الحكومة الألمانية تؤيد إحياء مفاوضات انضمام تركيا إلى الأسرة الأوروبية

رئيس وزراء صربيا يدعو الاتحاد الأوروبي لإبقاء الباب مفتوحا أمام انضمام أعضاء جدد

TT

يسود استياء بين أعضاء الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الذي يكون مع الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ما يعرف باسم «التحالف المسيحي»، بسبب السياسة التي تنتهجها الحكومة الألمانية تجاه تركيا.

ويرجع هذا الاستياء إلى خطاب لوزير الدولة للشؤون الخارجية، ميشائيل جيورج لينك، الذي حصلت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الصادرة أمس على نسخة منه. وجاء في الخطاب: «الحكومة الألمانية تعمل على إحياء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي». وأضاف لينك في الخطاب أنه يجرى الإعداد حاليا لفتح فصل جديد من المفاوضات، موضحا أن الحكومة الألمانية تدعم ذلك.

وقال الأمين العام للحزب المسيحي البافاري، ألكسندر دوبرينت، في تصريحات للصحيفة إن تركيا تستحق أن يتم التعامل معها بصورة عادلة كشريك، موضحا أن هذا يعني أنه يتعين على ألمانيا أن تعبر بوضوح «أنه لن يكون هناك عضوية كاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي».

وذكر دوبرينت أن فتح فصول جديدة في مفاوضات الانضمام يبعث بإشارات خاطئة تماما لتركيا. ووفقا لتقرير الصحيفة، يسعى الحزب البافاري إلى وضع إلزام الاستفتاءات الشعبية بشأن القرارات المهمة للاتحاد الأوروبي في البرنامج الانتخابي المشترك مع الحزب المسيحي الديمقراطي. ويستهدف هذا الإلزام البت في انضمام محتمل لدول جديدة إلى الاتحاد. وفي المقابل، يرفض حزب ميركل مثل هذه الاستفتاءات.

وانتقد نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، يوهانس زينجهامر، في تصريحات لنفس الصحيفة نقص الحرية الدينية في تركيا.

وقال زينجهامر، المنتمي أيضا إلى الحزب البافاري، إن الحرية الدينية يتعين أن تكون «ركيزة لا يمكن التخلي عنها في الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

وكان رئيس وزراء صربيا إيفيتشا داسيتش قد حث الاتحاد الأوروبي أمس على إبقاء بابه مفتوحا، متعهدا بأن بلاده ستبذل كل ما في وسعها للانضمام إلى الاتحاد. وقال خلال اجتماع للبرلمان الأوروبي في بروكسل: «سنتوخى درجة كبيرة من المسؤولية في توجهنا في تنفيذ كل ما اتفقنا عليه.. ليس هناك أي مجال للأزمات هناك».

وتأمل صربيا في أن يمنح لها موعد لبدء محادثات العضوية في قمة للاتحاد تعقد في يونيو (حزيران) المقبل بعد إحراز تقدم في ما يتعلق بتطبيع العلاقات مع كوسوفو إقليمها المنشق.

لكن تبين أن المضي قدما في الانضمام إلى الاتحاد ثبت أنه أمر يكتنفه الكثير من الصعوبة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت متطلبات الانضمام أكثر صعوبة وانتقل التركيز إلى الأزمة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي. هناك مخاوف أيضا من أن يعاني الاتحاد الأوروبي من «الإنهاك بسبب التوسع».

وكانت عشر دول قد انضمت إلى الاتحاد في عام 2004، تلتها بلغاريا ورومانيا في عام 2007. وكانت كرواتيا هي الوحيدة التي أحرزت تقدما كافيا في ما يتعلق بتلبية شروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ ذلك الحين، ومن المقرر أن تصبح الدولة رقم 28 في الانضمام إلى الاتحاد في يوليو (تموز). وإلى جانب صربيا منحت أربع دول أخرى وضع مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مثل آيسلندا ومقدونيا ومونتينغيرو وتركيا، لكنها أحرزت تقدما محدودا.

وقال داسيتش: «لا يتعين أن يكون هناك إبطاء بعد انضمام كرواتيا. أثبتت سياسة التوسع أنها الأكثر نجاحا في تاريخ الاتحاد الأوروبي حتى الآن».