مقتل جنديين.. وغارة جوية على عناصر «القاعدة» في اليمن

هادي يتهم «من فقدوا مصالحهم» بالاتجار بالسلاح والمخدرات وبمهاجمة المصالح الحيوية

TT

لقي عدد من عناصر تنظيم القاعدة مصرعهم في غارة جوية في شرق اليمن، في وقت قتل فيه جنديان في هجوم بعبوة ناسفة على إحدى الدوريات بمحافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن).

وذكرت مصادر محلية في محافظة الجوف (شرق اليمن) لـ«الشرق الأوسط» أن طائرة يعتقد أنها أميركية ومن دون طيار استهدفت سيارة في منطقة الخبت قرب الحدود اليمنية - السعودية وعلى متنها عدد من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، بصاروخين.. الأمر الذي أدى إلى مقتل 3 من العناصر الذين كانوا فوق السيارة والذين تفحمت جثثهم في تلك المنطقة الصحراوية، وتعد هذه هي المرة الثانية التي تستهدف الطائرات الأميركية من دون طيار عناصر «القاعدة» في محافظة الجوف، وبالقرب من حدود اليمن والسعودية.

وتأتي هذه الغارة التي وقعت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، بعد أيام على غارتين مماثلتين، الأولى استهدفت تجمعا لعناصر تنظيم «أنصار الشريعة» في مديرية رداع بمحافظة البيضاء، والأخرى في محافظة حضرموت، وأدت الغارتان إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر التنظيم.

على صعيد آخر، لقي جنديان يمنيان مصرعهما في هجوم استهدف دورية عسكرية في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت، وقالت المصادر إن مسلحين مجهولين يعتقد بانتمائهم لـ«القاعدة» هاجموا الدورية العسكرية بواسطة عبوة ناسفة وسط المدينة.. الأمر الذي أدى إلى مقتل الجنديين على الفور وجرح آخرين، وكانت الشحر شهدت عددا من الغارات الجوية بواسطة الطيران الأميركي من دون طيار في الآونة الأخيرة.

وجاء الحادث في حضرموت بعد يوم واحد فقط على كشف وزارة الداخلية اليمنية عن مخطط لتنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة» إقامة إمارة إسلامية في مديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت، حيث ينشط التنظيم بصورة واسعة النطاق في الآونة الأخيرة، في وقت بات رجال أجهزة الأمن اليمنية والمخابرات هدفا رئيسيا لمسلحين يشتبه في انتمائهم لـ«القاعدة» في المحافظات اليمنية الجنوبية التي قتل فيها أكثر من 70 ضابطا الأشهر الماضية، إضافة إلى العشرات في محافظات يمنية أخرى.

وتصعد السلطات اليمنية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية من حربها على تنظيم القاعدة والإرهاب، وقد كرم الرئيس عبد ربه منصور هادي يوم الأربعاء الماضي قوات مكافحة الإرهاب وجهاز الأمن القومي جراء العمليات النوعية التي نفذوها في محافظة لحج، وجاء التكريم ردا على ادعاءات جماعة الحوثي في محافظة صعدة بأن القوات التي قامت بتلك العمليات في لحج أميركية.

في موضوع آخر، رأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، اجتماعا استثنائيا ضم رئيس الوزراء وقيادات أمنية وعسكرية بارزة، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة بأن الاجتماع وقف بشكل رئيسي أمام الضربات المتواصلة التي تستهدف أبراج الكهرباء وأنابيب النفط في محافظة مأرب وفي منطقة نهم بمحافظة صنعاء، وذكرت المصادر أن الاجتماع ناقش عددا من المقترحات الخاصة بكيفية «الرد على هذه الهجمات وتأديب المخربين ومنع حدوث هذه العمليات»، وأشارت المصادر إلى أن «الرئيس هادي جاء الاجتماع ولديه ملف مثقل بالانتقادات التي وجهت إلى الحكومة اليمنية في الأيام القليلة الماضية جراء استمرار هذه الهجمات التخريبية وبكثافة دون وجود رد حازم على الخارجين على القانون».

وفي هذا السياق، وحسبما نقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، فقد شدد هادي في الاجتماع على «ضرورة تغيير الأسلوب السابق في التعامل مع القضايا الجنائية والإجرامية المتمثلة بقطع الطريق وخطوط الكهرباء وأنابيب النفط»، وعلى «ضرورة تحمل المسؤولية بصوره كاملة دون أي تقصير أو إبطاء في ضبط الجناة»، وقال هادي إن «لدى المحافظين والوزراء صلاحيات كاملة، والمحافظ هو رئيس اللجنة الأمنية ولديه صلاحيات رئيس جمهورية في محافظته، ولدى القوات المسلحة والأمن قدرات نوعية قادرة على تنفيذ المهمات الخاصة وبأسرع وقت ممكن، ولا يجوز التهاون مع المخربين أو قطاع الطرق والكهرباء والنفط»، ثم تساءل: «هل هذه الأعمال يعتبرونها شطارة؟ وهل هي أعمال رجولية؟ وما ذنب 25 مليون يمني؟».

ولمح الرئيس اليمني إلى جماعات سياسية في البلاد تحاول عرقلة المبادرة الخليجية، وتعهد بتنفيذ المبادرة «بحذافيرها»، وقال إن «المعرقلين أو من فقدوا مصالحهم لن يستطيعوا مواجهة إرادة الشعب، وعليهم أن يحمدوا الله لأن المبادرة الخليجية كانت المخرج الأسلم والآمن وبصورة مشرفة، وعليهم أن يعلموا أن كل تخريبهم وعرقلتهم للحوار تحت مجهر الشعب اليمني، وكذلك محاولاتهم للنيل من عزيمة المؤسسة العسكرية والأمنية هنا أو هناك من أجل التأثير على الأمن والاستقرار»، مشيرا إلى وجود «صور كثيرة لفسادهم على مختلف الصور، ومنها الضلوع بتهريب السلاح والمخدرات ومختلف أشكال الفساد».