عاصفة من الانتقادات لخطاب نصر الله وشكوك في قتال حزبه بالبوسنة

السنيورة وصف تدخل حزب الله في سوريا بـ«السياسة الخرقاء».. و«الائتلاف الوطني» يتوعد بالرد

TT

أثار خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مساء أول من أمس، عاصفة من الانتقادات في لبنان، بينما اعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض أن تعهد حزب الله بمواصلة القتال في القصير «حتى النصر» هو «نثر بذور صراع خطير في المنطقة»، متوعدا الحزب بالرد «بما تمليه عليه التزاماته نحو ثورته».

وأدان رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة استهداف الضاحية الجنوبية من بيروت بالصواريخ أمس، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إننا ندين كل أعمال العنف أيا كان مصدرها»، وأضاف: «إننا ندين ما جاء في خطاب حسن نصر الله بتوريط لبنان واللبنانيين في الحرب الدائرة في سوريا». وأشار إلى أن «أكثرية الطائفة الشيعية محكومة بالقبضة المستحكمة من حزب الله»، واصفا تدخل الحزب في سوريا بـ«السياسة الخرقاء».

وأوضح السنيورة على هامش فعاليات أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2013، أن «اللبنانيين يرفضون الانجرار وراء السياسة الخرقاء التي يعتمدها حزب الله في سوريا»، وتابع قائلا: «نحن كتيار المستقبل نمثل كل أطياف المجتمع اللبناني، نحن الجهة ربما الأكبر لكافة الطوائف في لبنان».

وكان رئيس حكومة لبنان الأسبق سعد الحريري اعتبر تصريحات نصر الله «إعلان نهاية المقاومة في عيدها»، و«انتحارا سياسيا وعسكريا في القصير».

وفي بيان تضمن أعنف رد على خطاب نصر الله، قال الحريري إن «حزب الله لا يزال يصر على جعل ذكرى التحرير مناسبة فئوية خالصة، بل يتخذ من الذكرى قاعدة لرمي الدولة اللبنانية والشعب اللبناني والجيش اللبناني بكل صفات التقصير في المجال الوطني والتخلف عن توفير مقومات السيادة والدفاع». ورد الائتلاف الوطني السوري على خطاب نصر الله، داعيا مقاتلي حزب الله «للانشقاق». وفي بيان، قال الائتلاف إن نصر الله «كرر محاولاته الرامية إلى تحريض أبناء لبنان ضد السوريين الثائرين على نظام الأسد، مقامرا بأرواح شباب لبنان على أرض سوريا لصالح عصابة أفسدت في الأرض وسفكت الدماء، وقدمت أبشع صورة يمكن للإرهاب أن يتمثلها».

واتهم الائتلاف حزب الله باستخدام «خطاب مذهبي متطرف يزج من خلاله كل أتباعه في أتون حرب افتراضية استوحاها من موروثات خادعة، وقصص واهية، لن تأخذ بأصحابها إلا نحو الهلاك والدمار».

ورأى الائتلاف أن خطاب نصر الله «اللامسؤول»، «ينثر بذور صراع خطير في المنطقة، ويقدم مصالح المشروع الإيراني الاستبدادي على مصالح شعوبنا وحقوقنا الأصيلة، ويعلن صراحة اندماجه وتماهيه مع ذلك المشروع».

وإذ أكد الائتلاف حرصه على السلم الأهلي في لبنان، فقد أعرب عن «عظيم استهجانه لدعوة زعيم حزب الله إلى نقل أي خلاف داخل لبنان إلى سوريا وتصفيته فيها، في موقف لا يعبر إلا عن اضطراب مطبق لبوصلة الحزب، أو يكشف أنها كانت ضائعة على طول الخط».

وتوعد الائتلاف الحزب بأن الشعب السوري «لن يحتفظ بحق الرد على أي اعتداء يطال سيادة سوريا، بل سيتصرف بما تمليه عليه التزاماته نحو ثورته، دون أن يدخر أي جهد لصد أي عدوان».

وفي غضون ذلك، أدان الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بشدة حادثة إطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية ببيروت، وانتقد المواقف الصادرة عن حزب الله التي أعلن فيها صراحة الانخراط في القتال الدائر في سوريا، ودعا قيادة حزب الله إلى مراجعة مواقفها وعدم التدخل في القتال في سوريا، مؤكدا أن السبيل الوحيد لتحصين لبنان وحماية مقاومته الوطنية يكون بتحصين وحدة لبنان الداخلية وبتحقيق التوافق الوطني بين جميع الأطراف الوطنية.

من جهتها ،دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة احترام كل الأطراف اللبنانية لقرار لبنان النأي بنفسه عن الأزمة السورية، وناشدت في بيان كل اللبنانيين العمل معا للحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار ووضع مصلحة لبنان العليا فوق كل اعتبار.

وفي غضون ذلك ، أثار إعلان نصر الله عن قتاله في البوسنة والهرسك، واتهام الجهاديين في العراق بقتل الأبرياء، حفيظة الإسلاميين في لبنان؛ إذ رد الداعية السلفي الشيخ عمر بكري فستق على - ما سماه – «جملة من المغالطات والافتراءات التي وردت على لسان نصر الله». واعتبر فستق أن «الكل يعلم بأن شباب أهل السنة من ألبانيا وكوسوفو وأوروبا هم الذين قاتلوا إلى جانب إخوانهم في البوسنة، ضد الصربيين، وليس حزب الله اللبناني أو غيره».