طرابلس في هدنة هشة يخرقها رصاص القناصة

اشتعال فتيل المواجهات إثر حوادث فردية.. والجيش يعزز وجوده

الجيش اللبناني عزز وجوده في طرابلس أمس بعد تجدد مواجهات متقطعة (رويترز)
TT

لم يكد الطرابلسيون يتنفسون الصعداء صباح أمس، وتبدأ المحال التجارية بفتح أبوابها، ويذهب بعض الطلاب إلى المدارس بعد ثمانية أيام من الشلل التام الذي عاشته المدينة، حتى ظهر القناصون في الميدان من جديد، وأخذوا يصطادون المارة، مما أوقع خمسة جرحى خلال ساعات قليلة، لتعود الاشتباكات على الأثر، وبوتيرة مرتفعة، إلى بعض المحاور. وبدا أن ثمة من يعمد إلى إشعال الفتيل، من خلال أحداث فردية متنقلة، يقوم بها عابثون بأمن المدينة، تؤرق السكان.

وكان الجيش اللبناني انتشر صباح أمس في المنطقتين المتقاتلتين، جبل محسن (أغلبية علوية) وباب التبانة (أغلبية سنية)، بعد أن أزال الدشم والمتاريس واختفت المظاهر المسلحة، وسير دوريات مؤللة لحفظ الأمن. وخيم هدوء حذر على المحاور الساخنة في المنكوبين والريفا والبقار والشعراني، وعاد بعض السكان لتفقد منازلهم، بعد أن فتحت كل الطرقات، لا سيما الطريق الدولية إلى سوريا التي تمر بالملولة، إحدى أخطر نقاط القنص. لكن الهدنة الهشة، سرعان ما خرقها رصاص القنص على نطاق واسع، خصوصا بعد سقوط جرحى. وتجددت الاشتباكات ليستدعي الجيش اللبناني، تعزيزات كبيرة وصلت بسرعة إلى المكان، في محاولة لقمع المسلحين، حيث رد الجيش بقوة على مصادر النيران. والملاحظ، أنه حتى في ساعات الهدنة، استمر العبث الفوضوي في أمن المدينة، حيث حاولت مجموعة مسلحة إغلاق مغسل للسيارات في قلب طرابلس، لأسباب مذهبية بحتة، وبحجة أن صاحبه من جبل محسن، مما استدعى تدخل الجيش اللبناني، علما بأن المغسل نفسه كان قد تعرض للاعتداء مرتين، منذ عدة أشهر. وشهدت المدينة عدة أحداث فردية وإطلاق نار، مما أعاد الشلل إلى شوارعها. واعتراضا على الإغلاق المتكرر للمتاجر الذي تتسبب فيه المعارك، اعتصم تجار وأصحاب المحلات بطرابلس في شارع عزمي، بمشاركة هيئات المجتمع المدني. وعمد التجار إلى تجميع مفاتيح محلاتهم ومؤسساتهم ووضعوها في صندوق بهدف إرسالها إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، تعبيرا عن سخطهم على الوضع التجاري المزري الذي وصل إليه الحال، بعد أن بات أصحاب المصالح يقضون غالبية أيامهم مختبئين في المنازل.

وخلال جلسة لمجلس الوزراء أمس، سأل رئيس الشباب والرياضة فيصل كرامي: «كيف لا تلتئم حكومة تصريف الأعمال للبحث في الأوضاع الأمنية بطرابلس بينما هي تنعقد من أجل الانتخابات؟». واعتبر أنه «كان يجب أن تكون الجلسة طرابلسية بامتياز، وعلى مجلس الوزراء أن يعطي غطاء للجيش للتدخل».