الإفراج بكفالة عن ثلاثة موقوفين في قضية قتل الجندي البريطاني

وزيرة الداخلية: الآلاف عرضة للتطرف.. مسؤولون: المشتبه به على علاقة بـ«القاعدة»

فتاة بريطانية تضع باقة من الورود في مكان مقتل الجندي البريطاني لي ريغبي طعنا بالسكاكين بحي وويليتش بلندن أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت الشرطة البريطانية، أمس، الإفراج عن ثلاثة رجال بكفالة، تم توقيفهم في أعقاب قتل عسكري بريطاني في لندن الأربعاء، بينما ما زال المشتبه فيهما الرئيسان في المستشفى وتعذر استجوابهما. وغادر الرجال الثلاثة مركزا للشرطة في لندن أمس بعد توقيفهم أول من أمس بتهمة التواطؤ في القتل. وأوقف حتى الآن تسعة أشخاص في إطار التحقيق في قتل جندي طعنا بالسكاكين وسط الطريق! وأفرج عن ستة منهم، من بينهم أربعة بكفالة. وما زال شخص موقوفا بتهمة التآمر للقتل، إضافة إلى المشتبه فيهما الرئيسين، مايكل أديبولاجو ومايكل أديبوالي، اللذين أصيبا برصاص الشرطة في مكان الجريمة وما زالا في المستشفى بحسب أسكوتلنديارد. وأكدت الشرطة أن حالة المتهمين الصحية مستقرة، وسيخضعان للاستجواب عندما يصبح ذلك ممكنا من دون تحديد خطورة إصاباتهما. وصرح مدير شعبة مكافحة الإرهاب في أسكوتلنديارد، ستيوارت أوزبورن، بأن التحقيق، الذي يشارك فيه نحو 500 شخص، يركز على سلامة الجمهور والتعرف على أشخاص آخرين قد يكونون ضالعين في عملية القتل.

إلى ذلك، يبدو أن الأجهزة الأمنية البريطانية تتجه نحو فترة من التمحيص الشديد خلال الفترة المقبلة، بعدما أعلنت الحكومة الأحد الماضي أنها كانت على علم منذ أكثر من عامين بأن أحد المشتبه فيهم في قتل جندي بريطاني، بأحد شوارع العاصمة البريطانية لندن، كان على علاقة بتنظيم القاعدة. وأكد مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية أن الوزارة قد قدمت مساعدات قنصلية في كينيا عام 2010 لأديبولاجو المشتبه فيه، وهو مواطن بريطاني من أصل نيجيري يبلغ من العمر 28 عاما. وسبق أن قامت الشرطة الكينية باعتقال أديبولاجو للاشتباه في تخطيطه للانضمام إلى جماعة الشباب المتطرفة في الصومال، التي تضعها بريطانيا ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. ويخضع أديبولاجو والمشتبه فيه الثاني في العملية – مايكل أديبوالي البالغ من العمر 22 عاما وهو من أصل نيجيري أيضا - لحراسة مشددة في مستشفيين منفصلين منذ الهجوم الأربعاء الماضي. وكان الجندي لي ريغبي، البالغ من العمر 25 عاما، قد تعرض لهجوم بساطور خارج ثكنة عسكرية تابعة للجيش البريطاني، وانتقلت الشرطة البريطانية إلى موقع الجريمة على الفور وأطلقت النار على المشتبه فيهما. وقد أصيبت بريطانيا بحالة من الصدمة بسبب الوحشية المروعة لهذا الهجوم، وهو الأول لإسلاميين في المملكة المتحدة منذ اعتداءات لندن في السابع من يوليو (تموز) 2005 الذي أودى بحياة 52 راكبا، علاوة على مرتكبي الحادث الأربعة. وركزت عناوين الصحف في تغطيتها لتلك القضية على أن الحكومة البريطانية كانت على علم بعلاقة أديبولاجو وأديبوالي بتنظيم القاعدة ولم تتخذ أي إجراء ربما كان من شأنه أن يحول دون مقتل ريغبي. وفي بيان أول من أمس، حاول المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية البريطانية وضع حد لحالة الجدل المثارة حول تلك النقطة، مشيرا إلى أن دور الوزارة في أحداث كينيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 كان يقتصر على المساعدة القنصلية لأديبولاجو كما هو معتاد مع الرعايا البريطانيين. ولم يشر البيان إلى تصريحات الحكومة الكينية التي أكدت أن أديبولاجو كان يستخدم اسما مستعارا، وتم اعتقاله قرب الحدود الصومالية مع خمسة مواطنين كينيين ومعهم كتب ومؤلفات لجماعة الشباب الإرهابية. وعلاوة على ذلك، لم يشر البيان إلى ما أعلنته هيئة الإذاعة البريطانية مساء الجمعة الماضية من أن أديبولاجو قد صرح بأنه رفض عرضا من جهاز الأمن البريطاني (إم آي فايف) لتجنيده.

من جهتها، حذرت وزيرة الخارجية البريطانية، تريزا ماي، من أن آلاف الأشخاص عرضة للتطرف في بريطانيا، وقالت ماي لـ«ـبي بي سي» إن هؤلاء المعرضين للتطرف يقفون على نقاط مختلفة على طريق التطرف العنيف المحتمل. وأضافت ماي أن قوة أمنية جديدة ستبحث ما إذا كانت هناك حاجة لسلطات جديدة لمكافحة التطرف. وأضافت ماي أن 500 ضابط وغيرهم يعملون في القضية، بما في ذلك ضباط مكافحة الإرهاب من مناطق أخرى في بريطانيا خارج لندن. وقالت ماي إن «القوة التي أنشئت مؤخرا سيمكنها البحث في سائر قطاعات الحكومة، والبحث في مؤسسات مثل الجامعات والسجون، للنظر فيما يمكن عمله للتصدي لقضايا مثل التطرف». وفي باريس، سجل التحقيق حول الهجوم الذي تعرض له جندي فرنسي بالسلاح الأبيض السبت في باريس خلال مشاركته في دورية بحي لا ديفانس تقدما، خصوصا لجهة تحديد هوية المهاجمين، حسبما أفادت مصادر قريبة من التحقيق. ويظهر تسجيل فيديو المهاجم المفترض الذي كان يعتمر قبعة صغيرة ويرتدي ثيابا سوداء اللون وهو يؤدي الصلاة قبل دقائق على تنفيذه الهجوم، بحسب المصادر نفسها. كما عثرت الشرطة بالقرب من مكان الهجوم على كيس من البلاستيك فيه زجاجة وسكين وفضلات. وصرح وزير الداخلية، مانويل فالس، في مقابلة مع قناة «كانال» صباح أمس، بأن المحققين من الشعبة الجنائية يتتبعون خيوطا جدية. وغادر الضحية، ويدعى سيدريك كوردييز، صباح الاثنين، المستشفى العسكري الذي تلقى فيه العلاج. وكان كوردييز يشارك في دورية مع اثنين من زملائه عندما تعرض للضرب من الخلف على مستوى العنق. ويأتي الهجوم بعد مقتل جندي بريطاني في لندن بأيدي إسلاميين متطرفين. إلا أن أي رابط لم يتبين في هذه المرحلة بين الهجومين. وفتحت النيابة العامة المكلفة مكافحة الإرهاب تحقيقا في باريس. وكان الرئيس فرنسوا هولاند صرح أول من أمس: «علينا النظر في كل الفرضيات وعدم إهمال أي منها».