السلطة تسعى إلى فتح مزيد من المقرات الأمنية في محيط القدس

كجزء من توسيع نفوذها في المناطق الخاضعة لإسرائيل

TT

قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني تقدم قبل ثلاثة أسابيع إلى رئيس الإدارة المدنية التابعة لسلطات الاحتلال في الضفة الغربية موتي آلموز، بطلب بناء مقر للجهاز في منطقة بيتونيا، قرب الشارع رقم 443 الواصل إلى القدس، والذي يصل رام الله بالقدس عن طريق مستوطنة موديعين المخصصة لليهود المتشددين.

وطلب جهاز الأمن الوقائي بناء المقر على مساحة كبيرة تبلغ مئات الدونمات، جنوب بلدة بيتونيا غرب في رام الله، وهي منطقة مصنفة «ج»، أي تقع تحت السيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية.

ولا تبعد المنطقة عن الشارع رقم 443، إلا بضع عشرات الأمتار، وهذا ما أثار قلقا إسرائيليا، إذ أشارت «معاريف» إلى أن بناء المقر سيتسبب في تبعات أمنية خطيرة، لأنه سيشرف على محور مهم على طريق رام الله - القدس، وسيكون قريبا جدا من «موديعين» ومناطق يهودية أخرى.

وتجول مراسل «معاريف» في المنطقة، وكتب عن سهولة مراقبة «موديعين» ومستوطنتي «مكابيم» و«راعوت»، إضافة إلى «غوش دان» وسط إسرائيل.

وحذرت «معاريف» من إمكانية تحول المقر خلال أي مواجهة مستقبلية إلى مركز سيطرة على محور الطرق، مما يشكل تهديدا حقيقيا على حياة المسافرين إلى القدس.

وأكدت مصادر فلسطينية طلب بناء المقر هناك، وقالت الإدارة المدنية إن الفلسطينيين تقدموا بالفعل بهذا الطلب إلا أنهم طلبوا في الأيام الأخيرة تجميده.

والتقدم بطلب بناء مقار أمنية في منطقة «ج» ليس جديدا، إذ لم تتوقف السلطة الفلسطينية طيلة السنوات الماضية عن التقدم بطلبات افتتاح أكثر مقار أمنية ومراكز شرطة في مناطق «ب» (الخاضعة أمنيا لإسرائيل وإداريا للسلطة بموجب اتفاق أوسلو) و«ج»، لكن هذا الطلبات كانت دوما تواجه برفض إسرائيلي. وطلبت السلطة من الأميركيين توسيع نفوذها في الضفة عبر تحويل مناطق «ج» و«ب» إلى مناطق «أ» (خاضعة امنيا وإداريا للسلطة) وفتح مقار أمنية في المناطق التي ستبقى بيد إسرائيل، وإدخال سلاح من الأردن، إضافة إلى إطلاق سراح أسرى، كجزء من متطلبات عمليات السلام.

وتحول كثير من مناطق «ج» إلى مركز لنشاط هاربين من القانون. وتضطر السلطة إلى التنسيق مع إسرائيل قبل تنفيذ أي هجمات لاعتقال مطلوبين من مثل هذه المناطق. وتستجيب إسرائيل أحيانا وترفض في أحيان كثيرة. ومن بين المناطق التي ترغب السلطة بالعمل فيها بقوة، منطقة القدس.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يسمح أبدا للشرطة الفلسطينية بالعمل في القدس، بخلاف مناطق «ج» في الضفة. وتنظر إسرائيل إلى القدس على أنها عاصمتها الأبدية، غير أن السلطة لا تستسلم لهذا الواقع.

وأكدت المصادر أن السلطة تعمل داخل القدس ومحيطها بطرق مختلفة.

وفي أكثر من مرة نفذ رجال أمن فلسطينيون هجمات سرية لاعتقال مطلوبين من مناطق محيطة بالقدس، مثل أبو ديس والعيزرية وشعفاط، لكن ذلك يبدو مستحيلا في القدس نفسها. ولذلك تلجأ السلطة إلى متابعة كثير من القضايا عبر محافظ القدس الفلسطيني، الذي يمثل الرئيس الفلسطيني والعشائر والتنظيمات والمؤسسات.