«حقوق الإنسان» يبحث اليوم قرارا يدين «تدخل أجانب» بالقصير

إدريس يمهل الرئيس اللبناني 24 ساعة لإخراج حزب الله من سوريا

TT

تخطت التطورات الميدانية في القصير بريف حمص، ومشاركة حزب الله في القتال فيها إلى جانب النظام، الإطارين السوري واللبناني، مع اتجاه مجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة لبحث مشروع قرار يدين «تدخل مقاتلين أجانب» اليوم، في وقت أمهل فيه رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الحر، اللواء سليم إدريس، الرئيس اللبناني ميشال سليمان وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون مهلة 24 ساعة لإخراج عناصر حزب الله من الأراضي السورية.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مجلس حقوق الإنسان يبحث مشروع قرار يدين «تدخل مقاتلين أجانب» في مدينة القصير الواقعة غرب سوريا والتي تشهد معارك عنيفة. ومشروع القرار هذا الذي تقدمت به الولايات المتحدة وتركيا وقطر، يستهدف حزب الله الشيعي اللبناني من دون تسميته، و«يدين تدخل مقاتلين أجانب يحاربون لحساب النظام السوري في القصير»، ويعرب عن «قلقه العميق من أن يشكل تورطهم تهديدا خطيرا للاستقرار الإقليمي». ويشدد المشروع على «ضرورة محاسبة المسؤولين عن مجازر القصير»، و«المسؤولين في سوريا عن الانتهاكات الخطرة للقوانين الدولية الإنسانية».

وتواصلت الاشتباكات في مدينة القصير أمس لليوم العاشر على التوالي، بين مقاتلين معارضين والقوات الحكومية معززة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، وسط قصف عنيف براجمات الصواريخ تعرض له مطار الضبعة العسكري الذي يسيطر عليه الجيش السوري الحر. واعتبر رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر أن سوريا «تتعرض لغزو إيراني»، في معرض إشارته إلى وجود مقاتلين من العراق وإيران في سوريا بدعم روسي.

وحذر إدريس في حديث تلفزيوني من مغبة استمرار عمليات حزب الله، متوعدا حزب الله بملاحقة «ميليشياته حيثما حلت»، محملا الرئيس اللبناني مسؤولية ما يحصل في سوريا. كما نفى إدريس ما صرح به مصدر من حزب الله عن سيطرة قوات النظام وعناصر الحزب على 80 في المائة من مدينة القصير في ريف حمص.

وقالت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلين من حزب الله وقعوا، أمس، في كمين لمقاتلي الجيش الحر، أسفر عن سقوط 10 قتلى للحزب، واغتنام آلية عسكرية منهم.

وفي حين أعلنت «العامة للثورة السورية» أن «عناصر من حزب الله اختطفوا جرحى سوريين من بعثة الصليب الأحمر»، قالت مصادر «الحر» إن هذه المعلومات «لم يجر التأكد منها»، مشيرة إلى «أننا على تواصل لمعرفة حقيقة هذا التطور».

ولا يقتصر تدخل مقاتلي حزب الله والإيرانيين، بحسب قادة الجيش الحر، على جبهة القصير؛ إذ أعلن القائد الميداني في الجبهة الجنوبية الرائد علاء الباشا أن العناصر الأجانب الذين يقاتلون ضد المعارضة إلى جانب القوات الحكومية، يتمركزون في مطار دمشق الدولي. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه العناصر «أرسلت تعزيزات من قواتها إلى سبع جبهات في دمشق وريفها، في محاولة لاقتحام البلدات الثائرة». وقال إن الجبهات هي: البحارية، البحدلية، العتيبة، دوما، برزة والقابون، داريا والمعضمية، وجبهة مخيم اليرموك وشارع 30.

وأشار الباشا إلى أن القوات النظامية، مدعومة بمقاتلي حزب الله ومقاتلين إيرانيين، «اشتبكت أمس في بلدة العتيبة والبحارية مع كتائب الجيش الحر»، لافتا إلى أنها مناطق قصفت أول من أمس بالكيماوي. وأكد أن محاولة الاقتحام تلك «جرى صدها»، مشددا على أن الاشتباكات «كانت الأعنف خلال اليومين الماضيين»، مشيرا إلى أن «النقص بالذخيرة لدى الجيش الحر وضعنا في خط دفاع». وقال: «لو كانت هناك ذخيرة متوفرة لوصلنا خلال ساعات إلى العاصمة دمشق، لكننا نحافظ على مكاننا في صد الهجوم بسبب النقص في السلاح، وتحولنا إلى قوات مدافعة».

إلى ذلك، كشف الباشا عن عملية نوعية أمس استهدفت ضابطا في القصر الجمهوري أدت لمقتله وجرح سائقه. وأوضح الباشا أن العملية، التي لم تتبنَّها بعد أي جهة معارضة، «كانت عبارة عن انفجار عبوة بسيارة تابعة للقصر الجمهوري في حي المزرعة بدمشق، أدت لمقتل أحد ضباط القصر الجمهوري، وإصابة السائق بجروح». وتبعد منطقة المزرعة عن القصر الجمهوري 15 كيلومترا، وهي منطقة سكنية بحتة تحاذي شارع الثورة والسبع بحرات وسط العاصمة السورية.

وتعرضت الزبداني، بحسب لجان التنسيق المحلية، لقصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات، كما تعرضت خان الشيح وزملكا والقابون ويلدا للقصف، كذلك حرستا حيث استهدف الجيش الحر فرع المخابرات الجوية وفرع الأمن الجنائي بقذائف الهاون. كما وقعت اشتباكات في عربين على أطراف المتحلق الجنوبي. وفي دمشق، أفادت لجان التنسيق بتعرض مناطق القابون وبرزة لقصف براجمات الصواريخ، بينما وقعت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في أحياء دمشق الجنوبية.