بعد يوم من انتحار طيار إسرائيلي، أسقط طيارته بشكل مقصود في الأراضي الأردنية، وبعد أسبوع من مقتل جندي آخر إثر انفجار لغم في الجولان، أصيب أمس، أربعة جنود هم طاقم دبابة إسرائيلية انقلبت، خلال تدريبات عسكرية كبيرة في الجنوب.
وكانت الدبابة تشارك في التدريبات الكبيرة التي يجريها الجيش الإسرائيلي في إسرائيل لمجابهة سيناريو التعرض لهجمة صواريخ من ثلاث أو أربع جبهات (من إيران وسوريا ولبنان وقطاع غزة) في آن واحد، وضمن ذلك صواريخ تحمل رؤوسا كيماوية. وأراد الجيش من هذه التدريبات أن يختبر مدى نجاح أداء الجمهور والمؤسسات والدوائر الحكومية وطواقم الدفاع المدني في حال التعرض لهجوم كهذا، وكذلك رفع معنويات الجمهور والبرهنة على أن الجيش بكل طواقمه بلغ أفضل استعداداته لصد الهجوم.
ولكن نتائج التدريبات تشير إلى عدة إخفاقات، خصوصا في المناطق التي يوجد فيها سكان عرب (فلسطينيو 48) أو سكان يهود من المتدينين المتزمتين. ففي المناطق العربية لا توجد ملاجئ. وفي المناطق الدينية اليهودية يرفضون الحصول على كمامات واقية من الغاز، بدعوى أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحميهم من الصواريخ، وليس الكمامات.
وجاء انقلاب الدبابة ليسجل كإخفاق آخر، إذ أنه حصل في منطقة معروفة كمنطقة تدريبات عسكرية. والطاقم الذي قادها هو من وحدة جيش الاحتياط المجرب والمدرب جيدا.
وكان جندي إسرائيلي من خبراء تفكيك الألغام قد قتل إثر انفجار لغم مضاد للدبابات، في الأسبوع الماضي، خلال تدريبات لوحدته العسكرية على إزالة ألغام في هضبة الجولان المحتلة. واعتبر الحادث غريبا جدا، إذ أن لغما كهذا لا ينفجر إلا إذا تعرض للدوس من جسم زنته 150 كيلوغراما على الأقل. وما زالت الشرطة العسكرية تحقق في جوهر هذا الخلل. وفي اليوم نفسه، اشتعل حريق في دبابة وتمكن طاقمها من الفرار بإصابات خفيفة.
كما أن طيارا برتبة رائد، أفنير ساحوري، كان قد انتحر بإسقاط طائرته فجر أول من أمس. واختار السقوط بالطائرة قرب مدينة العقبة الأردنية. وقد أعيدت جثته وحطام الطائرة لإسرائيل. وتعثر على رسالة كتبها تؤكد انتحاره، وذلك لأنه كان قد أصيب في حادث هبوط بالمظلة قبل سنتين وفقد قدرته على المشي بشكل طبيعي. ولم يستطع تحمل الأوجاع.
من جهة ثانية، ظهر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، أمس، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان)، ليحذر النواب من «خطورة تقليص الميزانية العسكرية بالمبالغ الكبيرة التي قررتها الحكومة، وهي بقيمة 9 مليارات شيقل (3 مليارات دولار) خلال خمس سنوات. وقال: إنه أمر بوقف التدريبات لجيش الاحتياط من الآن وحتى نهاية السنة وأمر بتقليص المزيد من النشاطات الهادفة إلى تحصين الجيش في مواجهة التحديات. وأضاف أن هذا التقليص يعتبر هداما وغير مسؤول.
وردت نائبة من الليكود، جيلا جملئيل، على هذه التحذيرات قائلة: «ليس جديدا تصريحات التخويف التي يسمعها لنا العسكريون. ولكننا نعرف وهم يعرفون أن الميزانية تتضمن بنودا سمينة كثيرة يمكن تقليصها من دون التأثير على القدرات الأمنية». وقال النائب من حزب العمل المعارض، ايتان كابل، إن «الجيش الإسرائيلي حكيم كفاية ليتقبل التقليص في الميزانية، فليس من المعقول أن تقلص ميزانيات كل الوزارات وترتفع الأعباء على كل المواطنين، ويخرج الجيش سالما. عليه أن يتحمل التقليص ويتدبر أمره ويكف عن تخويفنا».