المقريف يودع الحياة السياسية ويستقيل من رئاسة البرلمان الليبي

طرابلس تنفي وقوع هجمات على النيجر من أراضيها

TT

ودع الدكتور محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا أمس الحياة السياسية بإعلانه استقالته رسميا من منصبه في جلسة عقدها المؤتمر الوطني بمقره في طرابلس الغرب أمس، في وقت تشهد فيه البلاد قلاقل أمنية واستقطابات سياسية في الداخل ومشكلات على الحدود الهشة مع جيرانها بسبب تهريب الأسلحة وتحرك المتشددين الإسلاميين، حيث نفت أمس وقوع هجمات على النيجر من أراضيها.

واستقال المقريف من منصبه أمس تنفيذا لقانون العزل السياسي الذي أقره البرلمان مطلع هذا الشهر، ويبدأ تنفيذه الفعلي يوم الخامس من الشهر المقبل. وكان المقريف سفيرا لبلاده في الهند حتى عام 1980، قبل أن ينضم للمعارضة ويتولى رئاسة البرلمان بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

وتم بث الجلسة التي استقال فيها المقريف أمس تلفزيونيا. وقوبلت خطبته الوداعية فور انتهائها بتصفيق حاد من أعضاء المؤتمر الذين وقفوا لتحيته فور انتهائه من كلمته التي بدا أنه يغالب دموعه وهو يلقيها. وقال مخاطبا أعضاء المؤتمر الوطني: «لقد بذلت قصارى جهدي في سبيل خدمة هذا الشعب. وممثلو الشعب أقروا قانون العزل السياسي ويجب على الجميع أن يمتثلوا لهذا القانون وسأكون أول من يمتثل لهذا، وأنا أقدم استقالتي أمامكم». وأضاف المقريف: «أضع استقالتي بين أيديكم مغادرا مرفوع الرأس مرتاح الضمير وذمتي المالية نظيفة، ولا أملك من حطام الدنيا سوى ما تبقى من مرتبي الحالي وقطعة أرض عليها مسكني في مدينة بنغازي الذي دمره نظام القذافي عام 1984».

ويعتبر المقريف الذي تولى منصبه إثر الانتخابات التشريعية التي أجريت في يوليو (تموز) الماضي بمثابة رئيس ليبيا والقائد الأعلى لقواتها المسلحة. وشدد في كلمته أمام المؤتمر الوطني على أن التهديد بالسلاح أو حتى مجرد التلويح به من خارج السلطة الشرعية لا يستقيم مع التحول الديمقراطي الذي تسعى إليه البلاد، لافتا إلى أن السلاح يملكه آلاف ممن هم خارج الشرعية وأصحاب السوابق وأنصار القذافي أو ثوار انحازوا انحيازا جهويا غلبوه على مصالح الوطن، وأضاف المقريف: «أنا لا أفهم أو أقبل أن يقوم بعض أعضاء المؤتمر بالاستقواء بكتائب الثوار ومناطقهم للضغط على زملائهم لتحقيق مآربهم».

على صعيد آخر, نفت ليبيا تأكيد النيجر أن المسلحين الإسلاميين الذين هاجموا قاعدة للجيش ومنجما لليورانيوم هناك الأسبوع الماضي جاءوا من جنوبها الصحراوي وهي منطقة تخشى الكثير من الدول أن تصبح ملاذا آمنا للمتشددين.

ومن جانبه, قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في مؤتمر صحافي خلال زيارة لبروكسل إنه يود أن يؤكد أن تلك الادعاءات لا أساس لها ولا تمت للواقع بصلة. وأضاف أن القذافي هو الذي صدر الإرهاب وأن ليبيا الجديدة لن تسمح بذلك. وقال زيدان أيضا إن ليبيا عززت الإجراءات الأمنية على حدودها واتخذت إجراءات لعدم السماح لأحد بالخروج من ليبيا أو الدخول إليها من مالي.

وجدد زيدان في تصريحات له بعد اجتماعه مع رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي دعوة طرابلس للنيجر لتسليم الساعدي نجل القذافي ومسؤولين آخرين من النظام السابق الذين فروا إلى النيجر خلال الحرب في ليبيا وأنحى عليهم باللائمة في القيام بأعمال «إرهابية» في المنطقة.