الرئيس اللبناني: الحريق كبير حولنا وإحراق أنفسنا لا ينفع سوريا

تفقد نقطة الاعتداء على العسكريين في عرسال متوعدا بمعاقبة المرتكبين

الرئيس اللبناني ميشال سليمان يتحدث مع قائد القوات المسلحة اللبناني جان قهوجي في بلدة عرسال قرب الحدود السورية حيث تفقد العمليات العسكرية أمس (أ.ف.ب)
TT

اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن «الحريق كبير من حولنا، ونحن نأسف ونتألم لما يحصل في سوريا، لكن يجب حماية أنفسنا وبلدنا». وأكد أنه «لا ينفع سوريا إذا قمنا بتدمير وإحراق أنفسنا. يجب حماية بلدنا وإبعاد الشرارة لكي لا تأتي إلينا»، لافتا إلى أنه «إذا استطعنا أن نطفئ الحريق في سوريا فسنقوم بذلك؛ لأنه عندما نطفئ الحريق إلى جانب بيتنا يصبح بيتنا بأمان».

وشدد سليمان، خلال زيارة مفاجئة إلى منطقة عرسال، بعد يومين على مقتل 3 عسكريين فيها جراء إطلاق النار على مركزهم من سيارة مجهولة، على أنه «سيأتي الوقت الذي سيتم فيه توقيف ومحاكمة الذين ارتكبوا العمليات الإرهابية والاعتداء على الجيش اللبناني وسينالون عقابهم». وقال: «إن أهم عقاب لهم هو أن نبقى كلبنانيين موحدين مع بعضنا»، داعيا العسكريين إلى أن «يحافظوا على معنويات مرتفعة».

وأوضح سليمان أن «هذه الأعمال لن تنال من عزيمة الجيش ودوره ووحدته»، مشيرا إلى أن الجيش يحظى «بدعم الحكومة، وأيضا بدعمي الشخصي كقائد أعلى للقوى المسلحة، ولكن هو من يضع الخطط التي تتلاءم مع المهمات التي ينفذها الجيش والتي تتلاءم أيضا مع مصلحة الوطن والمواطنين».

وكان سليمان قد وصل صباح أمس إلى ثكنة قيادة الفوج الحدودي البري في رأس بعلبك، حيث كان في استقباله قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، ثم انتقل إلى منطقة عرسال حيث تفقد الحاجز الذي تعرض للاعتداء على العسكريين واستمع إلى شرح تفصيلي من الضباط حول كيفية حصوله. وقال سليمان: «ليست هذه المرة الأولى التي يعتدى فيها على الجيش. وإذا كنا نحن كعسكريين لم نقم بالمهمات، فلا يستشهد أحد، ولكي لا نخسر أحباء لنا، نلازم الثكنات»، معتبرا في الوقت عينه أنه «ما دمنا نقوم بالمهمات، فسنتعرض للاعتداءات من العدو الذي له أوجه متعددة، ومنها الوجه الإرهابي الذي نراه في أيامنا هذه».

وأبدى الرئيس سليمان أسفه لوضع الجيش «في بعض الأحيان في مواجهة الناس». وأشار إلى أن «الجيش يعلم أن الناس معه، ولو وجد بينهم بعض الإرهابيين وبعض الخارجين عن القانون، ولكن معظم الناس مع الجيش، وهو أكثر جيش في العالم يحظى بإجماع من المواطنين»، لافتا إلى أن «الحالات التي تكون غير ذلك هي حالات شذوذ».

وتوجه سليمان إلى العسكريين بالقول: «اتكال الناس عليكم لكي تحفظوا وحدة لبنان». وقال إن «قدر الجيش أن يقدم الشهداء في كل حين، والثمن البديل من ذلك هو انهيار البلد، وما دام الجيش ينفذ المهمات سيدفع الشهداء. وإذا توقف الجيش عن القيام بالمهمات والتزم الثكنات متفرجا فلن يسقط المزيد من الشهداء، ولكن الثمن البديل هو الحرب الأهلية، مضيفا: «لقد تعلمنا درسا كبيرا، وسنتابع القيام بمهماتنا، وسنبقى نتلقى الضربات لكي نحمي أهلنا ومواطنينا وبلدنا».

وخاطب سليمان العسكريين قائلا: «لا تظنوا أن الصراخ الذي يعلو من البعض الذي يريد أن يوجه إليكم اللوم أو يريد أن يستعملوكم غطاء أو أن يتفلسفوا عليكم أو على قائدكم أو على رئيس الجمهورية، فهؤلاء همهم الوحيد كيف يربحون صوتا بالزائد أو بالناقص. وإذا كان هذا الصوت من قبل مذهبهم، فهم يتمنون ذلك ويلعبون على الوتر المذهبي».