مظاهر تأييد الثورة السورية تعم قطاع غزة

نصر الله يتحول لمجرم يشارك نظام الأسد جرائمه

TT

للوهلة الأولى يُخيل لمن يستمع إلى بعض المحطات الإذاعية المحلية الفلسطينية أنه يستمع إلى محطات تتبع إحدى فصائل الثورة السورية، فبين الفينة والأخرى تبث إحدى المحطات المحلية المقربة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أناشيد وأغاني لحنها وأنشدها مطربون سوريون متضامنون مع الثورة السورية، معظم هذه الأغاني والأناشيد تشيد بـ«بطولات» الجيش السوري الحر ضد النظام، وتندد بـ«جرائم» بشار الأسد ضد الشعب السوري واللاجئين الفلسطينيين في سوريا.

وعلى الرغم من أن الأمر لا يقتصر عليها فقط، إلا أنه يمكن القول إن وسائل الإعلام التابعة لحركة «حماس» على وجه الخصوص باتت تعبر بشكل واضح عن خط إعلامي مؤازر تماما للثورة السورية ومناوئ للنظام السوري، على الرغم من تبني الحركة لسياسة الحذر الشديد اتجاه تطورات الثورة السورية، في بدء الحراك منذ ما يقارب السنتين.

وإن كان هناك تفاوت في حجم مظاهر التأييد للثورة السورية في تغطية وسائل الإعلام المحلية الفلسطينية، فإنه لا فروق تقريبا بينها في تغطية الاعتداءات التي تتعرض لها مخيمات اللاجئين في سوريا، إذ تنشر الصحف والمواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت والمحطات الإذاعية تقارير وتحقيقات عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا؛ سواء أولئك الذين بقوا في المخيمات، أم أولئك الذين نزحوا عن سوريا باتجاه تركيا أو لبنان أو مصر، أو أولئك الذين تمكنوا من العودة إلى قطاع غزة.

في دور العبادة المواقف من الثورة السورية، تبدو تقريبا أكثر حدية ووضوحا، إذ إن القاسم المشترك بين خطباء الجمعة هو الدعاء والقنوت من أجل نجاح الثورة السورية وهزيمة نظام الأسد. وإن كان لا يلحظ في وسائل الإعلام التركيز على دور إيران فيما يجري في سوريا، فإن خطباء المساجد يحرصون على مهاجمة إيران، وحزب الله.

أما اهتمام الشارع الغزاوي بما يجري في سوريا فهو كبير وملاحَظ، ويبرز ذلك مظاهر التأييد العفوية التي يعبر بها الناس عن تضامنهم مع السوريين الذين يتعرضون لمأساة كبيرة. صاحب إحدى المحلات التجارية في شارع «عمر المختار» وضع لوحة كبيرة على واجهة محله تتضمن مطالبة بتصفية الرئيس الأسد بسبب «جرائمه» ضد الشعب الفلسطيني. ولا يخفي الرجل الذي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» حنقه الشديد على حزب الله وعلى زعيمه حسن نصر الله تحديدا. ويقول إنه كان لسنين كثيرة من أكثر الناس تقديرا وإعجابا بحسن نصر الله «لكنه تحول في نظري حاليا إلى مجرم يشارك نظام الأسد جرائمه ضد أبناء الشعب السوري»، على حد تعبيره.