عودة الرحلات السياحية الإيرانية إلى مصر بعد 50 يوما من توقفها

القاهرة استقبلت فوجا وتنتظر فوجين آخرين اليوم

TT

استأنفت القاهرة أمس استقبال رحلات سياحية إيرانية على نحو مفاجئ بعد توقف دام نحو 50 يوما بسبب رفض قطاعات مصرية للسياحة الإيرانية. وقال مصدر بمطار أسوان الدولي (أقصى جنوب البلاد) إن طائرة مصرية وصلت أمس إلى مطار أسوان قادمة من طهران وعلى متنها فوج إيراني، فيما قال مصدر محلي مسؤول في أسوان إن أجهزة سيادية بدأت منذ يومين فقط جمع معلومات حول الرحلة.

وبدا أن استئناف الرحلات الإيرانية يجري بوتيرة عالية، حيث غادرت طائرة أخرى مطار القاهرة الدولي أمس متوجهة إلى طهران لنقل فوجين إيرانيين آخرين، بينما لا تزال قوى إسلامية ترفض استقبال السياحة الإيرانية، معتبرة أنه يفتح الباب أمام ما سمته «نشر الفكر الشيعي» في البلاد، وتعضيد النظام الإيراني للرئيس بشار الأسد في قمع ثورة السوريين.

وبدأت القاهرة في مارس (آذار) الماضي تشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة وطهران لأول مرة منذ 34 عاما لنقل السياح الإيرانيين، واستقبلت فوجا سياحيا إيرانيا واحدا فقط. وتحت ضغط من القوى السلفية تم تعليق الرحلات. وقال هشام زعزوع وزير السياحة المصري حينها إنه يسعى لإزالة مخاوف المعترضين وإن تعليق الرحلات أمر مؤقت.

ويرفض إسلاميون تدفق السياحة الإيرانية إلى بلادهم. وحذرت قيادات سلفية مما سموه «خطورة المد الشيعي». ودعوا إلى منع أي تواصل مع الشيعة قائلين إن بوابة المد الشيعي في مصر هي «السياحة الإيرانية».

وقال مصدر في مطار أسوان إن طائرة تابعة لشركة «آير ممفيس» وصلت أمس وعلى متنها فوج سياحي ضم 142 سائحا إيرانيا، في ثاني رحلة لها منذ بدء تسيير الخط الجوي المباشر بين القاهرة وطهران.

وقال مصدر محلي مسؤول في قطاع السياحة تحدثت معه «الشرق الأوسط» أمس إن «أجهزة سيادية بدأت قبل يومين فقط جمع المعلومات حول تلك الرحلة.. يبدو أنهم علموا بها متأخرا»، مشيرا إلى أن وزارة السياحة لا ترسل البيانات المتعلقة بالرحلات الإيرانية إلى الإدارات، وأنها تفضل متابعتها مع شركات السياحة مباشرة.

وفي غضون ذلك، قال مصدر في مطار القاهرة إن طائرة أخرى تابعة لشركة «آير ممفيس» توجهت إلى إيران دون ركاب يوم أمس، في إطار استئناف نقل السياح الإيرانيين إلى المزارات السياحية في جنوب البلاد، مضيفا أن الطائرة ستنقل فوجين سياحيين إيرانيين يضم الأول 69 إيرانيا والثاني 63 إيرانيا، ومن المنتظر أن تصل الرحلة الثالثة اليوم (السبت) إلى أسوان حيث سيقوم الفوجان برحلة نيلية بين الأقصر وأسوان في فنادق عائمة وزيارة المعالم الأثرية في جنوب مصر.

ولا توجد علاقات دبلوماسية كاملة بين القاهرة وطهران منذ عام 1979 بسبب اختلاف الرؤية الاستراتيجية لكل من مصر وإيران تجاه ملف عملية السلام وأمن الخليج، لكن جرت محاولات للتقارب بين البلدين بعد زيارات لكبار المسؤولين عقب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 الذي كانت إيران تعتبره خصما لها.

وقال مصدر في وزارة السياحة إن «طهران قبلت بالشروط المصرية لاستقدام السياح إلى أراضيها، مشيرا إلى أن من بين تلك الشروط قصر زيارة الوفود السياحية الإيرانية على الأماكن التاريخية بالأقصر وأسوان أقصى جنوب البلاد، وزيارة أهرامات الجيزة أيضا على أن تتولى شركات مصرية نقلهم وإعادتهم وأن يتم ذلك عبر أفواج بحيث لا يتخلف أحد.

وكان تقرير التنافسية في السياحة والسفر لعام 2013 قد أشار إلى تراجع مصر إلى المركز 85 من بين 140 دولة بعد أن كانت في المركز 75 في 2011. وتسعى الحكومة لجلب سياح من إيران ودول أخرى مثل الهند وشمال أفريقيا لتجاوز تراجع عائدات السياحة التي تعد أبرز مصادر الدخل القومي.

وكان زعزوع قد أدلى بعدد من التصريحات لوسائل إعلام إيرانية، قبل أسابيع، شدد فيها على رغبة مصر في عودة السياح الإيرانيين والتعاون مع طهران، إلا أنه عاد ونفى ما أوردته وكالة «فارس» الإيرانية على لسانه، بشأن إعادة النظر في إحياء مشروع مصري قديم عن «مسار آل البيت» والعتبات المقدسة بالقاهرة.