حادثة جديدة تحرج الدبلوماسية الأميركية في أميركا اللاتينية

مشاجرة تؤدي إلى إطلاق النار على موظفين من السفارة الأميركية أمام ملهى ليلي

صورة تظهر مدخل الملهى «انتونيلا 2012» في كاراكس حيث تم إطلاق النار أمامه (أ.ف.ب)
TT

في حادثة جديدة تحرج الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، تورط عنصران من السفارة الأميركية في حادثة إطلاق نار أمام ملهى ليلي بالعاصمة الفنزويلية أمس. وأطلق فنزويليون النار على ملحقين عسكريين أميركيين في ملهى ليلي ذي سمعة سيئة في كاراكاس أمس. وقالت مصادر إخبارية فنزويلية إن إطلاق النار حدث خلال نقاش بين أميركيين وفنزويليين عن السياسة الأميركية نحو فنزويلا، في دليل آخر على توتر العلاقات بين البلدين. وتأتي هذه الحادثة بعد أن تورطت عناصر من الحراسة الخاصة بالرئيس الأميركي باراك أوباما في فضيحة جنسية في كولومبيا العام الماضي وأثارت حفيظة كثير من الأميركيين.

وبينما أكد مسؤولون أميركيون إطلاق النار، فإنهم رفضوا الحديث عن تفاصيله وأسبابه. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، باتريك فنتريل، في بيان مقتضب: «أصيب اثنان من موظفي السفارة الأميركية في كراكاس بحادث وقع في وقت سابق من صباح الثلاثاء. وأفاد القسم الطبي (في السفارة الأميركية هناك) بأن حالتيهما ليستا خطيرتين». وخلال استفسارات من صحافيين، رفض فنتريل تقديم مزيد من المعلومات، وكرر وصفه بأنه «حادث». ولم يحدد مكانه بالتفصيل، وقال إن المكان «خارج مبنى السفارة الأميركية»، وإنه «مكان عام»، من دون أن يقول إنه ملهى ليلي.

ونقلت مواقع فنزويلية إلكترونية أن إطلاق النار وقع في ملهى ليلي بعد مشادة بين أميركيين وفنزويليين عن سياسة الولايات المتحدة نحو فنزويلا في عهد الرئيسين؛ الراحل هوغو شافيز، والحالي نيكولاس مادورو.

وقالت متحدثة باسم شرطة كراكاس إن واحدا من الأميركيين أصيب في ساقه وبطنه، وأصيب الثاني في بطنه، موضحة أن واحدا منهما هو روبرتو ازيكيال روزاز، الملحق العسكري الأميركي الذي تم نقله إلى المستشفى.

ونشرت وسائل الإعلام الفنزويلية صورا من الملهى، وقالت إن دبلوماسيين أميركيين يزورونه من وقت لآخر، دون أن تشير إلى الملحق العسكري بالتحديد.

يذكر أن الملهى في مكان راق، ويرتاده كبار رجالات المجتمع. بينما ينشر موقع الملهى على الإنترنت صور نساء شبه عاريات.

ويسود التوتر العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ولا يوجد سفير لكل منهما لدى الدولة الأخرى منذ 2010، عندما شن الرئيس السابق شافيز هجوما عنيفا على الولايات المتحدة، وتعرض دبلوماسيين أميركيون في السفارة إلى تهديدات ومضايقات. كما كان شافيز قد اتهم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آى إيه) بالتخطيط لاغتياله، واعتبر أن إصابته بالسرطان كانت ضمن تلك الخطة.

وبعد أن فاز نائب رئيس شافيز وحليفه القوي مادورو بالانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، ظل الرئيس الأميركي يتجنب الاعتراف علنا بفوز مادورو في انتخابات الرئاسة خلفا لشافيز. وخلال أكثر من مقابلة مع قنوات إخبارية في أميركا اللاتينية، تحاشى أوباما رفض نتيجة الانتخابات، لكنه كرر شكوكه في نتائجها.

وقال أوباما في مقابلة مع تلفزيون «أونيفيجن» الناطق بالإسبانية في أميركا الوسطى: «تتابع كل المنطقة العنف، والاحتجاجات، وملاحقة المعارضة» بعد انتخابات أبريل (نيسان) في فنزويلا. وأضاف: «أعتقد أن رأينا بشكل عام هو أن يعود إلى شعب فنزويلا حق اختيار قادته في انتخابات مشروعة، انتخابات حرة ونزيهة»، وأضاف: «نظرتنا لكل المنطقة لا تتعلق بالجانب العقائدي. إنها تعتمد على مفهوم مبادئنا الأساسية لحقوق الإنسان، والديمقراطية، وحرية الصحافة، وحرية التجمع»، وسأل: «هل تحترم هذه المبادئ» في فنزويلا؟

وبعد فوزه، سار الرئيس الجديد مادورو على خطى شافيز، واستمر ينتقد الرئيس الأميركي وإدارته، ويتهمه بالتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا. وأيضا، استمر يتهم «سي آى إيه» بالعمل للإطاحة به.

وفي الأسبوع الماضي، قال إن «سي آى إيه» تتعاون مع الرئيس الكولومبي السابق ألفارو أوريبي في تدبير خطة لاغتياله بالتواطؤ مع بعض مسؤولي اليمين الفنزويلي المعارض. وقال مادورو في خطاب أمام موظفين في شبكة مترو كراكاس: «يقود أوريبي مخططا لاغتيالي. أوريبي قاتل حقيقي. وعندنا ما يكفي من الأدلة بأنه يشترك في مؤامرة ضدي». وفي مناسبة أخرى، قال إن «سي آي إيه» تتعاون مع «اليمين الفاشي» في فنزويلا لأن هدفهم هو «تصفيتي جسديا»، وزرع «الفوضى» في البلاد.