اليهود في روسيا يعرقلون تنفيذ صفقة الصواريخ لسوريا

نتنياهو في افتتاح تدريبات الدفاع المدني: إسرائيل أكبر ضحية لتهديدات هذا السلاح في العالم

TT

استهل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فعاليات «أسبوع الطوارئ الوطني» وتدريبات الدفاع المدني السنوية، أمس، بتصريحات لاستدرار العطف بأن «التهديدات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية تزايدت بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة» وأن «إسرائيل هي أكثر دول العالم تعرضا للتهديد الصاروخي»، ليلحقها بتهديدات بأن قواته الضاربة «تستعد لأي سيناريو كان». من جانبه، هدد قائد سلاح الجو أمير إيشل، مجددا بأن قواته ستمنع بالقوة نقل أي أسلحة استراتيجية إلى لبنان.

وقال نتنياهو إنه عملنا خلال السنوات الأخيرة «على تحسين استعداد الجبهة الداخلية لمجابهة هذه الاعتداءات، وأيضا اعتداءات أخرى». وأكد أن حكومته «تستثمر المليارات من الشواقل لتكون الجبهة الداخلية أكثر حماية واستعدادا». وقال: «نستثمر بمنظومات القبة الحديدية وبصفارات الإنذار وبالملاجئ وبتحسين أداء منظومات الإنذار المبكر. سنغير القوانين لكي تلائم الواقع القانوني في دولة إسرائيل مع الواقع الأمني والتهديدات التي تنبثق عنه». وتباهى نتنياهو بأن جزءا كبيرا من هذه التغيرات تعتبر متوقعة، وظهرت بشكل جلي خلال الهجوم الأخير على قطاع غزة و«لكن إلى جانب ذلك, يجب أن نذكر أنه من الصعب تحقيق تحصين مثالي. وفي نهاية الأمر, لا يوجد أي تحصين يمكن أن يكون بديلا للقوة الضاربة لجيش الدفاع ولصمود وقوة الجمهور الإسرائيلي خلال تعرضه للاعتداءات عليه».

أما قائد سلاح الجو، الجنرال أمير إيشيل، فقد صرح بأن إسرائيل تتخذ الاستعدادات لاحتمال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وستعمل على إحباط أي محاولة لنقل وسائل قتالية متطورة من سوريا إلى تنظيمات إرهابية في المنطقة وفي مقدمتها منظمة حزب الله اللبنانية. وكشف أن حزب الله نقل خلال الفترة الأخيرة جميع الوسائل القتالية الموجودة بحوزته إلى مناطق مأهولة، وذلك في محاولة منه لتجنب هجوم إسرائيلي.

وأضاف إيشيل، الذي كان يتكلم في سياق محاضرة حول الأوضاع الاستراتيجية في المنطقة قدمها، أمس، لمجموعة من الضباط الكبار المتقاعدين في الجيش الأميركي يزورون البلاد حاليًا، أن قواته ستضرب بقسوة كل من يتحدى إسرائيل ويحاول المساس بأمنها.

وكان إيشيل يلمح بذلك إلى صفقة الصواريخ الروسية السورية من طراز «سام 300»، التي يتوقع أن تسلم في دمشق في الأسابيع القريبة، وتحاول إسرائيل إبطالها. ونشرت صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية، أمس، أن روسيا مترددة وتفتش عن طريقة لإبطال هذه الصفقة. وقالت إن اليهود الروس، الذين كانوا قد هجروا الاتحاد السوفياتي في حينه (نهاية الثمانينيات من القرن الماضي) وعادوا إلى روسيا في السنوات الأخيرة وأصبح لهم نفوذ كبير، هم الذين يمارسون الضغوط الأكبر على الرئيس فلاديمير بوتين لإبطال الصفقة. وإنهم ينجحون حتى الآن في عرقلة تنفيذها.

من جهة ثانية، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، في نهاية الأسبوع، أن الجيش صادق على عودة «ميليشيا المستوطنين» المسلحة في هضبة الجولان السورية المحتلة، التي يطلق عليها اسم «فرق التأهب»، إلى التدرب على السلاح. وقالت الصحيفة إنه على «خلفية التوتر الأمني بين إسرائيل وسوريا خلال الشهور الأخيرة، ساد توتر بين ميليشيا المستوطنين والجيش الإسرائيلي أيضا»، وإن المستوطنين طالبوا خلال الفترة الماضية «بالسماح لهم بالاستعداد لأي سيناريو، وبضمن ذلك احتمال تسلل (مخربين)».

وأشارت الصحيفة إلى أنه في هذه الأثناء تسير الحياة بشكل طبيعي في المستوطنات القريبة من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان (المحتلة). وأن الجيش لم يسارع في البداية إلى الموافقة على طلب المستوطنين بالسماح لهم بالتدرب على السلاح في مراكز تدريب وفي مناطق مفتوحة، كما شكا المستوطنون من مماطلة الجيش في المصادقة على طلباتهم بالحصول على منحهم تصاريح لحمل السلاح. وقالت رئيس اللجنة الإدارية لمستوطنة «ألوني إلباشان»، ياسكا ديكل للصحيفة: «نريد مساعدة الجيش في الدفاع عنا وزيادة الشعور بالأمن لدى السكان. في فترات الهدوء كانت فرق التأهب تتدرب مرة كل نصف سنة أو سنة، لكن الآن بالذات ووسط تزايد الحاجة أكثر من السنوات الماضية، لم تتدرب فرقة التأهب في ألوني إلباشان منذ أكثر من سنة». وأضافت ديكل أنه «بسبب الواقع الأمني المتغير طلبنا إجراء تدريبات، وقبل أكثر من نصف سنة طلبنا من الجيش تزويد أفراد فرقة التأهب بتصاريح لحيازة بنادق».

وقالت الصحيفة إن الجيش أبلغ المستوطنين أخيرا، بأن تدريب ميليشيا المستوطنين على إطلاق النار، سيُستأنف قريبا، وكذلك إزالة «العقبات البيروقراطية التي منعت أفراد فرق التأهب من الحصول على تصاريح حمل السلاح».