أوجه شبه عديدة بينه وبين البريطانيين قاتلي الجندي في لندن

TT

كثير من أوجه الشبه تجمع بين ألكسندر.د. الذي قبضت عليه الشرطة الفرنسية أمس في شقة إحدى صديقاته، لمحاولته قتل جندي فرنسي في محلة «لا ديفانس» القريبة من باريس، وبين الشابين اللذين قتلا الأسبوع الماضي جنديا بريطانيا قريبا من ثكنته.. الثلاثة يعتنقون آيديولوجية دينية متطرفة، والثلاثة اعتنقوا الإسلام، والثلاثة من السود. والفرق بين الفرنسي الذي نشأ في مدينة تراب (شمال غربي باريس) حيث تسكن أكثرية مهاجرة، وبين البريطانيين، أن الأخيرين بقيا في مكان الجريمة وانتظرا الشرطة، بينما الفرنسي فر هاربا من مكان الجريمة لكنه ترك حقيبة رياضية تحتوي على السكين التي استخدمها في محاولة ذبح الجندي سيدريك كوردياز، 23 عاما، وقنينة مياه معدنية عليها آثار الحمض النووي، الأمر الذي سهل على الشرطة التعرف عليه.

غير أن الأجهزة الأمنية استندت، خصوصا، لأشرطة فيديو المراقبة العديدة في هذا الموقع التجاري الضخم غرب العاصمة الفرنسية الواقع في منطقة «مانهاتن باريس». وتظهر الأشرطة شابا طويل القامة رياضي المظهر يرتدي ثيابا عادية سوداء وقبعة، يقوم بالصلاة قبل دقائق فقط من هجومه على الجندي الذي كان بمعية اثنين من رفاقه الجنود ومع شرطي لضمان الأمن في إطار خطة الحكومة الفرنسية لتشديد الإجراءات الأمنية بعد حادثة لندن.

ولا تتوقف أوجه الشبه هنا. فقد كشفت صحيفة «لو موند» المستقلة أن المخابرات الفرنسية الداخلية كانت تعرف ألكسندر د. الملتحي، وهو ما تبينه صورة التقطت له بعد توقيفه، كما أنها كانت تعرف انتماءه لتيار أصولي متشدد، كما كانت الأجهزة البريطانية تعرف الشابين البريطانيين. ألكسندر.د. اعتنق الإسلام عند بلوغه، ولوحظ أكثر من مرة يرتدي جابة بيضاء على طريقة الأصوليين، فضلا عن أنه قام بعدة رحلات إلى الخارج. وأبرزت الصحيفة الفرنسية نص رسالة متبادلة بين أجهزة الأمن وفيها مؤشرات تدل على انتماء هذا الشاب. لكن يبدو أن أجهزة الشرطة لم تتابع مساره، مما أفضى إلى محاولة القتل التي ارتكبها نهاية الأسبوع الماضي.

وأفاد مدعي عام الجمهورية في مؤتمر صحافي أمس أن ألكسندر.د. أعطى مؤشرات حول توجهاته الآيديولوجية منذ عام 2009. وقال وزير الداخلية مانويل فالس أمس إن هناك «العشرات، إن لم يكن المئات، من هذه الحالات التي تشبه حالة محمد مراح»، وهو الشاب الفرنسي من أصول جزائرية الذي اغتال العام الماضي ثلاثة عسكريين كانوا ينتمون إلى الفرقة الأجنبية في منطقة مدينة تولوز كما قتل رجلا يهوديا وثلاثة أطفال في مدرسة يهودية في المدينة نفسها.

والتخوف الذي ينتاب السلطات الفرنسية هو أن تتكرر هذه الحالات التي يصعب على الأجهزة الأمنية التنبؤ بحصولها. وكشفت الشرطة أن ألكسندر.د. لم يتردد كثيرا قبل الاعتراف بفعلته. لكن لم يعرف ما إذا كان يخطط لارتكاب أعمال مشابهة لو كان نجح في الإفلات من قبضة الشرطة والعدالة.