«أصدقاء سوريا» يضغطون على المعارضة لتجاوز خلافاتها.. و«الحر» يطالب بنصف مقاعدها

أوغلو يفاجئ المؤتمرين في إسطنبول بزيارة.. ومصدر تركي: لا نريد أسماء.. لكن خلافاتهم تضر بقضيتهم

TT

دخلت تركيا وعدد من الدول المؤيدة للمعارضة السورية على خط مساعي التوفيق بين أقطاب المعارضة السورية المنقسمة على نفسها والمجتمعة في إسطنبول، بينما دخلت المعارضة المسلحة على الخط مطالبة بنسبة نصف مقاعد الائتلاف، وهو ما من شأنه أن يحدث ارتباكا جديدا في صفوف الائتلاف الذي يصارع منذ نحو أسبوع في مدينة اسطنبول التركية للتغلب على خلافات داخلية تتعلق بتوسعة قاعدته لتضم شخصيات جديدة.

ووصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو فجأة إلى الفندق الذي يستضيف منذ أسبوع اجتماعا للائتلاف الوطني السوري المعارض. كما وصل أيضا السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد، ودبلوماسي فرنسي مكلف بالملف السوري، ومسؤول في الاستخبارات السعودية، ودبلوماسي قطري، برفقة المعارض السوري ميشال كيلو.

وقال مصدر في الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط» إن أصدقاء سوريا لا يحاولون «فرض حل على المعارضين السوريين، لكننا نريدهم أن يتوحدوا أمام شعبهم قبل أن يكون ذلك أمامنا»، معتبرا أن ما يحصل «يضر كثيرا بقضيتهم». وشدد المصدر على أن الدول الصديقة «سوف تقبل بأي أسماء تطرح، وستقبل برأي أي كان شرط أن يكون ممثلا حقيقيا للمعارضة». وقال دبلوماسي تركي طلب عدم كشف هويته «إن زيارة الوزير (داود أوغلو) تهدف إلى الاجتماع بالمعارضة السورية باسم 11 بلدا من أعضاء مجموعة أصدقاء سوريا». وأضاف أن الهدف ليس الضغط على المعارضة أو فرض إملاءات عليها للخروج من المأزق. وتابع «بالعكس نحن نريد توجيه رسالة دعم كامل للمعارضة السورية، ونحترم أي قرار تتخذه موحدة، ونريد رؤية نتائج ملموسة لاجتماعهم بأسرع ما يمكن».

وقالت معلومات من داخل الاجتماعات لـ«الشرق الأوسط» إن اتفاقا جديدا حصل على زيادة أعضاء الاتحاد بمعدل 28 شخصية، يذهب نصفهم لتجمع المعارض ميشال كيلو، والنصف الثاني لممثلي القوى الثورية. وأوضحت المعلومات أن «المجلس الوطني السوري سوف يحظى بحصته من النصف المتعلق بالقوى الثورية للمحافظة على نسبة الـ40 في المائة من مقاعد الائتلاف».

من جهتها، أكدت «القيادة العسكرية العليا» للجيش السوري الحر أن «شرعية» الائتلاف الوطني السوري المعارض «لن تؤخذ إلا من الداخل»، محذرة من محاولات «الالتفاف» على تمثيل قوى الداخل المدنية والعسكرية بنسبة 50 في المائة من مجموع عدد أعضاء الائتلاف. ولفتت القيادة في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى أنه «علمنا أن هناك تسويات حول توسعة الائتلاف الوطني السوري تتضمن إدخال عدد من السياسيين، ويقابلهم عدد مماثل من القوى الثورية العاملة على أرض الوطن». وأضافت «يهمنا التأكيد أن جميع القوى الثورية في سوريا ممثلة في القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الثورة السورية المنتخبة من القوى الثورية والعسكرية على الأرض، وأن هذه القيادة طالبت وتؤكد مطالبتها بتمثيلها كقوى ثورية وعسكرية بـ50 في المائة من الائتلاف الوطني». وحذرت من أن «أي محاولة للمماطلة والتشويش والالتفاف على التمثيل العسكري والثوري الشرعي في الداخل لن يكتب لها النجاح بأي شكل أو تحت أي ضغط»، مؤكدة أن «شرعية الائتلاف لن تؤخذ إلا من الداخل، وأي التفاف على القوى الثورية بتمثيلها بالنسبة المذكورة سوف يسحب منكم هذه الشرعية».

ورأى المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد أنه «حق طبيعي أن تتمثل قوى الثورة والجيش الحر» بنصف مقاعد الائتلاف. وشدد في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» من بيروت على أن هذا المطلب «لا يزيد أبدا من التعقيدات» التي يعانيها الائتلاف، محملا مسؤولية هذه الانقسامات «في الوقت الذي تتعرض فيه القصير وكل سوريا لأشرس هجمات النظام مدعوما بحزب الله» إلى «الجهات والشخصيات التي تهيمن على الائتلاف وتنسى كل معاناة أهلها». وأكد أنه «من غير المقبول أن يبقى هناك ثوار في الداخل يستشهدون ويدفعون الدم بينما هناك أشخاص يستثمرون هذا الدم وكل معركتهم الحصول على المناصب وتحقيق المكاسب الشخصية».

وعلق عضو المجلس الوطني والمكتب الإعلامي للائتلاف محمد سرميني على بيان قيادة الجيش الحر، معتبرا أن «الجميع يدعي تمثيل الداخل والقوى الثورية، والحقيقة أنه لا توجد جهة مهما كانت تمثل كل الحراك والشعب». وأضاف «لذا أرى أن المطلوب هو تشكيل جهة مهمتها فقط إسقاط النظام وإدارة المناطق المحررة». ولفت إلى أنه «على الرغم من أن القيادة العليا للجيش الحر منتخبة من المجالس الثورية والعسكرية على الأرض، فإن السؤال هو ما مدى جدواها على الأرض»، موضحا أن «هناك قوى أخرى هي التي تدير الأرض وليست من ضمن قيادة الأركان». ووصف سرميني الائتلاف بأنه «أشبه بحالة عقم»، متمنيا نتيجة أن «يستجيب الائتلاف لطلب القيادة العليا» بتمثيلها بنصف المقاعد. وشدد على أن «المسؤولية كبيرة»، آملا أن «نتعالى جميعا على الخلاف»، معربا عن تمنياته بأن يشكل «تمثيل القيادة العليا ومجموعة ميشال كيلو في الائتلاف فرقا»، مردفا «لكني بصراحة أشك في ذلك».

من جهته، قال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص أحمد القصير، لـ«الشرق الأوسط»، إن مطلب الجيش الحر محق، مضيفا «أنا أؤيد رفع تمثيل القوى الثورية والعسكرية في الداخل للنصف». وأشار إلى أن «القصير خير من يعرف ثقل هذه الخلافات» في المعارضة، معتبرا أن «الائتلاف لا يمثلنا إذا بقي غارقا في كل هذه الخلافات».

بدوره، قال مدير مركز حماه الإعلامي أبو الشهيد، لـ«الشرق الأوسط»، إن «غالبية الناشطين والناس في سوريا على الأرض مع هذا القرار. أنا أعيش في الداخل وأعرف ما أقول». وأضاف «نعم تمثلنا القيادة العليا للجيش الحر أما الائتلاف فإن تمثيله بات صفرا على الأرض». وأشار أبو الشهيد إلى أنه «في مظاهرات يوم الجمعة (اليوم) سترون إن شاء الله اللافتات عن الائتلاف والحالة التي وصل إليها».