البصرة تشيع مقاتلا لقي حتفه في معارك مدينة القصير

عائلته: نعتبره شهيدا وذهب بموافقتنا للدفاع عن المقدسات وليس عن الأسد

أقارب إياد الصريفي يشيعون جثمانه في البصرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

شيع المئات من أهالي مدينة البصرة جنوب العراق، أمس، جثمان شاب عراقي قتل في معارك قرب مدينة القصير السورية، فيما أكد ذوو الشاب أن ابنهم قتل أثناء «دفاعه عن مقام السيدة زينب» وليس عن «نظام الأسد» وأنهم من وافق على مشاركته والسفر إلى سوريا.

ووصل جثمان إياد فاضل مطر الصريفي (32) عاما، على متن سيارة مقبلة من إيران، ولف الجثمان بعلم العراق خلال مراسم التشييع التي شارك فيها العشرات من أهالي منطقة الخورة وقضاء الزبير (مسقط رأس المقاتل) بوجود مجاميع ينتمون إلى «حركة أهل الحق»، بينهم عائلة الصريفي وابناه.

وقال عماد فاضل الصريفي، أخو المقاتل، لـ«الشرق الأوسط» إن «أخي هو من طلب الاستشهاد دفاعا عن مقام السيدة زينب وقد أبلغنا بخبر مقتله قبل يومين، حيث إنه فارق الحياة هناك في سوريا». وأضاف أن «أخي متزوج ولديه طفلان ويحمل شهادة الثانوية العراقية وذهب للدفاع عن مقام السيدة زينب وليس عن نظام بشار الأسد، إذ ذهب قبل شهرين إلى سوريا وبموافقة الأهل ونعتبره اليوم شهيدا وقد قمنا بنثر الحلويات لاستشهاده».

إلى ذلك قال أحمد هاشم الصريفي، ابن عم المقاتل إن «إياد تولدت لديه الفكرة بالذهاب للدفاع عن مقام السيدة زينب قرب دمشق بعد أن شاهد على شاشات التلفاز تقدم المجاميع المسلحة وإعلانهم عن النية لتفجير المقام». وأضاف أن «إياد استشار بعض الأخوة وقال لهم أريد أن أذهب وأدافع عن المقام، وبعدها ذهب هو وبعض الإخوة المقاتلين للدفاع عن قبر السيدة زينب، واستشهد في يوم وفاتها قرب مقامها بعد تعرضه إلى هجوم مسلح».

وتابع أن «هناك الكثير من الشباب المسلم يذهب حاليا إلى سوريا بقصد الدفاع عن المقامات هناك بسبب تعرضها إلى هجوم شرس ولم يذهبوا للدفاع عن نظام بشار الأسد».

من جانبه، قال الشيخ سالم بهجت الصريفي، «إننا بعد أن سمعنا عن تعرض المقامات المقدسة في سوريا إلى هجوم مسلح بقصد تفجيرها دعونا شبابنا للتطوع والدفاع عن تلك المقامات وخاصة مقام السيدة زينب قرب دمشق». وأضاف «قمنا اليوم بتشييع إياد الصريفي بكل بهجة وسرور وندعو أبناء العشائر كافة للتكاتف والذهاب إلى سوريا لغرض الدفاع عن المقدسات هناك».

ولم يكن تشييع أهالي مدينة البصرة، لجثمان شخص قتل في معارك قرب مرقد السيدة زينب، جنوب دمشق، هو الأول من نوعه خلال الأشهر القليلة الماضية في مدن جنوب العراق، حيث شيعت البصرة في 18 من الشهر الحالي جثمانا محمد عبود المالكي (27 عاما) المتحدر من البصرة وحسن علي فرهود (32 عاما) المتحدر من بغداد، فيما تم أوائل الشهر الحالي تشييع جثمان شخص قيل إنه قتل في تلك المعارك، بالإضافة إلى الإعلان عن دفن عراقيين آخرين من محافظات ذي قار وميسان وبغداد لكن دون تشييع رسمي، في اعتراف ضمني بمشاركة مقاتلين عراقيين في المعارك الدائرة بسوريا رغم إنكار الحكومة العراقية وأحزاب وشخصيات شيعية لذلك الأمر، فيما يعترف عدد من هؤلاء المقاتلين علنا بأنهم شاركوا في تلك المعارك.