أنباء عن إرسال النظام السوري شخصيات كنسية إلى أوروبا لتشويه الثورة

معارض: نجحوا في ألمانيا بسبب وجود حاضنة موالية

TT

أكدت جمعية «سوريون مسيحيون من أجل السلام» أنباء إرسال النظام السوري لشخصيات كنسية إلى عدد من الدول الغربية بهدف «تلميع الجرائم التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد ضد شعبه، وتصويرها على أساس أنها حرب ضد قوى ظلامية وإرهابية تسعى لإبادة الأقليات، لا سيما المسيحيون، في سوريا».

وكشف المعارض أيمن عبد النور، المدير التنفيذي للتكتل، الذي يضم شخصيات مسيحية معارضة، لـ«الشرق الأوسط» أن «من بينها هذه الشخصيات المطران لوقا خوري (النائب البطريركي العام للروم الأرثوذوكس في سوريا)، والأب طوني درة (من مطرانية الموارنة بدمشق)، والأم أغنيس قلب الصليب (راهبة دير مار يعقوب المقطع في القلمون بريف دمشق)». وأضاف عبد النور أن «رجال دين مسيحيين يذهبون بتوجيه من أجهزة المخابرات السورية إلى ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا، ويلقون محاضرات على الجاليات المسيحية، ويفبركون فيها معلومات عن اضطهاد يتعرض له المسيحيون على أيدي الثوار السوريين».

ووفقا للدكتور وائل عجة عضو المجلس الوطني والعضو في الجمعية أيضا، فقد نجح عمل هذه الشخصيات في ألمانيا أكثر من بقية الدول بسبب وجود حاضنة مؤيدة للنظام داخل هذا البلد، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «شخصيات مسيحية موالية اجتمعت مع بعض رؤساء المجالس البلدية، مما سهل وصولهم إلى أعضاء برلمانيين لنقل مخاوف وهواجس الأقليات في سوريا، كما التقوا بوزير الخارجية غيدو فيسترفيله الذي يعير المخاوف من التطرف الإسلامي اهتمامه بحكم أصوله اليسارية». وأكد عجة أن «بعض الذي يأتون إلى الدول الأوروبية للقيام بهذه (البروباغاندا) الداعمة للنظام السوري ليسوا كلهم رجال دين، وبعضهم ضباط مخابرات سوريون ينتحلون صفة دينية مسيحية للتحدث عن مخاوف المسيحيين من (الثورة)».

ويتزامن تصاعد الحديث عن ضلوع رجال دين مسيحيين في تلميع صورة الأسد في الخارج مع استطلاع للرأي حول موقف الألمان اتجاه تسليح المعارضة السورية، أجراه معهد «إمنيد» الألماني لقياس الرأي وستنشره مجلة «فوكوس» الألمانية غدا، يظهر أن نحو 8 من كل 10 ألمان يرفضون قيام الغرب بإمداد قوات المعارضة السورية بالسلاح. كما تتزامن مع تصريحات لوزير التنمية الألماني ديرك نيبل أدلى بها أمس، وحذر فيها من خطورة تسليح قوات المعارضة السورية وما قد يترتب على ذلك من نشوب «حرب دينية» هناك على خلفية الصراع الدائر الدائرة بين قوات المعارضة والقوات النظامية.

وفي مقابلة مع صحيفة «بيلد آم زونتاج»، أشار الوزير المنتمي للحزب الديمقراطي الحر، إلى حالة «الارتباك في صفوف المعارضة السورية»، وقال إن «هناك خصوما لنظام الرئيس بشار الأسد لا يزالون ومنذ فترة طويلة خصوما للنظام الديمقراطي الحر أيضا».

وأعرب نيبل عن تخوفه من ازدياد الوضع سوءا مع إمداد المعارضة السورية بالسلاح قائلا: «أرى في الأفق مخاطر اندلاع حرب أهلية، وحدوث مأساة إنسانية في المنطقة برمتها جراء ذلك». وقال إن «بلاده تعول على المؤتمر الدولي المزمع عقده بشأن السلام في سوريا».

يشار إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتكون من حزبين، هما الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية الحالية أنجيلا ميركل، والحزب الديمقراطي الحرّ، الذي يتزعمه فيليب روسلر.