبو نسيبة لـ«بي بي سي» إنه «كان واضحا في رفض العرض».

واعتقل أبو نسيبة بعد وقت قصير من إجرائه المقابلة طبقا لمذيع الـ«بي بي سي»، وكان ريغبي قد قتل ليلة الأربعاء الماضي وسط أحد شوارع ووليتش.

وشوهد أديبولاجو ورجل آخر هو مايكل أديبووال وهما يلوحان بالسلاح في موقع الهجوم واعتقلا بعد إصابتهما في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. وفي الوقت نفسه أطلق سراح امرأتين بعد الهجوم للاشتباه في تآمرهما على القتل من دون توجيه اتهامات لهما بينما ما زال رجل، 29 عاما، في السجن والمشتبه بهما الرئيسيان في حالة مستقرة في المستشفى.

وأثار القتل مخاوف من محاكاة الهجمات والعنف من قبل متطرفين يمينيين ضد الإسلاميين.

إلى ذلك واجهت أجهزة الأمن البريطانية تساؤلات أول من أمس بشأن ما إذا كان بوسعها بذل مزيد من الجهد لمنع مقتل جندي طعنا في شارع مزدحم في لندن بعد أن تبين أن المشتبه بهما في الحادث كانا معروفين لضباط المخابرات.

ويرقد مايكل أديبولاجو، 28 عاما، ومايكل اديبوالي ،22 عاما، في المستشفى تحت الحراسة بعد إصابتهما بالرصاص بعد قتلهما للجندي الذي حارب في أفغانستان لي ريغبي 25 عاما يوم الأربعاء. ولم توجه إليهما تهمة بعد، وولد أديبولاجو، الذي صورته كاميرا وهو يبرر القتل وهو واقف قرب الجثة ممسكا بيديه الغارقتين في الدماء بسكين وساطور - في بريطانيا لأسرة نيجيرية مهاجرة. أما اديبوالي فهو مولود في نيجيريا وحصل على الجنسية البريطانية، وألقي القبض أيضا على رجل وامرأة للاشتباه في تآمرهما للقتل وهو مؤشر أولي على أن الشرطة تحقق فيما إذا كان الحادث جزءا من مؤامرة أوسع.

ونشر مقطع مصور مأساوي يعرض اللحظة التي أطلقت فيها الشرطة الرصاص على الرجلين على موقع صحيفة بريطانية الجمعة. ويظهر في اللقطة المرتجفة التي تبلغ مدتها 10 ثوان أحد الرجلين وهو يعدو باتجاه سيارة شرطة وهو يحمل سكينا في يده قبل أن يصاب بالرصاص ويسقط أرضا.

وفي مؤتمر صحافي مفعم بالعاطفة قالت عائلة ريغبي إن قلوبها تمزقت إربا، وقالت أرملته وأم ولده الذي يبلغ من العمر عامين ريبيكا ريغبي وهي تبكي «لا يتوقع المرء حدوث هذا وهو في بريطانيا. تعتقد أنهم آمنون».

واستنكرت المنظمات الإسلامية البريطانية الرئيسة الهجوم الذي يتوقع أن يسلط مزيدا من التركيز على المنظمات الأصولية مثل جماعة المهاجرون التي تنظم مظاهرات مستفزة ضد القوات البريطانية وتم حظرها عام 2010، وحضر أديبولاجو الذي تحول إلى الإسلام وغير اسمه إلى مجاهد محاضرات لعمر بكري السوري المولد ومؤسس الجماعة الذي طرد من بريطانيا في 2005. وأشاد بكري بالهجوم وقال إن كثيرا من المسلمين يعتبرون القتيل هدفا عسكريا.

وقال بكري لـ«رويترز» في مقابلة أجريت في شمال لبنان «كنت أعرفه. كان رجلا هادئا وخجولا ويطرح الكثير من الأسئلة عن الإسلام». وأضاف «هذا أمر لا يصدق. حين رأيت هذا اندهشت جدا عندما وجدته واقفا بثبات وجرأة وشجاعة ولم يهرب بل إنه أعلن لماذا نفذ الهجوم وأراد أن يسمعه للعالم كله».