%69 من الإسرائيليين يؤيدون مبادرة السلام العربية

قال نحو ثلاثة أرباعهم إنهم لم يسمعوا عنها شيئا

TT

على الرغم من أن 73 في المائة من الإسرائيليين لم يسمعوا عن مبادرة السلام العربية ولا يعرفون تفاصيلها، أظهر استطلاع رأي جديد أن 55 في المائة منهم يؤيدونها بعدما تعرفوا على مضمونها، وقال 69 في المائة إنهم سيؤيدونها في حال تأييد رئيس وزرائهم، بنيامين نتنياهو، لها.

وجاء هذا الاستطلاع بمبادرة تنظيم «إسرائيل مبادرة»، الذي أسسه يوفال رابين، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، ورجل الأعمال كوبي هوبرمان. وهو تنظيم معروف بنشاطه في دعم مبادرة السلام العربية وتعريف الجمهور الإسرائيلي عليها، وقدم ردا إسرائيليا إيجابيا عليها. وأجري الاستطلاع في 20 مايو (أيار) الحالي على عينة من 500 شخص يمثلون الإسرائيليين من جيل 18 عاما فصاعدا، ونشرت نتائجه، أمس، بمبادرة الصحافي المستقل عكيفا الدار، على صفحته في «فيس بوك». ويقول الدار، إن ما أذهله في نتائج الاستطلاع هو النسبة العالية جدا والمخجلة جدا من الإسرائيليين الذين قالوا إنهم لا يعرفون ما هي مبادرة السلام العربية. فقد قال 6 في المائة فقط إنهم قرأوا المبادرة ويعرفونها بشكل كامل، وقال 20 في المائة إنهم يعرفون مضمونها بشكل عام، ولكن 73 في المائة قالوا إنهم لم يسمعوا بها أبدا. ويأتي استغراب الدار من هذه النتيجة، لأن تنظيم «مبادرة جنيف» وتنظيم «إسرائيل مبادرة» تعاونا مع منظمة التحرير الفلسطينية بترجمة المبادرة إلى اللغة العبرية قبل ثلاث سنوات، ووزعوا في إسرائيل مليون نسخة منها.

وشرح منفذو الاستطلاع مضمون المبادرة، بأنها تدعو إسرائيل إلى سلام شامل وكامل مع جميع الدول العربية بشرط الانسحاب إلى حدود عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع تسوية متفق عليها في موضوع اللاجئين. فكانت الإجابة على النحو التالي: قال 55 في المائة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون المبادرة إلى حد ما إلى جانب 27 في المائة «يعارضونها بقوة» و17.5 في المائة غير متأكدين من الإجابة. وعند سؤالهم عن موقفهم في حال أعلن نتنياهو تأييده لها، قال 69 في المائة إنهم سيؤيدونها بقوة مقابل 18 في المائة سيعارضونها بقوة، بينما امتنع الباقون عن الجواب.

واستنتج عكيفا الدار من هذه النتائج أنه لم تعد هناك حجة لدى نتنياهو الآن في موضوع السلام. فهذا الاستطلاع يؤكد أنه يستطيع تمرير اتفاقية سلام مع الفلسطينيين وسائر العرب إذا أراد.

وكان الاستطلاع قد تطرق إلى القيادة الإسرائيلية التي يمكنها إدارة مفاوضات السلام فدل على أن نتنياهو والرئيس شيمعون بيريس هما أكثر قائدين موثوقين لدى الإسرائيليين لهذه الغاية، مع تفوق طفيف لنتنياهو (28 في المائة) على بيريس (24 في المائة). وحل بعدهما تسيبي ليفني، وزير القضاء المكلفة بملف المفاوضات، يليها مائير دغان، رئيس الموساد (جهاز المخابرات الخارجية) السابق ثم في المرتبة الأخيرة، القائد السياسي الجديد، يائير لبيد، زعيم حزب «يوجد مستقبل» ووزير المالية في حكومة نتنياهو.

ودعا هوبرمان إلى تجند كل القوى المسؤولة في المجتمع الإسرائيلي للتجاوب مع المبادرة العربية وبث الرسائل الإيجابية لصحابها، وفي الوقت نفسه، دعا العالم العربي إلى تشجيع كل مبادرة للوصول إلى الرأي العام الإسرائيلي في سبيل بلورة قوة ضاغطة على حكومة نتنياهو للتقدم في عملية السلام.