كيري يضع تصورا لإشراك المملكة الأردنية في إدارة منطقة الأغوار

تشكل 26% من «الضفة».. السلطة ترفض التنازل عنها وإسرائيل تريد «استئجارها»

TT

وضع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تصورا جديدا لتجاوز الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي الحاد فيما يخص منطقة الأغوار التي طالما تسببت في فشل مباحثات سابقة. ويتركز التصور الجديد، على إشراك المملكة الأردنية كطرف ثالث في إدارة المنطقة.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، الإسرائيلية، إن كيري كثف في الأسابيع الأخيرة اتصالاته مع الحكومة الأردنية، وضغط باتجاه إشراك المملكة في القضية الأكثر تعقيدا بعد موضوع القدس. وثمة خلافات كبيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول الترتيبات الأمنية في المنطقة. وتريد إسرائيل السيطرة تماما على المنطقة الحدودية وترفض السلطة ذلك.

وعلى مدار أعوام طويلة من المفاوضات السياسية، ظلت إسرائيل تطرح موقفا متشددا، يستند إلى بقاء قواتها في المنطقة، لحماية أمنها من تسلل عناصر أو تهريب سلاح، وهو ما رفضه الفلسطينيون الذي يرون في الأغوار امتدادا وعمقا مهما للدولة العتيدة. وقالت «يديعوت أحرونوت»، إن «كيري نجح في إقناع الجانب الأردني بأن يكون جزءا من المعادلة الجديدة».

ويعتقد كيري أن وجود طرف ثالث محايد، قد يسهم في حل الخلاف بين الأطراف المختلفة. وأبلغ كيري وزيرة القضاء الإسرائيلي تسيبي ليفني، المكلفة بإدارة ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، وإسحاق مولخو، ممثل رئيس الحكومة الإسرائيلية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بهذه الأفكار، وناقشها معهم.

وكانت نقطة الخلاف متركزة حول الفترة الزمنية للإدارة الثلاثية المشتركة للمنطقة. وأصرت إسرائيل على 40 عاما، وقال الفلسطينيون إنهم لا يوافقون على مدة تزيد على 3 أعوام. ولم يتضح بعد طبيعة المهمات المشتركة للأطراف الثلاثة. وقالت «يديعوت أحرونوت» إنه سيتم بحث ذلك لاحقا أثناء التعمق في المفاوضات.

لكن هناك تصورا بأن يكون الوجود العسكري الفعلي على الأرض، لإسرائيل، مع وجود مقر مشترك للتنسيق الأمني يضم الأطراف الثلاثة.

وقالت مصادر في الخارجية الأميركية، إن هذه الفكرة جزء من سلسلة أفكار نقلها كيري إلى الأطراف الثلاثة في إطار سعيه لإطلاق مبادرة سلام. وينتظر أن يطرح كيري مبادرته الجديدة هذا الشهر، وهي مبادرة متكاملة تدمج بين المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وتشكل منطقة الأغوار 26 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وتعتبر أغنى مناطق الضفة بالموارد الطبيعية بما فيها آبار المياه الجوفية. وتسيطر إسرائيل على نحو 90 في المائة من هذه المنطقة وتحارب الفلسطينيين في التجمعات القليلة لهم. وتنظر إسرائيل إلى الأغوار كمحمية أمنية واقتصادية أيضا. وأكدت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، أن إسرائيل كانت تطرح في البداية استئجار الأغوار من السلطة، لفترة 99 عاما، لكن السلطة رفضت تماما حتى التفاوض حول ذلك، ثم خفضت المدة إلى 40 عاما على أن تجري بعدها مفاوضات أخرى، وكررت ذلك في اللقاءات الاستكشافية التي أجريت في المملكة الأردنية في 2012، وعادت السلطة ورفضت التخلي عن المنطقة، وهو ما أدى إلى انهيار المفاوضات آنذاك.

وطالما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن جيشه سيبقى على الحدود، وفي الأغوار، ورد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، (أبو مازن)، ورئيس وزرائه سلام فياض بالتأكيد أن السلطة لن تبني الدولة من دون الأغوار.

من جانبها، هاجمت حماس مجددا خطط كيري السياسية والأمنية والاقتصادية. ووصف إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة، أمس، محاولات كيري بـ«فيلم محروق». وقال: «تمر ذكرى الإسراء والمعراج علينا ومشاريع تصفية قضية فلسطين تتواصل وآخرها خطة جون كيري».

وأضاف هنية خلال خطبة الجمعة في مسجد عمر بن عبد العزيز في بيت حانون أمس، أنه «تحت ظلال المفاوضات، غير الاحتلال الكثير من المعالم في مدينة القدس المحتلة، وتسلل للمنطقة العربية والإسلامية، وشرعن الوجود على الأقل في نظر الرسميين والمطبعين والمتعاملين بمنطق الدونية أمام الأميركان والغرب». وأردف: «شعبنا عاش أكثر من 20 سنة في ظلال المفاوضات، فكانت المحصلة صفرا والرابح فيها المحتل». وتابع: «يريدون من الشعب الفلسطيني بيع الحقوق والثوابت مقابل رغيف الخبز وأن ينسى التضحيات والشهداء والأسرى على وقع ما يسمى السلام الاقتصادي والمال السياسي المغشوش».