صاروخا الضاحية يكثفان انتشار حزب الله الأمني

اللاجئون السوريون يخشون عمليات ثأرية

TT

أتاح سقوط صاروخي «غراد» أول من أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني، لعناصر الحزب الأمنيين تكثيف تحركاتهم بلا قيود أو انتقادات، وبررا إجراءات أمنية اتخذها الحزب، اتسعت في الضاحية، عقب سقوطهما الذي زاد من قناعة مناصري الحزب بأن خطرا يستهدفهم، ورفعا تأييد السكان المحايدين لقتال الحزب في سوريا. خلافا لكل المناطق اللبنانية التي تعرضت لهزات أمنية، لم يكترث سكان الضاحية عمليا لتداعيات سقوط الصاروخين. بعد ساعتين فقط من استهداف موقف للسيارات في منطقة كنيسة مار مخايل بصاروخ «غراد» أسفر عن جرح أربعة سوريين، كانت الحركة طبيعية في الشوارع. شبان يجولون على دراجاتهم النارية كالمعتاد، وحافلات النقل الصغيرة تنقل ركابها بمحاذاة الموقع المُستهدف كما جرت العادة، وسيارات محملة بمتاع مخصص للرحلات إلى المتنزهات البحرية والنهرية. كان الحال ينطق بواقع «وكأن شيئا لم يكن».

غير أن هذه الصورة، اقتصرت على اللبنانيين من سكان الضاحية.. فالسوريون، اختفوا من المشهد «خوفا من عمليات ثأرية». تخوفوا جميعهم من أن تتجه أصابع الاتهام إلى المعارضة السورية، أو أن يتبنى «الجيش الحر» إطلاق الصاروخين. يخبر أحدهم، وهو عامل في ورشة بناء، أنه وزملاءه عادوا أدراجهم إلى منزلهم صباحا، عندما علموا بسقوط الصاروخين. لم يكملوا طريقهم نحو الورشة القائمة في منطقة الليلكي «تحسبا من أي تطور». وارتفعت حدة القلق، مع تلميح المسؤول السابق في «الجيش الحر» عمار الواوي بأن «الحر» يقف وراء العملية، متوعدا باستهداف مطار بيروت. لكن منسوب القلق، ما لبث أن انخفض عندما تبين أن لا جرحى لبنانيين بين الإصابات، ودخل الجيش الحر على الخط نافيا مسؤوليته عن الحادث.

وانعكس إطلاق الصاروخين على المزاج الشعبي المعترض على خطاب حسن نصر الله، أمين عام حزب الله الذي تعهد فيه لأنصاره بتحقيق النصر في القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة السورية. فقد وصف قسم من سكان الضاحية الخطاب بـ«التصعيدي»، وأعلن هؤلاء عدم موافقتهم عليه، على قاعدة «عدم احتساب النتائج». فأبدوا تخوفهم من انعكاساته على الوضع الأمني وسألوا عن اتجاه المعركة، وانعكاساتها على وضعهم الأمني، والاقتصادي المتعثر أصلا بفعل الأزمة السورية. بيد أن هذه المعارضة المحدودة لخيار الحزب، غير الملزم بالنسبة لشيعة كثيرين يقيمون في معقله، انحسرت مع سقوط الصاروخين، على اعتبار أن «الخطر وصل إلى الأبواب». وقد منح «هذا القلق» حزب الله شرعية إضافية لاتخاذ إجراءات أمنية إضافية لحماية مناطقه من «خطر داهم»، خصوصا فيما يتعلق بالإجراءات المكثفة ضد السوريين الذين فاق عددهم، وعائلاتهم، في الضاحية 400 ألف سوري.

وعلى الرغم من أنه لم تسجل أي عملية تعرض للعمال السوريين، فإن المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان «لايف» أفادت على صفحتها على موقع «فيس بوك»، بشروع حزب الله في اختطاف مواطنين سوريين. وذكرت المؤسسة أن «مسلحين من حزب الله قاموا بخطف مواطنين سوريين بعد التدقيق في هوياتهم عند موقف الغبيري للحافلات الآتية من منطقة الكولا المتجهة إلى البقاع». كما أشارت إلى أن «عناصر الحزب احتجزوا نحو 40 شابا سوريا في مقبرة الرادوف بمنطقة الرويس بضاحية بيروت الجنوبية».

وترافق هذا الإجراء مع انتشار مسلح للحزب، كشف عنه موقع «لبنان الآن» الإلكتروني؛ إذ أفاد، نقلا عن مصادر محلية في الضاحية، أن المنطقة شهدت «انتشارا مسلحا على خلفية الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة صباح الأحد». وأوضح أن المسلحين «كانوا يرتدون ثيابا سوداء ويقفون عند مداخل بعض الطرق وعلى شرفات بعض الأبنية لمراقبة السير في مواقع حساسة».