20 صاروخا وقذيفة على البقاع اللبناني والحدود مصدرها من الداخل وسوريا

رئيس بلدية بعلبك يحذر من الفتنة وينفي استهداف مقام شيعي

جنود لبنانيون ورجال أمن يعاينون أمس موقع سقوط قذيفة في بلدة سرعين بوادي البقاع أطلقت من الأراضي السورية (رويترز)
TT

تشهد الساحة اللبنانية محاولات عدة لتوتير الوضع الداخلي بشكل يومي، على إيقاع تساقط قذائف سوريا على الأراضي اللبنانية الحدودية عدا عن إطلاق صواريخ وصلت أمس إلى عمق منطقة البقاع ويعتقد أنها أطلقت من داخل لبنان. ودفع سقوط القذائف والصواريخ، التي وصل مجموعها إلى 20، بكثيرين إلى السؤال عن مصدر هذه الصواريخ وهدف مطلقها، خصوصا أن القوى الأمنية أوقفت 4 سوريين للتحقيق معهم.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، وهي وكالة الأنباء الرسمية في لبنان، عن سقوط أربع قذائف على السلسلة الشرقية في منطقة الشعرا بين بلدتي سرعين التحتا والفوقا في منطقة البلاطة البقاعية عند الثانية والنصف من ليل الجمعة - السبت، مصدرها الجانب السوري. واقتصرت الأضرار على الماديات، وبعض الحرائق الطفيفة في الحشائش، تمكنت أجهزة الدفاع المدني من إخمادها.

وارتفع عدد الصواريخ التي أطلقت على جرود بريتال والناصرية والنبي شيت إلى 16 صاروخا، بحسب الوكالة، التي أفادت بتوقيف 4 سوريين للتحقيق معهم. وفي مدينة بعلبك، أفادت الوكالة ووسائل إعلام لبنانية عدة عن إطلاق مجهولين فجر الجمعة - السبت الرصاص على مقام السيدة خولة الشيعي، الواقع على المدخل الجنوبي للمدينة، مما أدى إلى إصابة المقام برصاصات عدة وإحدى السيارات المتوقفة بجانبه.

لكن رئيس بلدية بعلبك هاشم عثمان نفى لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه الأنباء، وقال إنها «عارية عن الصحة»، مبديا أسفه «لاستناد وسائل الإعلام إلى رسائل قصيرة وخدمة «الواتس آب» لاستقاء أنباء تبين أنها غير صحيحة إطلاقا». وأشار إلى أن سكان المدينة الذين يقطنون قرب المقام لم يسمعوا أي أصوات طلقات نارية، كما تم التحقق من المقام من دون أن تظهر آثار أي رصاصات»، مشددا على وجوب «توخي الدقة والحذر في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه لبنان والمنطقة».

وأبدى عثمان كذلك أسفه «لتداول أسماء متهمين من الطائفة السنية الكريمة، في محاولة لإشعال الفتنة والخلاف»، معتبرا أن «كل صاحب ضمير في هذا الظرف مدعو للحذر ولاتخاذ موقف عقلاني وحدوي، انطلاقا من رفضنا للفتنة من منطلقات عدة، دينية وأخلاقية ووطنية وعروبية». ووصف إطلاق الصواريخ على القرى المتاخمة لمدينة بعلبك بأنها «رسائل»، وقال إن مصدرها، وفق المعطيات المتوفرة، من داخل لبنان، مشيرا إلى «من يحاول ليل نهار إشعال الفتنة ونقل التوتير الأمني إلى لبنان».

وكان قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، قد التقى في مكتبه في اليرزة أمس أمين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، وتناول البحث الأوضاع على الحدود اللبنانية - السورية. كما عرض مع مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في الشؤون الأمنية والتعاون بين المؤسستين.

وتتزامن الاعتداءات على الحدود والبقاع مع سلسلة حوادث فردية، تؤكد غياب هيبة الأجهزة الأمنية لدى المواطن اللبناني، حيث لا يمر يوم من دون حوادث إطلاق نار وخلافات فردية في مناطق عدة لأسباب غالبا ما تكون شخصية أو نتيجة خلاف فردي أو بسبب أفضلية مرور. وتحفل الصفحات الأمنية في المواقع الإلكترونية والصحف بحوادث مماثلة. ففي منطقة بعلبك أمس، أطلق شاب من آل المصري النار في كاراج لتصليح السيارات في بلدة دورس على خلفية تصليح سيارة، على كل من أسامة وكمال الدبس، فأصيب الأول برجله والثاني بوجهه ونقل الجريحان إلى مستشفى دار الأمل الجامعي للمعالجة.

وفي منطقة البداوي في طرابلس، شمال لبنان، تعرض الزميل المصور في وكالة الصحافة الفرنسية غسان سويدان للاعتداء بالضرب من قبل مجهولين، إثر عودته إلى منزله في منطقة البداوي ونقل إلى المستشفى بحالة حرجة. وعلى الفور حضرت الأجهزة الأمنية وقوى الأمن الداخلي وبدأت التحقيقات لكشف الفاعلين.

وفي طرابلس أيضا، اعتدى مجهولون مسلحون على حارسين أمام مستشفى المنلا، حيث أطلقا النار في الهواء وأبرحا الحراس ضربا. وقال مدير المستشفى أسامة الخطيب «أنه لم يتمكن من معرفة الأسباب الحقيقية للاعتداء المرفوض»، مطالبا الأجهزة الأمنية «بوضع نقطة عسكرية أمام كل مستشفيات المدينة لردع الاعتداء عليهم».

وفي حادث أمني من نوع آخر، أفاد موقع «لبنان الآن» أنه خلال تشييع «حزب الله» أحد عناصره الذين سقطوا في القصير في سوريا، أصيبت مواطنة بطلق ناري بينما كانت ترمي الأرز عن شرفة منزلها الكائن في تحويطة الغدير وسرعان ما فارقت الحياة.

وفي غضون ذلك، تعرضت سيارة رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ أحمد العمري إلى اعتداء من مجهولين، وهي متوقفة أمام منزله في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وعلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل، اعترض الجيش الإسرائيلي صباح أمس على قيام جرافة لبنانية بتنظيف مجرى نهر الوزاني بمحاذاة منتجع الحصن، بحجة أن الخط الأزرق يمر وسط مجرى النهر، وأبلغ الجيش الإسرائيلي قوات اليونيفيل اعتراضه، مطالبا بوقفها، وقد أجرت اليونيفيل اتصالات عاجلة مع الجيش اللبناني لتفادي أي تداعيات سلبية.

وشهدت منطقة الوزاني حالة من التوتر إثر ذلك، بعد أن اجتازت قوة مشاة إسرائيلية ضمت 10 عناصر السياج الشائك ولمسافة أكثر من 100 متر في اتجاه منطقة متحفظ عليها من قبل الجيش اللبناني مشرفة على مجرى النهر، مما أدى إلى استنفار لدى الجيش اللبناني وقوات الطوارئ التي أرسلت تعزيزات إلى المنطقة.