أحمدي نجاد يحذر بأن استبعاد مشائي «البداية» واستطلاع رأي مسرب يؤكد أن رفسنجاني كان سيحقق فوزا ساحقا

«الحرس الثوري» يعلن عن جهوزية آلاف الصواريخ الإيرانية لاستهداف مصالح «الأعداء» بالمنطقة

TT

في أول رد فعل علني على قرار مجلس صيانة الدستور باستبعاد مساعده المقرب اسفنديار رحيم مشائي من سباق الانتخابات الرئاسية، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن هذه مجرد بداية وأنه ومشائي سيقفان بقوة وحزم، حسب ما ذكرته وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء أول من أمس.

وخلال لقائه بمجموعة من المدونين، وصف أحمدي نجاد مشائي بأنه «رجل الربيع الأبدي» لإيران، معربا عن أسفه لعدم قدرة مشائي على خوض سباق الانتخابات الرئاسية. وتحدث الرئيس المنتهية ولايته عن فكرة الربيع وصلته بعودة إمام الشيعة الاثني عشرية.

ووصف نجاد ومشائي استبعاد الأخير من سباق الانتخابات الرئاسية المزمع انعقادها في 14 من يونيو (حزيران) بأنه ظلم بين، مشيرين إلى نيتهما الطعن على قرار مجلس صيانة الدستور.

وتعهد مشائي بأنه لن يفقد الأمل في العودة إلى الانتخابات حتى الدقيقة الأخيرة، ولا سيما أن المرشد الأعلى على خامنئي يمكنه التدخل وإلغاء قرار مجلس صيانة الدستور باستبعاده من الانتخابات. وتتميز لهجة مشائي، منذ تنحيته الأسبوع الماضي، بالهدوء ورباطة الجأش، مما يزيد التكهنات بوجود خطة سرية بديلة لديه.

وذكرت صحيفة «جافان» الإيرانية، وثيقة الصلة بالحرس الثوري الإيراني، أمس أن أحمدي نجاد سيقف بكل ثقله خلف سعيد جليلي خلال الانتخابات المقبلة. وفي وقت سابق، قال موقع «رويداد» الإخباري إن سعيد جليلي هو العنصر المفقود في المناورة الانتخابية المعقدة لأحمدي نجاد. وأضاف الموقع «كل الضجة المثارة حول ترشح مشائي والدعم الهائل له من قبل أحمدي نجاد لا يعدو كونه مجرد تكتيك لصرف الانتباه عن مرشح آخر وهو جليلي».

وقد أدى دخول جليلي سباق الانتخابات الرئاسية بشكل مفاجئ إلى إعادة تنظيم صفوف فصيل «الأصوليين» السياسي الذي يعاني من حالة من التشتت والعدوانية، والذي كان قد تم تشكيله خلال انتخابات عام 2005 عندما اتحد المحافظون التقليديون والراديكاليون الثوريون للإطاحة بالإصلاحيين والمحافظين المعتدلين.

ويتسم فصيل «الأصوليين» بصلته الوثيقة وطاعته العمياء للمرشد الأعلى، وهو ما يتم استخدامه للسيطرة على المراكز السياسية والاقتصادية الرئيسية في البلاد. وفي مواجهة ضغوط اقتصادية وسياسية لم يسبق لها مثيل من المجتمع الدولي بشأن برنامج إيران النووي المثير للجدل، يصر المرشد الأعلى على ضمان قدوم رئيس يعمل على مواصلة السياسات الداخلية والخارجية الرئيسية.

وذكر موقع «جرس» للأخبار المؤيد للإصلاحيين أن استطلاعا للرأي أجرته أجهزة الاستخبارات الإيرانية وتم تسريبه كشف أن هاشمي رفسنجاني حصل على 56 في المائة من أصوات ممن شملهم الاستطلاع، قبل الإطاحة به من السباق. وأشار التقرير إلى أن هذا الدعم كان من الممكن أن يرتفع إلى 71 في المائة، بعد إطلاق الحملات الانتخابية، وهو ما يعني أن هاشمي رفسنجاني كان سيحقق فوزا ساحقا في الجولة الأولى.

وأضاف الموقع أنه «تم إرسال تلك النتائج إلى مجلس صيانة الدستور عندما كان قد تم الموافقة على ترشيح رفسنجاني بنتيجة سبعة أصوات إلى أربعة، في الجولة الأولى من المداولات. وبعد ذلك، التقى وزير الاستخبارات حيدر مصلحي، جنبا إلى جنب مع نوابه ومسؤولي الحرس الثوري الإيراني، مع بعض أعضاء مجلس صيانة الدستور لحثهم على تغيير قرارهم».

وكان التحالف بين رفسنجاني وخاتمي، الذي أدى إلى ترشيح رفسنجاني، بمثابة محاولة لإعادة حظوظ المعتدلين والإصلاحيين بعد 8 سنوات من تحالف خامنئي مع المتشددين، ولا سيما في ضوء مستوى الدعم الذي كان يحظى به الرئيسان السابقان.

في غضون ذلك أعلن نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية العميد حسين سلامي بأن لدى الحرس الثوري اليوم آلاف الصواريخ الجاهزة للإطلاق لاستهداف المصالح الحيوية للأعداء في المنطقة.

وقال العميد سلامي في كلمة له صباح أمس خلال الملتقى الكبير لقوات التعبئة (الباسيج) في طهران، إنه «إذا كان أكبر سلاحنا يوما ما نحن الحرس الثوري بندقية الكلاشنيكوف وبندقية (ج 3)، فإن لنا الآن آلاف الصواريخ الجاهزة للإطلاق على الأهداف التي تأتي في إطار المصالح الحيوية للأعداء في المنطقة».

وأضاف نائب القائد العام للحرس الثوري، «لقد قطعنا شوطا طويلا في طريق مقارعة الاستكبار وتجاوزنا أصعب المنعطفات، ولقد انعكس ميزان القوى اليوم ونحن الآن في ذروة الاقتدار في حين أن شمس اقتدار العدو آيلة نحو الغروب، وهذه حقيقة تكشف عن نفسها في الساحة بوضوح». حسب وكالة فارس للأنباء.

وأكد العميد سلامي أن الأعداء وفي ظل عجزهم السياسي يواجهون اليوم صحوة قاهرة للاستكبار باسم الصحوة الإسلامية.