مقاتلو المعارضة يخترقون حصار القصير.. ومتظاهرون يضعون خطوطا حمراء لـ«جنيف2»

الائتلاف يضم 43 عضوا جديدا ويؤجل انتخاب رئيسه

مظاهرة حي طريق الباب في حلب في جمعة مبادئ الثورة خطوطنا الحمراء (مركز حلب الإعلامي)
TT

تمكن مقاتلو المعارضة السورية أمس من كسر الحصار المفروض على مدينة القصير، وسط البلاد، منذ 10 أيام، ودخل مئات منهم إلى المدينة مخترقين صفوف القوات النظامية الموجودة على الجانب الشمالي الشرقي للمدينة، ومقاتلي حزب الله اللبناني المتمركزين في الجانب الغربي الجنوبي للقصير. وقال المركز الإعلامي السوري إن «تعزيزات من لواء التوحيد والمجلس العسكري بحلب تمكنت من اختراق الحصار المفروض على مدينة القصير بريف حمص، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي حزب الله اللبناني الذين يحاصرون المدينة منذ أكثر من 10 أيام». فيما أشار جورج صبرة الرئيس المؤقت للائتلاف الوطني إلى أن 1000 مقاتل من الجيش الحر وصلوا القصير للدفاع عنها. وأفاد مصدر في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «مقاتلين من لواء التوحيد والمجلس العسكري بحلب، إضافة إلى كتائب من (شهداء سوريا) المتمركزة في إدلب تمكنوا من خرق الحصار المفروض على القصير بعد تمركزهم على مشارف المدينة لمدة طويلة».

ولفت المصدر إلى أن «استراتيجية المعارضة في القصير تتمثل في مرحلتين؛ الأولى كسر الحصار عبر ضربات موضعية وفتح خطوط الإمداد إلى مقاتلي الداخل ثم مرحلة ثانية تبدأ بصد هجمات حزب الله».

وفي مقابل تعزيزات «الحر»، أفاد المرصد السوري أن «حزب الله وقوات الحرس الجمهوري الخاصة أرسلا تعزيزات إلى مدينة القصير». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «الاستعدادات تظهر أن القوات السورية مدعومة من عناصر حزب الله تحضر لعملية على نطاق واسع»، مشيرا إلى تعرض المدينة للقصف بالطيران الحربي الذي نفذ ما لا يقل عن 5 غارات جوية.

إلى ذلك، قال التلفزيون السوري أول من أمس إن امرأة أميركية، تدعى نيكول مانسفيلد، لقيت حتفها في القتال مع قوات المعارضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، وأكدت الخبر عائلة مانسفيلد، 33 عاما، إذ قالت لوكالة «رويترز» للأنباء «إنني منهارة. من الواضح أنها كانت تقاتل مع قوات المعارضة». وأضافت أن مكتب التحقيقات الاتحادي أبلغها بوفاة ابنة أخيها، وهي من فلينت بولاية ميتشيغن، واستدركت بقولها أنها لا تعرف تفاصيل كيف توفيت.

وفي موازاة معارك القصير، خرجت مظاهرات في الكثير من المناطق السورية التي تخضع لسيطرة المعارضة تحت شعار «مبادئ الثورة وخطوطها الحمراء» حيث تجمع سكان منطقة بستان القصر بحلب ورفعوا لافتات كتب عليها «لا أحد يمثلني الكل يمثل علي»، إضافة إلى مظاهرات في حمص ودير الزور وإدلب. وقال الناشط أبو غازي الحموي المقيم في مدينة حماه وسط سوريا إن «هذه المظاهرات هدفها التأكيد على ثوابت الثورة ومبادئها الداعية إلى إسقاط النظام ووقف القتل وتفكيك الأجهزة الأمنية وإطلاق سراح المعتقلين»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «المظاهرات هي رسالة للمعارضة قبل أن تكون للنظام لتحذيرها بعدم التفريط بتضحيات السوريين».

سياسيا، تمكن المشاركون في اجتماعات الائتلاف في مدينة إسطنبول التركية من تجاوز خلافاتهم المتعلقة بتوسعة العضوية بضم 43 عضوا جديدا ليصبح عدده 114 منهم 8 سيدات، في حين أعلن عن تأجيل انتخاب رئيس للائتلاف حتى يونيو (حزيران) المقبل وعدم المشاركة في مؤتمر جنيف2 في ظل «غزو ميليشيات إيران وحزب الله للأراضي السورية».

ومن بين الـ43 عضوا جديدا الذين جرى انتخابهم، 15 من هيئة الأركان، و14 من الحراك الثوري، وكذلك قائمة بـ14 عضوا تتبع للمعارض ميشيل كيلو. وكان الجيش السوري الحر والحراك الثوري طالبا في وقت سابق بنصف مقاعد الائتلاف المعارض. واعتبر المنسق الإعلامي والسياسي في «الجيش السوري الحر» لؤي المقداد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «خطوة توسعة الائتلاف هي في الاتجاه الصحيح»، مشيرا إلى أن «المكون العسكري في الثورة يشعر بالارتياح لما جرى»، وكشف المقداد أن «هيئة الأركان في صدد عقد اجتماعات خلال الأيام المقبلة لتحديد ممثليها في الائتلاف على أن تعلن عنهم فور تحديدهم».