نتنياهو يأمر وزراءه بالكف عن تهديد النظام السوري

إسرائيل دمرت «سام 17» بعد أسبوع من وصولها إلى طرطوس

TT

في الوقت الذي أصدر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليمات صارمة لوزرائه، بالكف عن إطلاق التهديدات بقصف الصواريخ الروسية من طراز «إس 300» قبل أن يتسلمها الجيش السوري، سرب مسؤولون للصحافة معلومة تقول إن الغارة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في يناير (كانون الثاني) الماضي داخل الأراضي السورية، استهدفت شحنة من صواريخ «سام 17»، كانت قد وصلت لتوها من روسيا.

وحرص المسؤولون الإسرائيليون على تأكيد أن هذه الشحنة وصلت على متن بارجة روسية إلى ميناء طرطوس، ونقلت على دفعات متقطعة إلى مخازن قرب مطار دمشق، وأنها دمرت بعد أسبوع واحد فقط على وصولها إلى سوريا. كما حرصوا على الإشارة إلى أن روسيا لم تحتج بكلمة على هذه العملية، لا في بياناتها ولا في اللقاء الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نتنياهو في منتجع شوتسي على شاطئ البحر الأسود قبل ثلاثة أسابيع.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، قد هدد بمصير مماثل لصواريخ «سام 300»، التي قررت روسيا تسليمها للجيش النظامي السوري، رغم اعتراضات الغرب وإسرائيل. فقال أول من أمس: «أعرف بشكل مؤكد أن هذه الصواريخ لم تصل بعد، ولا أدري إذا كان الروس قرروا تسريع إنتاجها. ولكنني آمل ألا تصل. وإن وصلت فنحن نعرف كيف نتصرف». وردد الوزراء الإسرائيليون بعده تهديدات صريحة ومبطنة، مما دفع نتنياهو إلى إصدار تعليماته للوزراء بالكف عن هذه التصريحات.

وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إنه غير راض عن تصريحات يعلون ولم يكن يعلم بها مسبقا، ولكن مصادر أخرى قالت إنه يعرف بها ويوافق عليها، ولكنه غير معني باستثارة روسيا أو باختلاق أزمة معها وغير معني باستفزاز الرئيس السوري بشار الأسد أكثر، باعتبار أن رسالة الحكومة الإسرائيلية قد وصلت إلى عنوانها ولا حاجة للمزيد.

وكان يعلون قد أعرب عن ثقته بأن الأسد ليس معنيا بتصعيد عسكري مع إسرائيل، خصوصا في هذه الظروف. وأضاف أن «الأسد سيرتدع عن مهاجمة إسرائيل بأسلحة كيماوية أو غيرها. فتعامل النظام في دمشق مع إسرائيل يختلف عن تعامله مع مواطنيه». وبحسبه، فإنه «لا يوجد ما يشير إلى أن جهة ما في المنطقة تنوي تحدي إسرائيل في الوقت القريب في مجال الأسلحة غير التقليدية».

ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، عن مصدر أمني رفيع، أن «اتساع حلقة الصراع السوري إلى لبنان، يخلق وضعا جديدا في المنطقة، إذ إن حزب الله بات غارقا في الحرب الأهلية السورية، وتدخله إلى جانب الرئيس الأسد أشعل فتنة سنية - شيعية، لم تعد تقتصر على سوريا بل اتسعت لتشمل الأراضي اللبنانية. ولا ينبغي لإسرائيل أن تنبس ببنت شفة إزاءها، وعليها فقط أن تتفرج من بعيد».

يذكر أن نتنياهو اطلع بنفسه، أمس، على تدريبات الجبهة الداخلية، التي خصصت في يومها الرابع لمحاكاة سيناريو سقوط صاروخ كيماوي على حي سكني في القدس الغربية، حيث توجد مباني الحكومة والوزارات والبرلمان، وذلك في إطار ما يسمى «أسبوع الطوارئ الوطني». وقال خلال لقائه قيادة الجيش: «ما نراه هنا يهدف إلى الدفاع عن إسرائيل من مجموعة من التهديدات الجديدة التي تتراكم من حولنا. إننا نعيش واقعا متغيرا، ومن أجل الرد على هذه التهديدات المتغيرة، نبذل جهودا حثيثة ونقوم بالكثير من التدريبات. إننا نتصرف بشكل يتحلى بالخبرة وبالحكمة وبالمسؤولية، ونستبق التهديدات الموجهة إلينا. ومن أجل ذلك، سنحتاج إلى مزيد من الموارد والقوانين، وسيتوجب علينا أن نأخذ قرارا حازما عن أبسط الأمور، وهو أن الحياة أهم من كل شيء آخر. سنعمل ما يلزم من حيث الاستعدادات وسن القوانين من أجل حماية مواطني إسرائيل. يمكننا الدفاع عنهم، ولكن هذا الدفاع لا يكون دائما كاملا ومثاليا، والتحصين لا يمكن له أن يكون دائما محكما، ولكن يمكن توفير الحماية لمواطني إسرائيل. وهذا ما نتدرب عليه اليوم وهذا ما سنواصل القيام به خلال الأشهر والسنوات المقبلة. لقد شاهدتم الاستعدادات واستخلاص العبر. وهذه هي نتيجة الجهود المشتركة لقيادة الجبهة الداخلية وجيش الدفاع ومكتب رئيس الوزراء والوزارات الحكومية المختلفة والبلديات والحكم المحلي. وشاهدتم ذلك إبان عملية (عمود السحاب - الهجوم على قطاع غزة في نوفمبر «تشرين الثاني» الماضي)، الذي كان أداء الجهات المختصة خلالها متميزا».