واشنطن تبحث خياراتها الدبلوماسية والعسكرية لحل الأزمة السورية

أميركا قد تترك «إف 16» في الأردن عقب انتهاء «الأسد المتأهب»

TT

قالت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يتبع حاليا منهجا تجاه ما يجري في سوريا يقوم على المزاوجة بين مسارين اثنين؛ يتعلق الأول بالاستمرار في الدفع باتجاه حل سياسية للأزمة السورية، بينما يتعلق الثاني بوضع الخطط الكفيلة بتهيئة الأجواء لضربة أميركية مباشرة، إذ نقلت الصحيفة أن أوباما طلب من هيئة الأركان المشتركة، وللمرة الأولى، المشاركة في التخطيط لعمليات عسكرية متعددة الأطراف داخل سوريا.

ولم تنف أو تؤكد الإدارة الأميركية صحة هذه التقارير الإخبارية؛ وقالت كاتلين هايدن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي: «لن أقوم بالإفصاح عن المناقشات الداخلية لدينا، لكننا قلنا منذ عدة أشهر إن الإدارة مستعدة بمجموعة من الخيارات حول سوريا وكل الخيارات مطروحة على الطاولة». وأضافت أنه «على الرغم من أن السيناريو الذي ينطوي على إنزال قوات أميركية على الأرض غير محتمل إلا أننا على استعداد لجميع الاحتمالات ونواصل العمل بصورة عاجلة لدعم المعارضة ونتشاور مع ائتلاف المعارضة حول الطريقة التي يمكننا بها الاستمرار في زيادة مساعدتنا وتنسيق الجهود الدولية لوضع حد لإراقة الدماء والإسراع في التحول السياسي في سوريا، حيث لا يوجد لبشار الأسد أي دور».

يشار إلى أن فكرة تنفيذ منطقة حظر طيران في سوريا قوبلت بانتقادات من عدد من العسكريين في البنتاغون وهيئة الأركان المشتركة.

من جانبها، نفت وزارة الدفاع الأميركية أي تحركات عسكرية، وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاغون: «لا يوجد خطط عسكرية يتم تنفيذها في الوقت الحالي تتعلق بسوريا. لكن القادة العسكريين وهيئة الأركان المشتركة يواصلون بحث مجموعة من الخيارات العسكرية المحتملة».

وأشارت عدة تقارير إخبارية إلى أن البيت الأبيض طلب من البنتاغون وضع خطط لإقامة منطقة حظر جوي في سوريا، بحيث يتم تنفيذها بالتعاون بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يدرس أيضا إمكانية تسليح أطراف بالمعارضة السورية والاعتراف رسميا بالائتلاف الوطني السوري. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس أوباما في اجتماعه مع مديري مجلس الأمن القومي في 9 مايو (أيار) الحالي كلف عدة وكالات بتقدير تقييمها لإيجابيات وسلبيات القيام بخطوتين هما تسليح عناصر معتدلة من المعارضة السورية وعناصر من الجيش السوري الحر والاعتراف رسميا بائتلاف المعارضة.

من جانب آخر رحبت الخارجية الأميركية بقرار الاتحاد الأوروبي إلغاء الحظر على تسليح المعارضة السورية وقال باتريك فنتريل المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «نؤيد تخفيف الحظر الأوروبي على الأسلحة كجزء من جهود المجتمع الدولي لإظهار دعمه الكامل للمعارضة السورية ولأنه يبعث برسالة لنظام الأسد أن تأييد المعارضة سيتزايد». وأضاف: «هذا القرار يعطي مرونة لدول الاتحاد الأوروبي في مساعدة المعارضة وفقا لما ترى كل دولة ذلك ملائما». وأشار فنتريل إلى أن واشنطن لا تزال تراجع خياراتها بشأن تسليح المعارضة السورية وقال: «لم نتخذ قرارا في هذا الاتجاه ونقدم مساعدات غير قتالية ومستمرون في بحث كل البدائل والخطط».

ويشكك خبراء ومحللون أميركيون أن يتخذ البيت الأبيض أي قرار فيما يتعلق بالتدخل المباشر في سوريا إلا بعد انعقاد مؤتمر «جنيف2» الذي يتوقع أن يعقد بالتزامن مع إجراء مناورات عسكرية ضخمة في الأردن تحت عنوان «الأسد المتأهب». وسيشارك في هذه المناورات إلى جانب الولايات المتحدة، 15 ألف جندي من 18 دولة عربية وغربية. ويتوقع المحللون أن تكون تلك المناورات فرصة للولايات المتحدة لترك جزء من الأصول العسكرية مثل طائرات «إف 16» في الأردن عقب انتهاء المناورات، والتي قد تكون مفيدة لفرض منطقة حظر الطيران.

وشكك روبرت زاراتي مدير السياسات بمركز مبادرة السياسة الخارجية بواشنطن في إمكانية قيام البيت الأبيض باتخاذ قرار بالتدخل المباشر في سوريا في المدى القريب وقال: «لا شك أن الولايات المتحدة وحلفاءها يفكرون ويبحثون خطط استخدام القوة العسكرية التي تهدف إلى تحطيم الدفاعات الجوية لنظام الأسد الثابتة والمتنقلة والحد من قدرة الأسد لاستخدام القوات الجوية، وفي نفس الوقت تجنب استخدام قوات برية والسؤال لدى الرئيس أوباما بالفعل، الإرادة والعزم للقيام بذلك أم لا».