20 ألف جندي عراقي ينفذون «عملية الشبح» ضد «القاعدة» في بادية الأنبار

مسؤول عسكري يشير إلى تدمير معسكر كبير للتنظيم وتأمين الحدود مع سوريا والأردن

صورة من موقع أصولي مقرب من تنظيم «القاعدة» تظهر مسلحين وهم يتدربون في معسكر بمنطقة «الجزيرة» العراقية قرب الحدود مع سوريا في أبريل (نيسان) الماضي (أ.ب)
TT

أعلنت قيادة عمليات الأنبار أنها بدأت أمس عملية عسكرية واسعة النطاق باسم «عملية الشبح» في بادية الأنبار غرب العراق بمساندة طيران الجيش وعبر مختلف صنوف الأسلحة، وذلك بهدف مطاردة عناصر تنظيم القاعدة هناك وتأمين الطريق البري الطويل بين الرمادي والحدود العراقية - الأردنية - السورية.

وفي السياق نفسه، قال الفريق الركن علي غيدان، قائد القوات البرية، في بيان: «أطلقنا اليوم (أمس) عملية أمنية كبيرة لملاحقة عناصر (القاعدة) الذين يقومون بعمليات خطف وتهديد للقوات الأمنية والمواطنين». وأضاف أن «العملية التي تشترك فيها قيادة عمليات الأنبار والجزيرة وقوات الشرطة الاتحادية تشمل صحراء الأنبار ووادي حوران والقائم والكعرة ومكر الذيب، بمساندة طيران الجيش». وتشمل العملية المناطق نفسها التي شهدت قيام مسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة بقتل 48 جنديا سوريا فروا من منفذ اليعربية الحدودي إلى داخل العراق في مارس (آذار) الماضي، وأعادتهم السلطات العراقية عبر محافظة الأنبار. وأوضح مسؤول رفيع المستوى أن عشرين ألف جندي يشاركون في العملية التي بدأت فجر أمس. وأسفرت العملية بحسب غيدان عن تدمير أحد أكبر معسكرات تنظيم القاعدة يسمى معسكر «سيف البحر» واعتقال عدد من عناصر التنظيم. وأضاف أنه تم الانتهاء من تأمين الطريق الدولي الذي يربط الرمادي بالرطبة بالكامل، بعد أن شهد سلسلة من عمليات خطف وقتل. كما أعلن غيدان أن «قيادة عمليات الجزيرة كثفت من انتشارها على الحدود العراقية - السورية». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن «الحدود التي تمتد على مسافة 640 كلم بدءا من منفذ الوليد في الأنبار إلى ربيعة في الموصل مؤمنة بالكامل». وأوضح أن «التخوف من الخروقات يأتي من جانب الحدود السورية وليس من الحدود العراقية».

وتأتي هذه العملية بعد أن عثرت القوات العراقية الأسبوع الماضي على جثث خمسة من عناصر الشرطة اختطفهم مسلحون نصبوا نقطة تفتيش وهمية على الطريق السريع في منطقة «الكيلو 160» شرق مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، واقتادوهم إلى جهة مجهولة. كما تأتي العملية أيضا للبحث عن مختطفين في تلك المنطقة الشاسعة والتي تنشط فيها الجماعات المسلحة.

من جهته، أكد رئيس مجلس محافظة الأنبار جاسم الحلبوسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة المحلية في الأنبار وقيادة الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية المساندة شكلت خلية أزمة لمتابعة الأحداث وتأمين الطريق الدولي السريع الرابط بين العراق من جهة وسوريا والأردن من جهة أخرى، وذلك من خلال القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ومن خلال أهداف مختارة لمطاردة تنظيمات القاعدة والمسلحين الخارجين على القانون والإيقاع بهم فضلا عن البحث عن المختطفين». وأضاف الحلبوسي أن «المهمة ليست سهلة، إذ إنه على الرغم من أن حركة السير في هذا الطريق تتم بانسيابية عالية إلى حد كبير، إلا أن المنطقة الصحراوية شاسعة جدا وتحتاج إلى متابعة مستمرة وهو ما ينبغي أن يحصل، إذ إن الطريق طوله أكثر من 450 كلم في الصحراء».

وبشأن ما إذا كان نشاط تنظيم القاعدة الأخير له علاقة بالتطورات الحاصلة على جبهة المظاهرات، قال الحلبوسي إنه «لا علاقة للمظاهرات بما حصل على هذا الطريق حيث سبق أن حصلت عمليات إرهابية قبل المظاهرات منها عملية النخيب وعملية القائم والرطبة وهو ما يتطلب منا مواجهة هذه التنظيمات من خلال بناء مؤسسة أمنية وعسكرية قوية». واعتبر الحلبوسي أن «تعددية الجهات التي تحمل السلاح أمر مربك مثل القوات العسكرية وقوات الصحوات التي تشكلت عام 2007 والصحوات الجديدة التي تشكلت أخيرا، إذ إن غالبية حاملي السلاح من هذه الصحوات لا يجيدون استخدامها وليسوا مؤهلين لها». وحول ما إذا كانت هذه العملية سوف تحقق أهدافها قال الحلبوسي إن «أي هدف تحققه هو أمر مهم لأن القضاء على الإرهاب في منطقة نائية وواسعة لا يمكن أن يتم إلا بهذه الطريقة».

من جهته، أعلن الشيخ محمد الهايس، رئيس المجلس التأسيسي لأبناء العراق الذي تشكل أخيرا بأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العملية العسكرية هذه تمت بالتنسيق مع مكاتبنا في قضاء القائم الحدودي نظرا لأن العملية قريبة من تلك المناطق». وأضاف الهايس أن «العملية قوية ومباغتة للإرهابيين وأنها شكلت عامل ردع كبير لـ(القاعدة) لأن القوات العسكرية والمساندة لها سواء بالمعلومات أو الإمكانات شكلت مفاجأة لعناصر (القاعدة)»، مشيرا إلى أنه «طبقا للمعلومات التي بحوزتي فقد أسر 70 شخصا وقتل 13 آخرون وحرقت 9 عربات وربما هناك أمور أخرى سيتم الكشف عنها لاحقا». وفي تطور أمني آخر، قتل خمسة أشخاص وأصيب 19 بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حافلة تقل زوارا إيرانيين قرب بلد على الطريق العام المؤدي إلى مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد). وأوضح نقيب في الشرطة العراقية أن «سيارة مفخخة انفجرت قرب حافلة تقل زوارا إيرانيين قرب بلد (70 كلم شمال بغداد) متوجهين إلى مدينة سامراء، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 19 آخرين بجروح».