وزير الدفاع الأميركي: لن نتخلى عن دورنا في آسيا بدافع اقتطاعات «الدفاع»

هيغل يهاجم الصين حول التجسس الإلكتروني ويشدد على التحالف مع سيول ضد بيونغ يانغ

(من اليمين) وزير الدفاع الأسترالي ستيفن سميث، ونظيراه الأميركي تشاك هيغل والياباني أتسونوري أونوديرا، يضعون أياديهم معا خلال اجتماع ثلاثي على هامش مؤتمر «شانغري-لا» حول الأمن، في سنغافورة أمس (رويترز)
TT

انتهز وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل فرصة انعقاد منتدى حول الأمن الآسيوي، في سنغافورة، وشدد على التزام بلاده بدورها في المنطقة رغم الاقتطاعات العسكرية كما وجه اتهامات إلى الصين بالتجسس الإلكتروني. وحدد هيغل في كلمة له الخطوط العريضة لسياسة بلاده تجاه أصعب القضايا الأمنية في المنطقة مثل المساعي الكورية الشمالية لتطوير أسلحة وصواريخ نووية والمطالب المتعارضة للسيادة على مناطق بحرية تقع حول الصين.

قال هيغل أمس إن الجيش الأميركي سيخصص مزيدا من القوة الجوية والقوات البرية والأسلحة المتطورة لمنطقة آسيا والمحيط الهادي، مشددا على أن الولايات المتحدة ستواصل عملية «إعادة التوازن» في الوسائل العسكرية الأميركية في المنطقة على الرغم من الاقتطاعات الآلية في ميزانية البنتاغون والتي قد تصل إلى 500 مليار دولار على مدى عشر سنوات. وقال إنه «سيكون من التهور تصور أن التزامنا في آسيا لا يمكن أن يستمر، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار أنه حتى في أقصى السيناريوهات المرتبطة بالميزانية، سيبقى الجيش الأميركي يمثل 40 في المائة من نفقات الدفاع العالمية». وسيتمركز نحو 60 في المائة من السفن الأميركية في المحيط الهادي في المستقبل. وهذا الأمر ينطبق حاليا على 60 في المائة من طائرات سلاح الجو الأميركي غير المتمركزة على الأراضي الأميركية. وستنشر أحدث منظومات الترسانة الأميركية في المنطقة أولا ومن بينها القاذفة المقبلة التي تتسم بشعاع عمل طويل، وغواصة هجومية إضافية في غوام وطائرات «إف-35»، بينما سيتواصل تطوير تدريبات مع القوات المسلحة الآسيوية. وفي تصريحات موجهة إلى السلطات الصينية قبل قمة بين الرئيسين باراك أوباما وشي جينبينغ الأسبوع المقبل، قال هيغل أمام كبار مسؤولي الدفاع المشاركين في تجمع «شانغري-لا»، بينهم ضباط عسكريون صينيون، إن «الولايات المتحدة عبرت عن قلقها من التهديد المتزايد لعمليات الاختراق الإلكترونية التي يرتبط بعضها بالجيش والحكومة الصينية على ما يبدو». وأضاف: «علينا الاعتراف بالحاجة إلى قواعد سلوك مشتركة في عدد كبير من المجالات»، مؤكدا في الوقت نفسه أن تشكيل مجموعة عمل أميركية - صينية حول الإنترنت «أمر إيجابي». وكان هيغل قال لصحافيين رافقوه على طائرته في طريقه إلى الاجتماع إن «المخاطر الإلكترونية حقيقية وهي خطيرة للغاية. إنها على الأرجح مثل أي خطر غادر وحقيقي على الولايات المتحدة، وبالمناسبة على الصين أيضا وكل الدول». واعتبر أن الصراع الإلكتروني يمكن أن يؤدي إلى «نتائج بشكل كامن وخفي وغادر» تتفاوت ما بين تعطيل شبكات الطاقة إلى تدمير الأنظمة المالية إلى إيقاف شبكات الدفاع. وكان البنتاغون تحدث في تقرير قدمه إلى الكونغرس مطلع مايو (أيار) الماضي عن حملة واسعة للتجسس المعلوماتي تقوم بها بكين لجمع تفاصيل عن البرامج الدفاعية الأميركية. وتأتي اتهامات هيغل بعد أيام من الإعلان عن نجاح قراصنة صينيين في اختراق أنظمة معلوماتية تتضمن معطيات عدة أنظمة أميركية للأسلحة. ونفت بكين كل هذه الاتهامات. وقال هيغل، من جهة أخرى، إن زيادة الاتصالات بين العسكريين الأميركيين والصينيين يثير الأمل في إضفاء «الوضوح على النيات الاستراتيجية المقبلة لكل من الجانبين». وسيستقبل وزير الدفاع الأميركي نظيره الصيني شانغ وانكوان في البنتاغون في أغسطس (آب) المقبل. كما أكد مجددا أن واشنطن ترحب بتحمل الصين مسؤولياتها في المنطقة وأن الاستراتيجية الأميركية ليست موجهة ضد الصين. وعلى الرغم من هذه التأكيدات، قال أحد أعضاء الوفد الصيني الجنرال ياو يونغو لوزير الدفاع الأميركي إن «الصين ليست مقتنعة» بذلك. وأعلن هيغل من ناحية أخرى أنه دعا وزراء دفاع مجموعة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) لعقد أول اجتماع تستضيفه الولايات المتحدة في هاواي هذا الأسبوع.

وعلى هامش المؤتمر، عقد هيغل اجتماعا مع نظيره الكوري الجنوبي كيم كوان جين، وتعهدا بالحفاظ على التحالف بين بلديهما لردع تهديدات محتملة من جانب كوريا الشمالية. وقال نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي ليم كوان إن هيغل وكيم اتفقا خلال الاجتماع على أن الاستفزازات والتهديدات من كوريا الشمالية غير مقبولة، وأن بيونغ يانغ ستواجه فقط مزيدا من العزلة إذا واصلت تطوير برنامجها النووي. وأضاف أن «الجانبين اتفقا على دعم العلاقات العسكرية لتطوير موقف ردع مشترك ردا على الأسلحة النووية والتقليدية الكورية الشمالية».