الطيرواي رئيس المخابرات السابق يهاجم المنظمة: لم تعد تجرؤ على قول «لا»

الطيرواي يقول إن الفلسطينيين لن يستطيعوا تحرير أنفسهم من دون تغيير جذري

TT

هاجم توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مدير المخابرات العامة السابق، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصفا إياها بالفاقدة للقدرة على التأثير. وقال الطيراوي في هجوم نادر جدا من مسؤول كبير في حركة فتح، التي تعتبر الفصيل الأكبر في المنظمة، إن الأخيرة «لم تعد تجرؤ على قول (لا)». وأضاف في ندوة في الذكرى الـ49 لتأسيس المنظمة: «لا أحد في اللجنة التنفيذية يجرؤ على قول لا في أي قضية، وأصبح الجميع لا يقول سوى كلمة (نعم)».

وتابع الطيراوي القول: «هناك 20 قضية مرت علينا دون أن يقول أحد في التنفيذية (لا)، منها الاتفاق مع الأردن بالنسبة للقدس.. نحن بعنا القدس ولا حد تجرأ أن يقول (لا).. والجهود التي يجريها (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري، وما أدراك ما كيري، والمفاوضات التي يجريها عضو اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه، ولا أحد يتحدث».

وكان الطيرواي ينتقد ضمنا بذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي وقع اتفاق حماية المقدسات مع العاهل الأردني نهاية مارس (آذار) الماضي، ويجري حاليا مباحثات مع كيري.

ونص الاتفاق الذي وقع بين «جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس»، و«فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس السلطة الوطنية»، على أن «رعاية ملك المملكة الأردنية الهاشمية المستمرة للأماكن المقدسة في القدس تجعله أقدر على العمل للدفاع عن المقدسات الإسلامية وصيانة المسجد الأقصى».

أما مباحثات كيري فلم تتضح نتائجها بعد.

والطيرواي واحد من القليلين في مركزية فتح، الذين يحسبون على فكر معارض لبعض توجهات الرئيس الفلسطيني. ولكنه رغم ذلك ظل يحظى بثقته، إذ يشرف الطيرواي على واحدة من أكثر القضايا حساسية وتعقيدا، وهو ملف وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إذ يرأس لجنة التحقيق في ظروف وفاة عرفات، التي شكلت بمرسوم رئاسي.

وأحيت منظمة التحرير الذكرى الـ49 لتأسيسها أول من أمس، وسط خلافات بين فتح وحماس على قانون تعديل انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

ورفضت حركة حماس مشروع قانون انتخابات المجلس الوطني الذي أقرته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أول من أمس. وقال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة إن اعتماد اللجنة التنفيذية مشروع انتخابات منظمة التحرير «ليس من صلاحياتها، بل من صلاحيات الإطار القيادي الذي تشارك فيه حماس، ويجب أن يتم القانون بتوافق ذلك الإطار القيادي، ووفق ما تم الاتفاق عليه في اتفاق المصالحة».

كما هاجمت حماس إعلان المنظمة تمسكها بخيار السلام مع إسرائيل، وقال أبو زهري، «إن خيار التسوية لا توافق عليه معظم الفصائل المشاركة وكل قوى الشعب الفلسطيني باستثناء رئيس السلطة وحركة فتح».

وفي هذا السياق انتقد الطيرواي كذلك اقتصار خيارات القيادة على المفاوضات، قائلا: «ليس خيارا وحيدا، ولكن هناك خيارات أخرى لدى القيادة الفلسطينية ومنها المقاومة بجميع أشكالها». وأضاف ساخرا: «نحن نقول وحدة وطنية وتعبئة وقومية وتحرير (شعار منظمة التحرير)، إذا استمررنا في هذا الطريق لن نستطيع تحرير حتى أنفسنا».