احتجاز قيادي سلفي بمصر يشعل الصراع بين الإخوان وحزب النور

سلطات المطار سحبت جواز سفر الشيخ ياسر برهامي

الشيخ ياسر برهامي
TT

دعت قيادات سلفية في مصر لاجتماع عاجل للتصعيد ضد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، واتخاذ إجراءات قانونية تجاه الجهة المسؤولة عن توقيف الشيخ ياسر برهامي، مؤسس الدعوة السلفية مساء أول من أمس، بعدما تعرض لمضايقات أمنية في مطار برج العرب بالإسكندرية أثناء عودته من مناسك العمرة، لوضعه على قوائم ترقب الوصول. وردت جماعة الإخوان على هذه الواقعة بالقول على لسان الدكتور أحمد عارف المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان، لـ«الشرق الأوسط»، إن كثيرا من الإسلاميين كانوا على قوائم جهاز أمن الدولة منذ النظام السابق، مشيرا إلى ضرورة تنقية هذه الكشوف.

وقال مراقبون إن هذه الخطوة تسببت في تأجيج الصراع بين الإخوان وحزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية «بعد أن أدرك السلفيون محاولات الإخوان للسيطرة والهيمنة على جميع مؤسسات الدولة للانفراد بالحكم».

وأبدت القيادات السلفية التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»» مخاوفها من أن يكون احتجاز برهامي بداية لعودة الاستخدام السياسي من جانب السلطات لجهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقا). وقالت الدعوة السلفية، في بيان أصدرته في وقت سابق من الليلة قبل الماضية إن برهامي تفاجأ في أثناء عودته من السعودية بوضع اسمه على قوائم الترقب والوصول بمطار برج العرب، وقامت سلطات المطار باحتجازه فترة طويلة وسحب جواز السفر الخاص به دون سند قانوني، قائلة: «برهامي عندما طالبهم ببيان سبب الترقب والوصول قالوا هذا ليس من اختصاصنا».

وقال الدكتور هشام أبو النصر، وهو عضو في مجلس إدارة الدعوة السلفية بمصر، إنهم لا يعرفون حتى الآن الجهة المسؤولة عن توقيف الشيخ برهامي، وأضاف: «نريد أن نعرف هل المقصود بهذه الخطوة تصعيد الخلاف بين الإخوان والسلفيين؟ وهل هناك جهاز في الدولة له مصلحة في إفساد العلاقة بين الجانبين؟»، لافتا إلى أن الجميع يعرف أننا «لا زلنا نُحكم بالدولة العميقة (في إشارة إلى النظام السابق)».

وأضاف أبو النصر، وهو الأمين العام السابق لحزب النور، لـ«الشرق الأوسط»: «نرفض هذا الإجراء شكلا وموضوعا.. وندرس الاتصال بالرئاسة باعتبارها أعلى جهة مسؤولة في مصر عقب اجتماع قيادات الدعوة السلفية لتوضيح الموقف»، لافتا إلى أن التصعيد أمر مطروح لكن في انتظار وجود دليل يثبت تورط أحد في ذلك.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توقيف قيادي في الدعوة السلفية في المطارات المصرية؛ حيث سبق أن أوقفت سلطات مطار القاهرة خلال الشهر الماضي عمرو مكي مساعد رئيس حزب النور للشؤون الخارجية، بالإضافة إلى استمرار المضايقات التي يتعرض لها نشطاء حقوق الإنسان على أيدي أجهزة أمن الدولة بالمطارات، أثناء سفرهم أو عودتهم من الخارج.

وأرجع مراقبون التضييق على برهامي إلى هجومه على سياسة الإخوان والرئيس مرسي، وزيادة التقارب بين السلفيين وقيادات ليبرالية خلال الفترة الماضية، مستندين إلى أن بعض أعضاء التيار السلفي يرون أن الإخوان أساءوا للدين الإسلامي خلال فترة حكمهم للبلاد التي بدأت الصيف الماضي بفوز الرئيس مرسي بالرئاسة.

وبينما طالب الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بتنقية كشوف ترقب الوصول في المطارات، لكون غالبية الإسلاميين كانوا على قوائم الترقب في النظام السابق، كشف الدكتور عبد الله بدران، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى، عن أنه سيتقدم بطلب إحاطة عاجل لاستجواب وزير الداخلية، مؤكدا أن ما يتعرض له التيار السلفي الآن يحتاج إلى وقفة قوية، للتنديد ضد أفعال النظام الحالي.

وتوالت ردود الأفعال الغاضبة على توقيف برهامي، وأكد الناشط الحقوقي حافظ أبو سعدة مدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن احتجاز الشيخ ياسر برهامي في مطار برج العرب يعد عودة لتقييد حق التنقل للمعارضين، وشدد أبو سعدة في تغريده له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، على أن هذه الانتهاكات يجب أن تتوقف.

وقال ياسر حسان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن ما تعرض له الشيخ برهامي من مضايقات أمنية يؤكد ديكتاتورية الإخوان في السلطة، متوقعا أن تشهد المرحلة المقبلة تصاعد الانقسام بين الجماعة والدعوة السلفية، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن نظام الإخوان يمارس إجراءات تعسفية وقمعية ضد خصومه السياسيين منذ وصولهم للسلطة، وأن هذا الفعل يعد دليلا على وجود انقسام وتناقض واضح بين الإخوان وقيادات الدعوة السلفية لا سيما بعد أن أدرك السلفيون محاولات الإخوان للسيطرة والهيمنة على جميع مؤسسات الدولة المصرية للانفراد بالحكم.

وردت جماعة الإخوان تعليقا على اتهامها بالتسبب في توقيف برهامي، بقول الدكتور عارف، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نقف حتى الآن على حقيقة ما حدث مع الشيخ برهامي»، مرجحا سبب ما حدث في المطار، نتيجة استمرار الجهات الأمنية في التعامل مع الكشوف القديمة الملحقة على أجهزة الحاسب الآلي قبل الثورة والتي لم تتم تنقيتها»، لافتا إلى أن كثيرا من الإسلاميين كانوا على رأس هذه القوائم من قبل جهاز أمن الدولة. وطالب عارف الجهات الأمنية بتنقية الكشوف وأن تكون مثل هذه المواقف كاشفة لبعض الأشياء الموروثة من فترة قبل الثورة لتعديلها، مضيفا أنه تم توقيفه شخصيا منذ أسابيع في مطار القاهرة بسبب هذه الكشوف.