نيجيرفان بارزاني: لا نتدخل بإرشاد وتوجيه الصحافة لأنها حرة

رئيس حكومة كردستان يحذر من المس بحريات وحقوق الآخرين

TT

شدد رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني على أهمية الدور الإعلامي للنهوض بواقع المجتمعات، مؤكدا أن «الإعلام الحر يستطيع أن يقوم بدور مهم في بناء المجتمع من خلال دعم الحريات». وقال إن حكومة الإقليم «تلتزم بكل المعايير الأخلاقية والدولية المتعلقة بحرية الإعلام، ولا تتدخل بإرشاد الصحافيين لأنهم أحرار في نقل الصورة الواقعية للمجتمع، لكنه شدد على أن «الحرية الشخصية تقف عند حدود حريات الآخرين، ولا يجوز للصحافة والإعلام أن تخرج من مهنيتها وأخلاقياتها والمس بحقوق وحرية الآخرين».

جاء ذلك في كلمة ألقاها بارزاني أمس في المؤتمر الدولي المنعقد في أربيل للإعلام والسياسة والديمقراطية بحضور عدد كبير من المسؤولين في الحكومة وممثلي الأحزاب ومجموعة كبيرة من الخبراء والمختصين بالإعلام الدولي. وتضم محاور المؤتمر نقاشات وبحوثا تتركز حول أهمية الإعلام والمعايير الأخلاقية والاتفاقات الدولية لحريات الصحافة.

وقال بارزاني في مستهل كلمته: «أتحدث إليكم اليوم عن موضوع بالغ الأهمية وهو موضوع الحريات، ومبادرتنا بعقد هذا المؤتمر جاءت من إيماننا بتلك الحريات الإعلامية التي تتمتع بها كردستان اليوم، كثمرة من ثمرات نضال شعبنا، وهي التي تحققت بتضحيات كبيرة لا يمكن الاستهانة بها، مما يستوجب علينا كحكومة الإقليم أن نحرص عليها وندعمها لكي تعم جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية في الإقليم». وتابع: «إن النضال من أجل الحرية لم يكن أبدا حصرا بالشعب الكردي، فكل الشعوب في العالم ناضلت وثارت من أجل الحرية، وخصوصا بعد ويلات الحروب، حين اجتمع قادة العالم ليصدروا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي أقر للإنسان بمختلف بلدان العالم حقه في الحرية والكرامة والمساواة، وفي البند التاسع عشر ورد نص يؤكد على أن لكل فرد حقه في حرية التعبير، ويشمل حقه في الحصول على المعلومات من مصادرها الأساسية، وهناك قانون معروض حاليا على برلمان كردستان بهذا الصدد سيتيح عند تشريعه لجميع الصحافيين والإعلاميين حرية الحصول على المعلومات التي تمكنهم من أداء واجباتهم المهنية».

وأشار بارزاني إلى أن «هذه البنود التي أشرت إليها شرعت لحماية حقوق الأفراد، ولكن ذلك لا يعني أن تؤثر على الأمن القومي للشعوب والدول وتعرضه للخطر، فالقوانين الدولية لم تشرع لتضييق الحريات، بل لحمايتها، ولكنها أيضا تنص على حماية حقوق الآخرين في المجتمع، لأن حريتك تقف عند حدود حماية حقوق الآخرين، ولا يجوز أن تنتهك حقوق الآخر لتمارس حقك وحريتك. فليس كل شخص حر في إحراق هذا المبنى، أو أن يشهر بك ويسيء إلى سمعتك، وليس حرا من أن يستغل بعض المعلومات الشخصية لنشرها بالصحف أو المواقع الإلكترونية بما يسيء لامرأة مثلا ويعرضها إلى المخاطر، والبند العشرون من القانون الدولي ينص على عدم القيام بأية دعاية تهدف إلى بث الفتن والحروب، كما لا يسمح لأحد أن يبث الفرقة والفتن القومية أو الدينية أو المذهبية، أو أن ينشر النزعات الشوفينية».

وأضاف بارزاني: «أنا لست هنا لكي أرشدكم أو أوجهكم، ولكني أعتقد بأنه يمكن للحكومات بالتعاون مع الصحافيين والإعلاميين وبالتنسيق مع مكاتب الأمم المتحدة أن تبحث في آلية معينة للالتزام بالقوانين والمعاهدات الدولية وتحسين وضع الإعلام في كردستان، وعلى سبيل المثال يمكن للإعلام أن يساعدنا في مسألة مواجهة العنف الأسري والجرائم التي ترتكب ضد المرأة، لأن للإعلام دورا مهما بمجال التوعية والإرشاد».وختم بارزاني كلمته قائلا: «من الممكن للحكومة أن تعمل على تنظيم الجانب الإعلامي وفق قوانين وسياسة إعلامية واضحة تدعم الحريات، وأعلنها أمامكم بأن حكومتي مستعدة للمساءلة وقبول النقد البناء من أي طرف كان، وأرجوكم لنعمل معا على حماية المكتسبات التي تحققت لشعبنا ولنحافظ على الحريات التي حققناها ونعمل معا لبناء مجتمع مدني منفتح على نفسه وعلى الآخرين».