الائتلاف الوطني يحسم في إسطنبول توسعة أعضائه بـ«التصويت السري»

مدد المشاورات لعدم التوصل إلى موقف بشأن «جنيف 2»

TT

قرر أعضاء الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية المجتمعون في إسطنبول في تركيا، أمس، تمديد مشاوراتهم إلى اليوم، في ضوء عدم التوصل إلى موقف موحد بشأن إعلان المشاركة في مؤتمر «جنيف2» المنشود من أجل إطلاق مفاوضات سلام مع النظام السوري، وانتخاب رئيس جديد للائتلاف وتوسعة عدد أعضائه، على الرغم من أن البند الأخير على جدول أعمالهم، خطا خطوة كبيرة باتجاه الحل، باتخاذ قرار «التصويت السري» على أسماء تتضمنها قائمتان، ينضم الفائزون فيها إلى الائتلاف.

وأوضح عضو الائتلاف والمجلس الوطني هشام مروة أن الوصول إلى تفاهم حول بند «توسعة» الائتلاف «استهلك وقتا طويلا بحكم العدد الكبير من الأسماء التي طرحت»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن المجتمعين اتفقوا في النهاية على مجموعة من الأسماء، تضمنتها قائمتان وصلت عدد إحداهما إلى 25 اسما، بينما ضمت القائمة الثانية عددا أقل من ذلك. وأشار إلى أن المجتمعين «سيصوتون مساء اليوم (أمس) لاختيار الشخصيات التي ستنضم إلى الائتلاف»، لافتا إلى التصويت سيكون «سريا»، ما يحدد «نجاحهم وقبولهم».

ولفت مروة إلى أن الشخصيات التي ستنضم إلى الائتلاف «قد لا تتجاوز عدد الأسماء الواردة في القائمة الأولى»، ما يعادل الـ25 اسما، مشددا على أن المناقشات الطويلة «بحثت في قدرة الائتلاف على ضم الشخصيات إليه، كون الأعداد الكبيرة من شأنها أن ترهق الائتلاف، وتؤثر على السرعة في اتخاذ القرارات، نظرا لطبيعة دور جميع الأعضاء في مناقشة القرارات واتخاذها».

ونفى مروة ما جرى تداوله عن أن المجلس الوطني السوري، وهو أكبر مكونات الائتلاف، كان يعرقل توسعته، مؤكدا أن هذا الخيار «لم يكن واردا في المجلس الوطني»، وقال إن «المجلس لا يعرقل، بدليل أن الشخصيات التي جرى تداول أسمائها للانضمام إلى الائتلاف كان معظمها مؤيدا للخط السياسي للمجلس والائتلاف على حد سواء، ولم يكن أي منهم بعيدا عن خط المجلس السياسي ومبادئه».

ويعد عضو المنبر الديمقراطي والمعارض السوري الليبرالي البارز ميشيل كيلو أبرز المنضمين إلى الائتلاف، وهو ما اعتبره مروة، إذا تحقق، «نوعا من عودة الغائب»، مشيرا إلى أنه «حتى اللحظة نبحث في ضمه إلى الائتلاف»، مؤكدا أن «مكانه محفوظ منذ يوم تأسيس الائتلاف».

وجاء التوصل إلى قرار زيادة عدد أعضاء الائتلاف في موازاة إعلان وكالة «الأناضول» التركية، نقلا عن مصادر مطلعة في المعارضة السورية، أن السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد اجتمع مع الأمين العام للائتلاف الوطني مصطفى الصباغ وأبلغه بضرورة تسهيل توسعة الائتلاف الوطني، كي لا يخسر الائتلاف دولتين كبيرتين تدعمانه وهما السعودية والإمارات. وأوضحت المصادر للوكالة الرسمية التركية أن هناك أعضاء يفضلون المصالح الشخصية وفق ميول معينة لدول معينة، بينما تشهد أروقة الاجتماعات حراكا دبلوماسيا كبيرا مع وجود عدد كبير من السفراء.

وذكرت الوكالة أن اجتماعات أمس اقتصرت على المداولات الجانبية ولا تعتبر اجتماعا بالشكل المتعارف عليه، وإنما مشاورات انضم إليها دبلوماسيون من دول معنية بالقضية السورية، منها دبلوماسيون من فرنسا وأميركا وألمانيا والإمارات والاتحاد الأوروبي ومصر.