مدير مركز بروكينغز الدوحة لـ «الشرق الأوسط»: «الإخوان» ليس لديهم القدرة على إدارة الدولة

سلمان شيخ: الدعم الإيراني والروسي للنظام السوري أكثر قوة مما قدمته أطراف غربية وإقليمية للمعارضة

TT

مركز بروكينغز الدوحة التابع لمعهد بروكينغز في واشنطن، الذي يقع في العاصمة القطرية، يقدم أبحاثا سياسية مستقلة ذات تأثير في منطقة الشرق الأوسط، ويحافظ على سمعته المتطورة في البحوث الميدانية، والدراسات المستقلة المتعلقة بالشؤون الاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط الكبير، بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، وتمّ إطلاق المركز باتفاقية تعود إلى الأول من يناير (كانون الثاني) 2007، وتمّ افتتاحه رسميا من قبل الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في 17 فبراير (شباط) 2008، بحضور كارلوس باسكوال نائب رئيس معهد بروكينغز لدراسات السياسة الخارجية السابق، ومارتن إنديك نائب الرئيس لدراسات السياسة الخارجية في معهد بروكينغز. ولتحقيق رسالته، يقوم مركز بروكينغز الدوحة بالأبحاث والبرامج التي تشمل مشاركة شخصيات بارزة من الحكومات والمجتمع المدني وعالم الأعمال ووسائل الإعلام والأكاديميين على حد سواء، في قضايا السياسات العامة الهامة المتعلقة بالمجالات المحورية الأربعة التالية، الديمقراطية والإصلاح السياسي، العلاقات بين منطقة الشرق الأوسط والدول الآسيوية الناشئة بما في ذلك الشؤون الجيوسياسية واقتصاد الطاقة، والصراع وعمليات السلام في المنطقة، الإصلاح التعليمي والمؤسسي والسياسي في دول مجلس التعاون الخليجي.

مدير مركز بروكينغز الدوحة د. سلمان شيخ، الذي تولى الكثير من المناصب ذات الأهمية في النظام الدولي والشرق الأوسط، والذي عمل من قبل مع الأمم المتحدة على سياسة الشرق الأوسط كمساعد خاص لمنسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، كان لنا معه حوار جاء على النحو التالي:

* هلا حدثتنا عن معهد بروكينغز الدوحة؟

- تم إنشاء هذا المعهد قبل نحو خمس سنوات، وهو عبارة عن شراكة فريدة من نوعها بين أمير قطر ومعهد بروكينغز في واشنطن. وبدأت هذه الشراكة عام 2002، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). ورأت القيادة القطرية وقادة معهد بروكينغز أنه من الجيد إقامة منتدى سنوي مع مسؤولين أميركيين وخبراء وشخصيات من العالم العربي والإسلامي، ويتم انعقاد هذا المنتدى بشكل دوري منذ عدة سنوات. وقد تقرر إنشاء المركز بناء على ذلك.

وأنا شخصيا، أشغل منصب مدير المركز منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وكان يسبقني في هذا المنصب شخصية جيدة للغاية. في الحقيقة، يعد هذا المركز أحد المراكز البحثية الأولى التي تم إنشاؤها في قطر، وهناك ضرورة لوجود قدر كبير من التنسيق والتعاون بين معهد بروكينغز ووزارة الخارجية لوضع الإطار القانوني وأي شيء آخر يتعلق بالمركز.

* ما عدد المؤتمرات التي عقدتموها حتى الآن؟

- دعني أؤكد على أن المركز يركز على ثلاثة مجالات رئيسة، كما يركز بشكل عام على السياسة الإقليمية والخارجية، أما معهد بروكينغز واشنطن فهو يركز على الكثير من الأشياء الأخرى، مثل السياسة الداخلية والدراسات الحضرية والتنمية والسياسة الخارجية والعلوم، وغيرها من الأشياء. وهنا، فإننا نركز على السياسة الداخلية والخارجية، ولا سيما على الثلاثة مجالات الآتية:

1: نركز على التغييرات التي تحدث في العالم العربي والتحولات الكبيرة، ولا سيما البلدان التي تشهد فترات انتقالية. لا يركز المركز على الدفاع عن الديمقراطية فحسب، ولكنه يحاول أن يلقي نظرة أكثر جدية على التحولات التي تشهدها المنطقة ويحاول أن يجلب خبراء للبحث في هذه المجالات ويقترح حلولا معينة للمشكلات. ونحاول أن نجلب هؤلاء الذين يفهمون طبيعة المنطقة جيدا، بما في ذلك خبراء عرب وأميركيون.

2: يتمثل المجال الثاني بالطبع في الصراعات وعملية السلام في المنطقة، ويأتي في مقدمة ذلك بالطبع الصراع العربي الإسرائيلي، علاوة على الصراعات الأخرى، مثل الوضع السوري على سبيل المثال.

3: المجال الثالث، الذي أهتم به كثيرا، هو العلاقة بين منطقة الشرق الأوسط وقارة آسيا. وتعد الدوحة هي أفضل مكان للانفتاح على الشرق والحوار مع الغرب. وعلى الرغم من أننا مركز بحثي أميركي في قلب الخليج العربي، فإننا نرى أنه من الأهمية بمكان البحث في مسألة العلاقة بين الشرق الأوسط وآسيا.

وفي هذا السياق، لدينا مؤتمر سنوي في مركز بروكينغز بالدوحة حول المشهد المتغير للطاقة الجيوسياسية، مع وجود حوار بين مسؤولين وخبراء من منطقة الشرق الأوسط والهند والصين والغرب. وعلى مدى عام ونصف العام، نقوم بتنظيم ورش عمل وجلسات حوار مع السوريين، بما في ذلك شخصيات قبلية سورية وشخصيات من المعارضة الكردية وشخصيات من الأقلية غير المعارضة وآخرون. لقد تعلمنا كثيرا بفضل الاستعانة بهؤلاء الأشخاص والدخول معهم في مثل هذا الحوار.

* كم عدد الخبراء هنا في الدوحة؟

- لدينا ثلاثة زملاء بدوام كامل، مثلي، ولكن لدينا أيضا عمل إداري، ولدينا اثنان أو ثلاثة زملاء زائرون كل عام. ونستعين بخبراء من جميع أنحاء العالم العربي ومن الولايات المتحدة وأوروبا، ويقضون ما لا يقل عن تسعة أشهر هنا. ولدينا أيضا برنامج زمالة مشترك مع جامعة قطر، ونستعين بزميل من معهد بروكينغز التابع لجامعة قطر لمدة فصل دراسي واحد، ويحدث ذلك مرتين أو ثلاثا في العام. وبالإضافة إلى ذلك، لدينا زملاء غير مقيمين. وفي الوقت الحالي، لدينا زميل بارز غير مقيم معروف جيدا في مجال الدراسات الخليجية ويدعى غريغ غورس، وعلى وشك إصدار ورقة بحثية رائعة للغاية عن الدول الملكية في منطقة الخليج.

* خلال مراسم افتتاح منتدى الدوحة، كان هناك حديث كثير عن معاناة السوريين، وأن عدد القتلى والمصابين في ازدياد، لماذا لم يسقط النظام السوري حتى الآن؟

- أعتقد أننا، كمجتمع دولي، لم نمارس الضغوط الكافية على النظام أو لم ننجح في عزله بالشكل الكافي، وهذا عار كبير، لأن فشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين السوريين قد أدى إلى مأزق كبير، ليس فقط داخل سوريا، ولكن داخل النظام الإقليمي برمته. وثانيا، عندما يفشل المجتمع الدولي في الاتحاد من أجل الضغط على النظام السوري وعزله وحماية المدنيين، فإننا بذلك لا نقدم الدعم الكافي للسوريين أنفسهم لتغيير التوازن فيما يتعلق بهذا النظام. والشيء الأخير هو أن النظام لديه من يدعمه، حيث يمثل الدعم الإيراني والروسي وكذلك دعم حزب الله أهمية كبيرة، وكان أكثر قوة مما قدمته أطراف غربية أو إقليمية أخرى للسوريين الذين يقاتلون الأسد.

* في مصر، كان الجميع سعداء بتغيير النظام، والآن وبعد مرور عدة أشهر على تولي الرئيس مرسي مقاليد الأمور، لم يتغير شيء يذكر. هل تعتقد أن الإخوان المسلمين لم يكن لديهم الخبرة الكافية لإدارة الدولة؟

- نعم، ليس لديهم الخبرة الكافية، وليس لديهم القدرة على إدارة الدولة، وأعتقد أنه يتعين عليهم أن يكونوا أكثر تواضعا ويعترفوا بذلك، ولكن الشيء الذي يزيد من صعوبة الأمور بالنسبة لهم هو أنه يقع عليهم عبء كبير في بناء الثقة مع الأطراف الأخرى. وتقول الأبحاث إنه لا يمكن تحقيق تقدم ما لم يكن هناك عملية انتقالية سياسية مستقرة. لا يمكنك تحقيق تقدم على المستوى الاقتصادي أو الحكم. ما يهم المصريين حقا هو بناء عملية سياسية أكثر شمولا. نعلم أن الإخوان المسلمين واجهوا صعوبات كبيرة للغاية مع فلول النظام السابق، وحتى مع بعض أعضاء المعارضة الذين لا يريدون لهم النجاح، ولكني أعتقد أن الإخوان لم يتعلموا الدرس من التحولات الأخرى عندما يتعلق الأمر بتحولات سياسية شاملة ومستقرة، وهذا شيء مهم للغاية.

أما فيما يتعلق بمسألة القدرة، فقد عشت في غزة من قبل وأتذكر عندما وصلت حركة حماس للسلطة في غزة، فقد اعتقد أعضاء الحركة أنهم سيجنون مكاسب سياسية واقتصادية من خلال التعامل مع الأمور بصورة أكثر مباشرة وأقل فسادا، ولكنهم اكتشفوا أنهم لا يملكون القدرة أو الخبرة اللازمة للقيام بذلك. ونحن نرى ذلك يحدث، من نواحٍ كثيرة، في الحالة المصرية الأكثر استقطابا من نظيرتها في غزة. الشيء الآخر هو أن الإخوان المسلمين يتصرفون بعجلة شديدة واندفاع كبير.

* في مصر، يتهم معظم الليبراليين، مثل المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، قطر بأنها تساعد الإخوان بدلا من مساعدة المصريين، ما رأيك في ذلك؟

- في البداية، ستقول قطر إننا نحاول مساعدة شعوب هذه الدول ونحن ندعم الحكومات التي وصلت إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، وهذا هو توجه قطر. أعتقد أنه يتعين على قطر أن تكون أكثر حذرا في اختيار الأطراف التي تدعمها، وهناك بالفعل عملية تقييم لتلك العملية. أعتقد أن الأفضل، وأنا لا أتحدث هنا عن قطر وحدها، هو القيام بمجهود إقليمي كبير من أطراف متعددة للمساعدة في دعم اقتصاديات تلك الدول وإلا فستواجه صعوبات كبيرة. وعلى عكس ما حدث في أوروبا، لم تقدم المنطقة رؤية وخطة محددة لمساعدة هذه الاقتصاديات. وبدلا من ذلك، بدأت أطراف مختلفة تدعم جهات بعينها، وهو شيء يدعو للأسف في حقيقة الأمر وسيكون له تأثيرات سلبية على عملية التحول في تلك الدول.

* هل كنت في غزة عندما بدأت الثورات العربية في الاندلاع؟

- لا.. كنت هنا.

* هل أنت متفائل فيما يتعلق بالثورات التي شهدتها مصر وتونس وليبيا، في ظل عدم استقرار الأوضاع هناك؟

- في البداية، دعني أقل لك إننا متفائلون بالطبع، لأن الكثير من البلدان العربية قد بدأت تخلع عباءة الأنظمة الديكتاتورية التي كانت تحكمها. أما في الغرب، فهناك قلق من المقبل وقلق من التطرف. أولا وقبل كل شيء، نحن نقدر قيام تلك الشعوب بالتخلص من أنظمتها الديكتاتورية التي استمرت لسنوات طويلة من القهر والاضطهاد، وأعتقد أنه يتعين علينا أن نحتفل بذلك.

* متى سيعقد مؤتمركم المقبل؟

- سوف يعقد المؤتمر إن شاء الله في مارس (آذار) أبريل (نيسان)، ولكن هناك مؤتمر إسلامي أميركي سيعقد خلال الفترة بين يومي التاسع والثاني عشر من شهر يونيو (حزيران) المقبل. نحن مركز بحثي مستقل، ويتعين علينا أن نشيد بقطر لأنها سمحت لنا بالعمل بشكل مستقل، وهو ما لا يمكن القيام به في جميع بلدان المنطقة. قالت القيادة القطرية إنها ترغب في بناء القدرة الفكرية للدولة، ويمكنني القول، بصفتي رئيس مركز بحثي في قطر، إننا نعمل بشكل مستقل ونتلقى دعما كبيرا في عملنا، حتى وإن كانت القيادة تختلف معنا في وجهات النظر في بعض النقاط.

* هل لك أن تصف لنا يوما من أيام حياتك.

- أؤكد لك أنه لا يوجد يوم يشبه الآخر. على سبيل المثال خلال اليومين أو الثلاثة الماضية كنت في المغرب وعدت اليوم. واليوم أنا هنا في هذا المؤتمر وغدا ننظم غداء لرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر وورشة عمل مع بعض المنظمات الإنسانية غير الهادفة للربح في قطر من أجل مناقشة السياسة الإنسانية والقانون الدولي. واليوم التالي من المقرر أن نستضيف لجنة هنا وفي المساء سأكون في مؤتمر الأمن بميونيخ، ثم العودة لاستقبال لجنة أخرى. وفي اليوم التالي سأذهب إلى عمان لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت. لذا كل يوم مختلف تماما عن الآخر. بطبيعة الحال نحن نطالع الصحف ونتحدث إلى باحثين ونخطط لفعاليات وأنشطة. لقد تحدثت مؤخرا في مؤتمر عن الخليج وأوروبا استضافته جامعة قطر. وأتحدث هنا عن سوريا. أقضي وقتا طويلا في الحديث عن سوريا لأن مجال خبرتي هو الشام والخليج، فقد عملت في هذين التخصصين سنوات طويلة في الأمم المتحدة وركزت على عملية السلام في الشرق الأوسط وكذا على لبنان وسوريا والعراق. ونحن جميعا نعلق إلى حد ما على التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي. ما مجلس التعاون الخليجي بالأساس؟ هل هو نادٍ اقتصادي، أم ترتيب أمني؟ هل لديه طموحات سياسية. كل هذا جزء من الأبحاث التي نقوم بها. وأعتقد أن المجلس لا يزال يحاول العثور على هوية. إنه بالأساس نادٍ تم تأسيسه بسبب تهديدات وخرج إلى النور مصادفة نتيجة الثورة الإيرانية. نراه في أحسن حالاته، حتى في ظل الربيع العربي، في القضية البحرينية أو الإيرانية أو حرب الخليج.

* متى ستلقي محاضرات عن سوريا؟ وما الجوانب التي ستركز عليها؟ وما الذي تريد أن يعلمه الناس؟

- الدرس الذي ينبغي أن تتعلمه هو أن سوريا هي صمام الأمان للمنطقة كلها. وإذا لم تحل هذه الأزمة، ستنفجر المنطقة. وهي تنفجر بالفعل الآن وعواقب هذا الوضع واضحة في كافة بلدان منطقة الشرق الأوسط. وهذا هو الدرس الأول. إن الوضع في سوريا يحتاج إلى حل، لا يمكن احتواء ذلك. الدرس الثاني، الذي تعلمته وأحاول تعليمه للآخرين، هو أن مصير نظام الأسد في النهاية هو التهميش وإجباره على التغيير لأن أغلبية الشعب السوري لم تعد تقبل بحكم هذا النظام. مع ذلك الأمر الثالث الذي أود توضيحه هو أن الحل السياسي يعتمد على تجميع أكبر عدد من السوريين من أجل التفاوض على مستقبل بلادهم. ويجب أن يشارك المسيحيون والسنة والأكراد والشيعة، وهنا بالضبط النقطة التي فشلت فيها المحاولات الدبلوماسية. وحتى محاولات الأمم المتحدة فشلت، فهم لم يتمكنوا من إقامة حوار جاد بين السوريين من أجل التوصل إلى حل سياسي. الدرس الرابع هو أن النظام ليست لديه نية حقيقية في التفاوض ولهذا عليك تغيير التوازن في القوة العسكرية على الأرض من أجل إيجاد الحل السياسي الصحيح. وأتمنى أن يرغب النظام حقا في التفاوض على انتقال السلطة، لكني توقفت عن تصديقه منذ عام 2011، وبالتحديد منذ قمع أول ثورة في دمشق. ويعطيك بشار الأسد الانطباع بأنه مستعد لإجراء إصلاحات وتغيير في حين أنه غير مستعد ويثبت ذلك باستخدام المزيد من القوة. لطالما حذرنا من أن الضغط عليه سوف يؤدي إلى الفوضى في المنطقة. وهنا أعتقد أن الأطراف الإقليمية والغربية لم تقدم المساعدة الكافية للسوريين من أجل دعم قوتها المقاتلة. ويعني هذا عدم تمزيق القوى على الأرض، بل دعمها من خلال التدريب والمساعدات اللوجستية وإعانتها على إنشاء مركز قيادة وتحكم يحتاجونه من أجل الضغط على هذا النظام. إن هذا لا يقل أهمية عن تسليح المعارضة.

* ما الصحف التي تقرأها؟ ومن أين تعرف الأخبار؟

- أقرأ أكثر من صحيفة. وأطالع موقع «الشرق الأوسط» بالإنجليزية و«أراب دايجيست». وأقرأ بالطبع «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«فاينانشال تايمز» و«وول ستريت جورنال» وكل الصحف العالمية المهمة. مع ذلك أحصل على أكثر المقالات من «تويتر» أو مواقع التواصل الاجتماعي. كذلك يخبرني من حولي بالأخبار والمقالات المهمة. وبالطبع أطالع الصحف المحلية اليومية.

* هل من جديد بالنسبة للحوار في البحرين؟

- أما فيما يتعلق بقضية البحرين، هناك حاجة إلى حوار أشمل من الذي نراه حاليا. كذلك البحرين بحاجة إلى دعم وينبغي أن نحاول الحثّ على ذلك. إنها بيئة تتسم بالاستقطاب الشديد، ولا نستطيع القول إن البحرين قد عادت إلى حالتها العادية إلى أن يحدث هذا النوع من الحوار. نحن نحاول أن ندفع باتجاه هذا الحوار، لكننا نجد صعوبة في ذلك بسبب حالة الاستقطاب الشديدة. الشيء الوحيد الذي سأقوله عن سوريا هو أن كل ما نريده هو السلام. نحن جميعا نريد التوجه نحو السلام، لكنني أخشى أن ما يحدث هو الاتجاه نحو حرب أكبر. وإذا لم تفلح هذه المحاولات، وكذلك محاولات جنيف 2 كما أظن، سنشهد خلال الصيف الحالي تصاعدا في الصراع الذي سيدخل بالتأكيد الولايات المتحدة وروسيا، وإن كان ببطء، على نحو أكثر جدية. وأخشى أن هذا ما سيكون عليه واقع الحال في المستقبل.

* ما رأيك في الإخوان المسلمين؟ - إنهم رائعون كأفراد. ولدي أقارب وأصدقاء من الإخوان المسلمين، وقد سألني أحد الأشخاص البارزين لن أخبرك باسمه لكنه ينتمي إلى الإخوان المصريين منذ عامين، عن النصيحة التي يمكنني أن أسديها لهم؟ لقد قلت لها إن عليهم التحول إلى حزب حقيقي ذي أهداف وطنية. ولم يعد بمقدورهم تمثيل دائرة ضيقة، لذا أنتم بحاجة إلى بناء الثقة مع الشعب في إطار العملية السياسية. كانت هذه هي النصيحة الأولى. أما الثانية فهي أن لا يبدأوا في شن صراعات فكرية وثقافية لأنها ستستنزف طاقتهم التي يحتاجونها في أمور مهمة وهي أزمة التوقعات التي سيواجهونها. ويعني هذا أن عليهم التركيز على المشاريع الاقتصادية. النصيحة الثالثة كانت بناء القدرات، وأوضحت أنهم قد يعرفون ما يجب أن يقوموا به نظريا، لكن تولي السلطة أمر مختلف تماما. النصيحة الرابعة هي ضرورة مكافحة التطرف عندما يستلزم الأمر. على سبيل المثال، في تونس أدركوا أن عليهم قتال بعض المتطرفين في بلادهم لتحديهم سلطة الدولة واستخدام القوة في مقاومة الدولة. إن هذا مهم جدا لأنك تقتل شكري بلعيد فتؤدي إلى اضطراب العملية السياسية برمتها. ويجب وضع هؤلاء في الاعتبار إذا كان الأمر كذلك. والنصيحة الخامسة هي التعاون مع المجتمع الدولي لحاجتهم إلى ذلك. مع ذلك لم يصغ الإخوان في مصر إلى تلك النصائح؛ ولم يتمكنوا من التعامل مع الضغوط الواقعة عليهم. صحيح أن النظام السابق يحاول عرقلتهم والمعارضة لا تمارس دورها كما ينبغي ولا بعض الأطراف الإقليمية، لكن هذا ليس السبب الأساسي فيما يحدث. مسؤولية التحول الديمقراطي في أيديهم وكانوا يستطيعون القيام بهذه المهمة على نحو أفضل كثيرا مما فعلوا. توشك مصر أن تنضم إلى قائمة الدول الفاشلة، ولا ينبغي أن يكون هذا هو حال مصر.