نجيرفان بارزاني: هذا عصر القوة الناعمة ونحن جزء من مسيرة التقدم الحضاري

برهم صالح وصف الجامعة الأميركية في حفل لها بأنها ملك للجميع

حديث هامس بين بارزاني وصالح («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت مناسبة حفل تخرج الدفعة الثانية للجامعة الأميركية في السليمانية، ثانية مدن إقليم كردستان العراق لقاء علنيا بين رئيس حكومة الإقليم الحالي نجيرفان بارزاني، والسابق برهم صالح. الاحتفال الذي جرى أول من أمس شهد تخرج 83 طالبة وطالبا وأشاد خلاله بارزاني بإنجازات فترة حكم صالح، مؤكدا أن «الجامعة الأميركية تأسست بجهوده وإصراره، وأن البرنامج الذي وضعه لتنمية القدرات البشرية سيتواصل من قبل حكومته لتحقيق هدفه الرئيس وهو إعداد الكوادر العلمية والإدارية المتقدمة بشتى التخصصات والمجالات».

وفي مستهل المراسم ألقى برهم صالح رئيس هيئة أمناء الجامعة كلمة أكد خلالها أن «هذه الجامعة هي مؤسسة غير ربحية، وهي ليست ملكا لأحد، بل هي ملك للمجتمع، الهدف من تأسيسها هو إعداد الكوادر العلمية المتقدمة وفقا للمناهج الدراسية المعتمدة بأرقى الجامعات الأميركية، وهذه المجموعة التي حققت حلمها بتلقي العلم في هذه الجامعة سيزج بهم بمعترك العمل النضالي لبناء المجتمع الديمقراطي»، وقدم صالح شكره وتقديره للداعمين لهذه الجامعة على رأسهم الرئيس طالباني والسفير الأميركي السابق لدى العراق خليلزاد ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني والمستثمرون ورجال الأعمال بالمدينة، لكنه خص بالشكر وزير الموارد الطبيعية آشتي هرامي لجهوده بانتزاع الدعم المادي لتأسيس هذه الجامعة من الشركات النفطية العاملة بكردستان.

من جانبه جدد نيجيرفان بارزاني دعمه للجامعة الأميركية، مشيرا إلى أنه «يشعر بارتياح وراحة بال وهو يرى شعبه قد اجتاز الكثير من المراحل الصعبة، وأصبح اليوم بمرحلة متقدمة من الرقي والتقدم»، مؤكدا أن «حكومة الإقليم ستواصل جهودها للارتقاء بواقع جامعاتها، وإتاحة الفرصة أمام الشباب للتسلح بالعلم والمعرفة، لأن العصر الحالي هو عصر (القوة الناعمة) وهناك تطورات ومتغيرات تحدث في مختلف مجالات الحياة، ونحن لا نريد أن نتخلف عنها، بل نصر على أن نكون جزءا منها، وهناك الكثير من الواجبات الملقاة على عاتق الحكومة سنؤديها، وعلى الآخرين من أساتذة الجامعات والنخب السياسية أن تشارك بدورها بهذه العملية لكي نتبوأ مقعدنا من المسيرة المتقدمة نحو الرقي الحضاري».

وتطرق بارزاني إلى الأزمة السياسية بالعراق وخاصة الشق المتعلق بخلافات أربيل وبغداد، وقال «هناك الكثير من المشكلات مع بغداد لم تحل لحد الآن، وتباحثنا بشكل صريح حولها في زيارتنا الأخيرة إلى بغداد مع السيد نوري المالكي، رئيس الحكومة الاتحادية، والأطراف الأخرى، وقلنا لهم إننا نأمل أن تحل تلك الخلافات التي ستمهد لحل بقية الأزمات في العراق، وهنا أود أن أؤكد مرة أخرى أن لنا حقوقا دستورية، وفي إطار هذا الدستور العراقي سنصر على تحقيق مطالبنا وحقوقنا التي لن نتنازل عنها مهما حدث».

وفي لقاء منفصل مع فيليب غوردان المساعد الخاص للرئيس الأميركي والمنسق الأعلى لشؤون البيت الأبيض أكد رئيس حكومة الإقليم «نحن نعتبر أنفسنا شركاء في العراق، وعلى الأطرف الأخرى أن تنظر إلينا كشريك، لأن عصر التهميش والإقصاء قد ولى، ونؤكد على أهمية فتح باب الحوار لحل مشكلاتنا، ونحن الآن بانتظار السيد رئيس الوزراء الاتحادي ليأتي إلى أربيل لنتباحث معه حول المشكلات والخلافات العالقة بيننا، والتي يجب أن لا تكون أي اتفاقات نعقدها بهذا الشأن على حساب الآخرين أو تثير مخاوفهم». داعيا الحكومة الاتحادية إلى التخلي عن عقلية التعامل بشكل دوني مع حكومته وقال «نحن نتطلع إلى حل خلافاتنا مع بغداد، هذا من أولويات حكومتي، ولكن إذا ظلت العقلية التي تتعامل بها الحكومة الاتحادية معنا، والتي تنظر إلينا كمتسولين وليس شركاء بهذا الوطن، فإن هذا الأمر غير مقبول لدينا بتاتا». ودافع بارزاني عن سياسة حكومته النفطية ورغبتها بعقد شراكة استراتيجية مع تركيا وقال «علاقاتنا مع تركيا هي علاقة إقليم كردستان وشعبه وتندرج في إطار علاقات العراق بتركيا، ونأمل أن تتسع هذه العلاقات لتشمل جميع أنحاء العراق بما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين. أما العقود النفطية التي وقعناها مع الشركات النفطية فهذا حق أقره لنا الدستور، والشركات التي تتعاقد معنا هي شركات معروفة عالميا، ومجمل نشاطاتها وأعمالها معرفة بموقع وزارة الموارد الطبيعية وكذلك بالمواقع الرسمية لتلك الشركات وبأقصى درجات الشفافية، وأحب أن أطمئن الجميع كرئيس الحكومة بأن العملية شفافة تماما ولا داعي للقلق، ونحن فعلا تسلمنا أموالا من الشركات وصرفناها على مشاريع بجميع أنحاء كردستان وسنستمر بسياستنا هذه إلى حين التوصل مع الحكومة الاتحادية إلى اتفاقات تضمن لكل طرف حقوقه الدستورية».