الاتحاد الوطني الكردستاني يحتفل بذكرى تأسيسه الـ38 بغياب طالباني

الطبيب الخاص للرئيس العراقي: باستطاعته العودة لمزاولة مهامه الرئاسية

TT

لأول مرة منذ تأسيسه، احتفل الاتحاد الوطني الكردستاني بذكرى تأسيسه بغياب أمينه العام الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يعالج في أحد مستشفيات ألمانيا من تداعيات جلطة دماغية ألمت به أواخر العام الماضي ألقت بظلالها على أوضاع حزبه وإقليم كردستان والعراق بشكل عام.

في غضون ذلك، أكد الدكتور نجم الدين كريم، محافظ كركوك والطبيب الخاص للرئيس طالباني «أن صحة الرئيس جيدة جدا، وأن الأطباء الألمان اتصلوا به وأكدوا حدوث تحسن ملحوظ في صحة طالباني، وبحسب حديث الفريق الطبي فإن الرئيس طالباني سيستطيع عند عودته إلى الوطن أن يمارس مهامه الرئاسية بشكل طبيعي».

وانطلقت احتفالات شعبية صاخبة في مدينة السليمانية الليلة قبل الماضية بالذكرى الـ38 لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني، في حين تجمهر عدد محدود من أنصار الحزب أمام مقر مكتبه السياسي في أربيل.

وكان الاتحاد الوطني قد تأسس في الأول من يونيو (حزيران) 1975 من قبل هيئة مؤسسة ضمت إلى جانب الرئيس طالباني كلا من نوشيروان مصطفى، الرئيس الحالي لحركة التغيير المعارضة وعادل مراد، رئيس البرلمان الحزبي للاتحاد والدكتور فؤاد معصوم والدكتور كمال فؤاد وعبد الرزاق فيلي، وأرسلت أول مفرزة مسلحة له إلى جبال كردستان في نفس اليوم ليعلن هناك انطلاق الثورة الجديدة التي جاءت بعد انتكاسة ثورة سبتمبر (أيلول) التي قادها الزعيم الكردي الكبير الملا مصطفى بارزاني والد الرئيس الحالي للإقليم مسعود بارزاني.

وأصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني بيانا بالمناسبة جاء فيه أن «الاتحاد الوطني الكردستاني تأسس في خضم أيام عصيبة جدا ومرحلة غاية في الصعوبة والخطورة عقب انتهاء ثورة سبتمبر، إذ كان شعبنا يواجه حينذاك تهديدات جادة تهدف إلى محو هويته القومية واقتلاع الشعب الكردي من جذوره، وانتهاج سياسة الترحيل والإبعاد إلى مناطق وسط وجنوب وغربي العراق، والتهديد بترويض شعبنا وجعله فاقدا للإرادة.

في تلك الأيام، دعا الاتحاد الوطني الكردستاني إلى النهوض والدفاع وعدم الاستسلام، ولا شك أن النهوض بعد النكسة لم يكن بالأمر الهين والبسيط، إذ كان الأعداء وحتى الأصدقاء وأغلبية شعبنا، يعتبرون تلك النهضة أمرا مستحيلا، ولكن الاتحاد الوطني وقادته جعلوا من المستحيل واقعا، ومع قلة عدد الذين كانوا يعقدون الأمل على هذه النهضة ويؤمنون بإرادة الشعب في البداية، إلا أنه سرعان ما أصبح الهدف المشروع والطريق المشرق للاتحاد الوطني الكردستاني، نبراسا أضاء الطريق أمام شعبنا».

وتابع البيان: «إن المنطقة تمر اليوم بمرحلة تاريخية نادرة، ليس فقط في جنوب كردستان بل على مستوى الشرق الأوسط عامة، وذلك بالتوازي مع الأحداث المتسارعة والمتغيرات الحاصلة في المنطقة، فمن جهة تتهيأ فرص الحل السلمي لقضية شعبنا في شمال كردستان (تركيا) بعد نحو 90 عاما من الاضطهاد والقمع، ونعتبر دعم هذه الفرصة واجبا قوميا وديمقراطيا، ومن جهة أخرى تشهد الأوضاع في غرب كردستان (سوريا) تطورات هامة تبعث الأمل، والاتحاد الوطني يدعم بقوة إرادة واستقلال القرار السياسي الموحد في ذلك الجزء من كردستان». وتطرق البيان إلى أوضاع العراق، وأشار «لقد ابتلي العراق عامة بأزمات عميقة، حيث تجرد البلد من مفاهيم الشراكة والتوافق ومفهوم الدولة نفسها، عن قصد، ونحن نعتقد أنه بانعدام الشراكة والتوافق وإهمال الدستور والاتفاقات السابقة بين الإقليم وبغداد، يتعرض مستقبل العراق إلى خطر جدي، خصوصا وأن علامات الحرب الطائفية بدأت تظهر يوما بعد آخر على المشهد الأمني والسياسي والاجتماعي، ونرى أنه فقط بالعودة إلى الدستور والالتزام بالاتفاقات الموقعة، يمكن بناء الثقة التي يمكن من خلالها تهيئة الأجواء للحوار بين المكونات القومية والدينية والمذهبية والسياسية في العراق».

وحول الوضع بكردستان قال البيان: «بالنسبة لكردستان العراق، فضلا عن وجود مشكلات مع بغداد وخلق المشكلات والتوترات في المناطق الكردستانية الواقعة خارج الإقليم، يشهد داخل الإقليم نقاشات وتجاذبات حول عدة مواضيع وملفات رئيسية وغير رئيسية، ما يلاحظ منها حتى الآن أنها تتجه، مع الأسف، نحو محاور وتخندقات شديدة. يؤمن الاتحاد الوطني إيمانا راسخا بالأسس والمبادئ واللعبة الديمقراطية، لكنه ينظر إلى المرحلة الحالية بوصفها مرحلة تحول، على ضوء المستجدات الدولية والإقليمية والعراقية والمحلية، ويرى ضرورة استعداد شعب كردستان لكل الاحتمالات بصف موحد، وهذا الاستعداد يتحقق في نظر الاتحاد الوطني بالتفاهم والتوافق الوطني، وقد كثف جهوده بهذا الاتجاه، لكي يتم التعامل بمرونة مع التنافس والصراعات والاختلافات السياسية في كردستان وألا ندعها تصل إلى طريق مسدود. إن فهم الاتحاد الوطني للتوافق الوطني هو إنه مع وجود الاختلافات والمصالح المختلفة بين الأطراف السياسية، هناك أيضا مصالح مشتركة، وهي المصالح الوطنية التي ينبغي لنا جميعا أن ننظر إليها كأرضية مشتركة ونحقق من خلالها التوافق الوطني حول الدستور والانتخابات».

من جانبه هنأ مسعود بارزاني، رئيس الإقليم حليفه الاتحاد الوطني وقال في برقية أرسلها إلى قيادة المكتب السياسي: «أبعث لكم بالتهاني الحارة ومن خلالكم إلى جميع كوادر ومؤيدي الاتحاد الوطني الكردستاني، آملا أن تكون هذه المناسبة عاملا لتمتين وحدة الصف لشعبنا، وحافزا لتوحيد قدراتنا جميعا من أجل ترسيخ الاستقرار في كردستان وتوطيد روح الأخوة والوئام بين كل القوى السياسية الكردستانية وتعميق الروح القومية. إن الاتحاد الوطني ناضل وقدم تضحيات عظيمة على طريق الحرية، كما إنه قام بدور وطني حيوي ومهم في مرحلة إدارة الدولة وضمان حقوق شعبنا والحفاظ على المكتسبات، وله بصماته الواضحة في جميع مجالات النضال السياسي والقومي لشعب كردستان. وأود في هذه المناسبة أن أعرب عن تمنياتي بالشفاء العاجل للأخ العزيز السيد مام جلال الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني آملا أن يعود إلينا سالما معافى».