موجة حر تتسبب في وفاة 6 أشخاص في موريتانيا

مدير المناخ في هيئة الأرصاد الجوية: الوضع سيستمر 4 أيام أخرى

TT

تشهد المناطق الشرقية والجنوبية من موريتانيا وصولا إلى العاصمة نواكشوط، منذ عدة أيام موجة حر شديدة تسببت حتى الآن في وفاة 6 أشخاص، في عدد من مدن البلاد الداخلية، فيما تم تسجيل إصابات بأمراض مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، كضربات الشمس والغثيان وفقدان الوعي.

وكانت مصادر طبية أكدت لـ«الشرق الأوسط» وفاة 4 أشخاص، رجلان وامرأتان، في مستشفى مدينة ألاك، 250 كلم شرقي نواكشوط، وذكرت المصادر ذاتها أن هؤلاء الأشخاص ظهرت عليهم أعراض اتفق الأطباء في المستشفى على أنها بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وأكدت مصادر محلية في ولاية لعصابة، 600 كلم شرقي نواكشوط، أن شخصين توفيا في قرية بولحراث، أول من أمس، وهو ما أرجعته المصادر إلى «ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت إلى مستويات قياسية»؛ وأشارت هذه المصادر إلى أن «الشخصين ظهرت عليهما أعراض الاختناق وضيق التنفس، قبل أن يفارقا الحياة، أحدهما يبلغ من العمر 65 سنة، فيما يبلغ الآخر 45 سنة».

وكانت درجات الحرارة قد شهدت ارتفاعا كبيرا خلال اليومين الماضيين، حيث وصلت إلى مستويات وصفها المختصون بالقياسية تجاوزت في بعض المناطق حاجز الخمسين درجة مئوية، بينما وصلت في نواكشوط إلى 47 درجة، فيما يرافق ارتفاع درجات الحرارة هبوب رياح حارة وجافة، مما تسبب في إصابات مرضية سجلتها المصالح الصحية في مستشفيات نواكشوط، وبعض المدن الداخلية على غرار النعمة وألاك وسيلبابي.

وقال سيدي ولد الداه، مدير المناخ في الهيئة الموريتانية للأرصاد الجوية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ارتفاع درجة الحرارة خلال الأيام الأخيرة، ناتج عن منخفض جوي حراري، يمس المناطق الساحلية الجنوبية من موريتانيا، وهي المناطق التي تمتد من الحوض الشرقي، في أقصى شرق البلاد وحتى العاصمة نواكشوط على شواطئ البحر، أي على امتداد سبع ولايات داخلية إضافة إلى العاصمة».

وأضاف ولد الداه أن «هذا المنخفض الجوي الحراري، هيمن مدة 5 أيام على هذه المنطقة، ونحن في الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية نتوقع أن تستمر هيمنته خلال الأيام الأربعة المقبلة، وبعد ذلك قد يتراجع باتجاه الشواطئ»، مشيرا إلى أن درجات الحرارة ستظل تتراوح ما بين 45 و46 درجة في مختلف المناطق التي يطالها المنخفض الجوي الحراري.

وأكد ولد الداه أن «هذه الظاهرة نادرة الحدوث في موريتانيا»، داعيا السكان إلى «الحيطة والحذر، وأخذ التدابير اللازمة لتفادي العطش والجفاف، لأنه في مثل هذه الظروف قد يتسبب ذلك في قتل الأشخاص الأصحاء، ولن يقتصر على الأشخاص الأكثر هشاشة خاصة المسنين والأطفال».

وأضاف أن على الجميع الإكثار من شرب الماء وتبريده في المنازل بكميات كبيرة، محذرا سكان المدن الداخلية والأرياف من الابتعاد عن التجمعات السكنية.

وكان سكان الريف من أكثر المتضررين من موجة الحر التي تشهدها موريتانيا، حيث تغيب عنهم خدمات الكهرباء وفي بعض الأحيان تعتمد بعض الأرياف على جلب الماء من آبار تقليدية تحتاج مجهودات عضلية كبيرة.

وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد ولد الراجل، الأمين العام للنقابة الوطنية للأطباء الموريتانيين، لـ«الشرق الأوسط»، إن «موريتانيا بلد صحراوي معروف بأنه يكون جافا وحارا في أغلب فصول السنة، ولكن خلال الأيام الأخيرة وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية لم نعرفها من قبل، وعلى السكان أن يكتسبوا ثقافة صحية تمكنهم من معرفة طريقة التعامل مع هذا النوع من الظروف المناخية، وغيرها سواء كانت برودة أو حرارة».

وأضاف الدكتور ولد الراجل أن «الحرارة الشديدة ظاهرة طبيعية، ومن غير المقبول أن توقف المواطن أو تمنعه عن الإنتاج والقيام بأنشطته الحيوية التي كان يقوم بها يوميا، ونحن هنا نشرح لمن يصل للمستشفى طريقة التعامل مع هذه الظروف، وكيفية اتخاذ تدابير بسيطة ولكنها فعالة، من قبيل بدء العمل باكرا، والاستراحة عندما تصل درجات الحرارة ذروتها في القيلولة، مع الإكثار من استعمال السوائل».