غضب مرشحي الرئاسة الإيرانية بسبب التنظيم «المهين» لمناظرة في التلفزيون الرسمي

أحمد توكلي: أشعر بالصدمة لأن المرشحين قد تسامحوا ولم ينسحبوا من الأستوديو

مرشح الرئاسة الإيرانية حسن روحاني يرفع «مفتاحا» رمزه الانتخابي في مؤتمر صحافي بطهران أمس (أ.ب)
TT

يواجه التلفزيون الرسمي الإيراني اتهامات بالسعي عمدا لإذلال مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية في أول مناظرة بين المرشحين على الهواء مباشرة. وقد عقدت المناظرة أول من أمس (الجمعة) بين الثمانية المرشحين، الذين طلب منهم أن يجلسوا بجوار بعضهم البعض والإجابة على الأسئلة فيما لا يزيد على 90 ثانية، وفي حالات أخرى كان يقدم للمرشح إجابات للاختيار من بينها أو الإجابة فقط بنعم أو بلا.

وسخرت معظم الصحف الإيرانية من المناظرة ووصفتها بأنها «برنامج مسابقات» و«برنامج ألعاب أسبوعي» ممل ومثير للضحك. وركزت المناظرة بشكل أساسي على السياسات الاقتصادية بهدف معرفة رأي كل مرشح في الكثير من الموضوعات المتعلقة بالاقتصاد. واستمرت المناظرة لمدة أربع ساعات وكانت مقسمة إلى جزأين: الجزء الأول يمنح كل مرشح ثلاث دقائق لعرض وجهة نظره و90 ثانية للدفاع عن آرائه.

وعبر أحمد توكلي، الذي خاض الانتخابات الرئاسية مرتين في 1989 و1993، عن دهشته من طريقة المناظرة، مشيرا إلى أنها «تهين الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية»، وفقا لما أعلن عنه موقع «خبر أون لاين».

وأضاف توكلي: «أشعر بالصدمة لأن المرشحين قد تسامحوا مع المناظرة بشكلها المهين ولم ينسحبوا من الأستوديو».

وأصدرت الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي المعتدل حسن روحاني، الذي زادت شعبيته بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة، بيانا يحتج على انحياز التلفيزيون الرسمي ضد روحاني. وقال البيان: «لقد شهدنا للأسف مزيجا من التزوير والتضييق والوصف الكاذب السلبي من جانب التلفزيون الرسمي تجاه روحاني. التلفزيون هو مؤسسة عامة ويجب أن تلتزم بالحياد تجاه جميع الحملات الانتخابية».

وكانت شعبية روحاني قد زادت بصورة كبيرة، حيث ينظر إليه في بعض الدوائر الانتخابية على أنه المرشح الوحيد الذي يمتلك تاريخا حافلا في مجال السياسة الخارجية ولديه القدرة على إدارة هذا الملف بصورة جيدة، علاوة على أنه لا يرتبط بالإصلاحيين أو بمعسكرات المعارضة.

إضافة إلى هذا، يعد روحاني واحدا من بين اثنين قام المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بتعيينهما في مجلس الأمن القومي الأعلى، وهو ما يحصنه ضد تكتيكات المناوشات المعتادة التي يستخدمها الراديكاليون لتدمير خصومهم السياسيين في إيران.

واعترض روحاني على مدير المناظرة ووصف البرنامج بالإهانة للمرشحين الرئاسيين والشعب الإيراني. لكن مدير الجلسة مرتضى حيدري رفض احتجاجات وشكاوى المرشحين مؤكدا على أن «شكل المناظرة تم الاتفاق عليه بعد استعراض 20 سيناريو مختلفا وعقب ساعات من المشاورات».

كما احتج محسن رضائي، القائد السابق لقوات الحرس الثوري، والذي يدخل السباق للمرة الثالثة على الطريقة التي أديرت بها المناظرة مؤكدا على أن أحد المرشحين الثمانية سيكون الرئيس القادم لإيران، ولذا ينبغي عدم السعي لإهانتهم.

كما انتقد عماد أفروغ نائب البرلمان السابق وعالم الاجتماع المناظرات الرئاسية مشيرا إلى الأبعاد المتعمدة لهذه القضية، وبحسب أفروغ، فقد دمر التلفزيون الرسمي الثقة بين الشعب والدولة.

وحذر أفروغ من أن «مناقشات مزورة كهذه ستؤدي إلى تنامي انعدام الثقة وتراجع المشاركة».

من جانبه قال ناصر سراج، ممثل المدعي العام الإيراني في اللجنة المنظمة لحملة الانتخابات الرئاسية، إن ردود الأفعال على مناظرة أول من أمس ستتم مراجعتها، مشيرا إلى إمكانية إدخال تغييرات مستقبلية على شكل المناظرات.

وأبدى المعلقون السياسيون نوعا من الحيرة بعد مناظرات يوم الجمعة ووجه كل المحللون السياسيون والإعلاميون انتقادات لشكل المناظرة. حتى أن بعض القنوات الإخبارية توقعوا أن تكون المناظرة الأولى قد خرجت بهذه الصورة المتعمدة لهز صورة الرئيس في عيون الناخب الإيراني.

تتفق هذه الآراء مع الدعوات التي صدرت عن بعض السياسيين الإصلاحيين لمراجعة الدستور الإيراني بهدف إلغاء منصب الرئيس واستبداله بنظام رئاسة الوزراء، وبالتالي تجنب عملية الانتخابات الرئاسية.