وزير تركي لـ «الشرق الأوسط»: دول الخليج بوابة أنقرة للاتحاد الأوروبي

أجامان بايش: الدولة التركية فخورة بزيارة ولي العهد السعودي والعلاقات المتينة بين البلدين

أجامان بايش («االشرق الأوسط»)
TT

أكد أجامان بايش وزير الشؤون الأوروبية في جمهورية تركيا لـ«الشرق الأوسط»، أن طريق أنقرة للاتحاد الأوروبي يبدأ من دول الشرق الأوسط، ويعبر من بوابة دول الخليج التي تعتبر من كبار المساهمين والمستثمرين في دول أوروبا، ما يجعل زيارته للسعودية أمرا بالغ الأهمية.

وأوضح بايش الذي يزور السعودية هذه الأيام، في تصريحات صحافية، أن هناك اتهاما بتجاهل تركيا دول الشرق الأوسط والاتجاه لدول الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن هذه الاتهامات غير دقيقة، فـ«تركيا تعتبر نفسها وسيطا بين الشرق والغرب على مدى الأحداث التاريخية، ودليل ذلك أن استثماراتنا وعلاقاتنا قوية مع كلا الجانبين».

وثمن وزير الشؤون الأوروبية لتركيا زيارة ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز الأخيرة لتركيا، التي وصفها بالمهمة، خصوصا أنها أول زياراته الرسمية بعد تسلمه المنصب الأخير، وقال: «إننا نفخر بهذه الزيارة، ونفخر بالعلاقات المتينة بين البلدين السعودي والتركي».

ولفت إلى أن أهم المعوقات التي أخرت انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي حتى الآن هي قضية قبرص ودولة اليونان، مشيرا إلى أن الطرفين ناقشا 14 بندا من أصل 35 من بنود الانضمام للاتحاد الأوروبي، بعد أن تغلبت تركيا على عقبات وأجرت إصلاحات خلال الفترة الأخيرة تفوقت فيها على الدول الأوروبية كافة.

وقال وزير الشؤون الأوروبية إن دولة اليونان لم تتخذ الحل السياسي الذي طرحه عليها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان في عام 2004، مؤكدا أن حالها الاقتصادي سيكون أفضل مما هو عليه حاليا، وستكون من أغنى الدول الأوروبية لو اتخذت ذلك الحل، ولكنها أضاعت الفرصة.

وأوضح بايش أن العلاقة بين الدولة التركية والاتحاد الأوروبي تقوم على مبدأ واحد، وهدفها تقوية العلاقات الاقتصادية بانتهاج المزيد من الشفافية والوضوح في شتى المجالات، لافتا إلى أن تركيا بدأت وتيرة الإصلاحات للانضمام للاتحاد الأوروبي قبل 50 عاما، وكان دخل الفرد حينها 350 دولارا، بينما وصل اليوم إلى 11 ألف دولار، أي أنه تضاعف خلال السنوات العشر الأخيرة، في حين قفز عدد الجامعات إلى 200 جامعة من أصل 14 جامعة آنذاك، فضلا عن التطور الملحوظ في المطارات والطرقات والبنية التحتية بشكل عام.

وأضاف: «ارتفع دخل السياحة من 9 ملايين دولار إلى 30 بليون دولار، وهذه التطورات تم تفعيلها أكثر في السنوات العشر الأخيرة التي سجلت تركيا خلالها الكثير من الإنجازات من جميع النواحي، وخصوصا من ناحية حقوق الإنسان، فقبل عشرين سنة لم يكن باستطاعة الأكراد أن يأخذوا حقوقهم كاملة حتى في التكلم بلغتهم، والآن التلفزيون يذاع بكل اللغات، ويستطيعون أخذ حقوقهم والتحدث بلغتهم»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر ينطبق على الأرمن الذين استطاعوا ممارسة عبادتهم وطقوسهم الدينية، وهذا تطور لافت على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية، وزادنا ثقة أكثر من ذي قبل». وأكد أن هذه الإصلاحات كانت من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي سابقا، ولكن تطبيقها على أرض الواقع في الوقت الحالي بات أهم من الانضمام للاتحاد الأوروبي.

وقال: «إن حاجتهم لانضمام دولته أكثر من حاجتها للاتحاد، وعليهم معرفة هذه الحقيقة، وعند قبولهم بانضمامنا سيكون هذا القبول متأخرا عن وقته».

وأفاد بأن حجم التجارة بين تركيا والاتحاد الأوروبي هبط عن مستواه الذي كان يبلغ نسبة 60 في المائة إلى 38 في المائة، وفي المقابل ارتفعت تبادلاتهم التجارية التي وصفها بـ«المنفتحة» على جميع الدول العالمية في الفترة الأخيرة إلى أكثر من 400 في المائة.

ونوه بأن القرارات في أوروبا تأخذ مزيدا من الوقت لأنها تتم بالاتفاق الجماعي لكل الدول؛ إذ إن هناك دولا لم تنضم مثل النرويج، مؤكدا أن هناك فترة بين تركيا والاتحاد الأوروبي لتقرير الانضمام وتحقيق المزيد من القوة لتركيا، مضيفا: «المفاوضات لا تزال جارية بيننا، ودخول تركيا للاتحاد الأوروبي سيتم في أي وقت، وقد يضعون أي عائق تجاهنا لعدم الانضمام، وقد يأتي الوقت الذي نعترض فيه على انضمامنا للاتحاد».