ملف المواطنة يتصدر الحوار السنوي بين قيادات المؤسسات الأوروبية والزعماء الدينيين

مشاركون لـ «الشرق الأوسط»: كان فرصة لطرح قضايا معاداة السامية وكراهية الإسلام

لقطة الحوار السنوي بين قيادات المؤسسات الأوروبية والزعماء الدينيين
TT

أكثر من عشرين شخصية دينية تمثل الطوائف المسيحية، والإسلامية، واليهودية، وغيرهم من ممثلي المنظمات الفلسفية وغير المذهبية في أوروبا، شاركوا أمس ببروكسل، مع رؤساء المؤسسات الاتحادية، في الحوار السنوي، بشأن التحديات الديموغرافية، وجرى التركيز العام الحالي على المواطنة، على الرغم من أن الحوار خصص لبحث مستقبل أوروبا ودور المواطن الأوروبي، إلا أن البعض استغل الحوار لطرح ملفات تتعلق بمشكلات أتباع الطوائف المختلفة داخل المجتمع الأوروبي مثل التمييز العنصري ووضعية المسيحيين في بعض المناطق، وعملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط. وفي مؤتمر صحافي قال مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية، إن الحوار هذا العام تركز على ملف المواطنة، وخصوصا أن العام الحالي 2013 هو السنة الأوروبية للمواطنة. وأشار إلى أن «المواطنة ليس فقط الحصول على حقوق المواطنة ولكن أيضا هناك التزامات على المواطن الأوروبي من أجل صنع مستقبل أوروبا».

وأعرب باروسو عن سعادته بالمساهمات من المشاركين في الاجتماع وتضمنت مقترحات مشتركة وتحافظ على الترابط. ولمح إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أوروبا حاليا شملت مجالات عدة ويشعر بها المواطن، ويمكن أن تنتهي في أي وقت ولكن في الوقت نفسه فهي تشكل أرضية للتشدد وتنامي الأحزاب الشعبوية ويجب أن نكون حذرين تجاه أي شكل من أشكال التمييز. من جهته، قال نائب رئيس البرلمان أزلو سورجان: «لقد استمعنا خلال النقاش مع القيادات الدينية إلى شكاوى بشأن تنامي معاداة السامية والكراهية للإسلام، وأيضا ما يتعرض لها المسيحيون، ولهذا أحث الجميع على مواجهة هذه الآفات التي ظهرت أخيرا، وذلك من أجل ضمان مستقبل أفضل لقارتنا وللاتحاد الأوروبي».

وقال الطاهر التوجكاني رئيس المجلس العلمي الإسلامي الأوروبي لـ«الشرق الأوسط»: «المطلوب الآن من الجميع، وخصوصا من أهل الأديان السماوية هو العمل على ترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم مع جميع مكونات المجتمع ومع مختلف الديانات والحضارات، ورجل الدين له دور كبير في التوعية والتثقيف وله رسالة يؤديها ويمكن أن تؤثر على المواطنين إيجابيا»، في حين قال المطران يوسف سويف مطران قبرص للموارنة، إن الأمر يتطلب درجة عالية من روح التضامن وإذا انطلقنا من روح التضامن نستطيع أن نتعاون في المجتمع حتى وقت الأزمات، وأنا من خلال خبرتي أقول إنه «كلما اشتدت الأزمة اشتد الترابط الإنساني، وسيكون أفضل لو كان هناك وعي للروح الإنسانية وروح الأخوة التي يجب أن تجمع الناس ولا تفرقهم». من جهته، قال الحاخام رفائيل إيفرس من أمستردام بهولندا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لقد جئنا من هولندا للمشاركة في المؤتمر حتى نعمل من أجل ترقية الترابط والأخلاق لدى المواطن الأوروبي، وخصوصا خلال هذه الأزمة الاقتصادية وهي أزمة يمكن أن تؤثر على الترابط والتماسك الاجتماعي ولها تداعياتها على المجتمعات الدينية المختلفة، وأنا أعتقد أنه لا بد من التركيز على التربية والتعليم من أجل مستقبل أفضل وحول نقل مشكلات إلى المناقشات تتعلق بمعاداة السامية أو التمييز العنصر أو تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط». وقال: «ليس من المنطقي أن ننقل ما يحدث في الشرق الأوسط إلى هذه الاجتماعات لأنها ملفات يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الانقسامات وهذا ليس مطلوبا، ولكن بما أن الموضوع يطرح فإن الكلام بصراحة وشفافية أمر مهم ونتبادل وجهات النظر حول النقاط الشائكة من خلال حوار لأنه من خلال الحوار فقط يمكن أن نتوحد ونعمل بشكل مشترك». من جانبه، قال جمال المفتوحي ممثل الجالية المسلمة لدى بلجيكا: «لا بد أن نستغل هذه الاجتماعات لطرح مشكلاتنا وفي الوقت نفسه القرآن يدعونا للحوار مع الجميع، ولا بد للمسلمين في أوروبا أن يكونوا جزءا منه لأن المسلمين في أوروبا أصبحوا جالية كبيرة، ولا بد أن يفكروا في مستقبل أولادهم وإيجاد الحلول للمشكلات التي يواجهونها».