جيزي بارك: 600 شجرة تؤرق الحكومة التركية

TT

بدأت بوادر الاحتجاج ضد الحكومة التركية يوم الاثنين الماضي، مع تجمهر عشرات من الناشطين الأتراك في حديقة «جيزي بارك» القريبة من ميدان التقسيم لمنع جرافات بلدية إسطنبول من اقتلاع نحو 600 شجرة ونقلها إلى مكان آخر في إطار مخطط لتطوير المنطقة بدأ منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي يقضي بتحويل مسار السيارات إلى تحت الأرض وتحويل المنطقة العلوية إلى ممر للمشاة.

وتسري شائعات بأن السلطات التركية تنوي بناء مركز تجاري في المكان بالإضافة إلى مسجد كبير قرب الميدان الأكثر شهرة الذي يؤدي إلى شارع الاستقلال الذي يتجول فيه يوميا مئات الآلاف من السياح في مشهد يعكس الطبيعة السياحية للشارع الذي تنتشر على جانبيه المئات من المتاجر والمطاعم وغالبية رواده هم من الأجانب.

وأتى تدخل الشرطة التركية مساء الجمعة ليقلب الأمور رأسا على عقب، إذ عمد رجالها إلى إخلاء المنطقة بالقوة مستخدمين الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، ما أثار حفيظة الناس وشجع آخرين على الانضمام إلى الاحتجاجات، خصوصا من قبل أنصار المعارضة، وتحديدا حزب الشعب الجمهوري الذي أقام مساء أمس مهرجانا مركزيا في الساحة تحدث فيه رئيسه كمال كليتشدار أوغلو.

ويعتقد كثيرون أن الشرطة «بالغت في رد فعلها»، حيث تداول ناشطون أتراك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أن الشرطة المحلية أصيبت بنقص في قنابل الغاز لكثرة ما استعملتها. وقال هؤلاء إن الشرطة كانت تنادي وحداتها للمطالبة بالتقنين في استخدام هذه القنابل، فيما أشارت بعض المعلومات إلى أن 5 أشخاص فقدوا البصر بسبب تعرضهم لهذه القنابل.

ويبدو أن الاحتجاجات اندلعت أيضا بدافع آخر، وهو قانون يقيد المشروبات الكحولية في تركيا التي تشتهر بانفتاحها في هذا المجال. وهو قانون ينص على منع بيع المشروبات الكحولية بعد العاشرة مساء ومنع شربها في الأماكن العامة ومنع فتح متاجرها بالقرب من دور العبادة والمدارس والجامعات.