كي مون يحض الأطراف «المتصارعة» على «تحييد المدنيين»

الائتلاف يحيي صمود «الثوار» ويجدد موقفه من «مؤتمر السلام»

مسجد الفضائل بحي بستان الديوان في حمص أمس (عدسة شاب حمصي)
TT

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المتقاتلين في القصير، بوسط سوريا، إلى تحييد المدنيين وإفساح المجال أمامهم لمغادرة المدينة، وفق ما أعلنه المتحدث باسمه مارتن نيسيركي أمس. وقال نيسيركي إن كي مون «يحض جميع الأطراف على بذل أقصى جهدهم لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين»، مذكرا الحكومة السورية بـ«مسؤوليتها عن حماية المدنيين الذين تحت سلطتها، على أن يشمل ذلك تهديد الميليشيات».

من جانبها، نقلت تنسيقية «مدينة القصير الحرّة»، عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن عناصر حاجز الضبعة دخلوا منزلا قريب من الحاجز، وقاموا بذبح عائلة مكونة من 5 أفراد من آل القيسي. وأضافت التنسيقية أن «مقاتلي لواء التوحيد (أحد ألوية حلب) انتشروا على جبهات القصير إلى جانب إخوتهم ثوار القصير، ومعارك عنيفة تجري هناك وتصدي الثوار لكل محاولات ميليشيا نصر اللات التقدم باتجاه القصير الصامدة».

ميدانيا، استمرت المعارك بين القوات السورية وقوات حزب الله اللبناني من جانب، ومقاتلي المعارضة من جانب آخر. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن «الاشتباكات مستمرة في شمال مدينة القصير، وأن المقاتلين المعارضين يحاربون بضراوة، فيما عززت قوات النظام المواقع التي تقدمت إليها شمال المدينة وبينها مطار الضبعة العسكري والجوادية والبساتين في المنطقة». وأشار إلى استمرار استقدام تعزيزات لقوات النظام، وإلى وجود «15 دبابة وكاشفات ضوئية وصواريخ حرارية موجهة يمكن أن ترصد أي سيارات تتحرك وضربها».

ويتواصل القصف المدفعي من قوات النظام على المدينة، وعلى بعض المناطق في ريف حمص. وذكر المرصد بوجود نحو 1000 جريح في القصير، مضيفا أن «الوضع الطبي فيها صعب جدا».

من جانبه، قام الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بتحية «أبطال الجيش الحر الذين يثبتون في كل يوم أنهم أهل للمسؤولية التي أناطها الشعب بهم، بعد أن سطروا أسمى آيات الشجاعة والصمود في ملحمة القصير التاريخية». وأضاف في بيان نقلت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أمس، أن المقاتلين في القصير «أجمعوا على كلمة واحدة وتحت لواء واحد وهدف واحد، هو دحر الغزاة وطرد المعتدين وتحرير البلاد». وجدد الائتلاف في بيان آخر اشتراطه وقف العمليات العسكرية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد، للمشاركة في أي مؤتمر دولي لإيجاد تسوية للأزمة السورية، التي أودت بأكثر من 94 ألف قتيل، بحسب الإحصائيات الدولية. وجاء في البيان «يؤكد الائتلاف على أن رحيل الأسد والوقف العاجل للأعمال العسكرية لقوات النظام وحزب والله وإيران في سوريا شروط أولى للذهاب إلى مباحثات (جنيف 2)، لأن الأسد لم ولن يحترم أي جهود لاتفاق مستقبلي، بل سيستدرجها لكسب مزيد من الوقت في التدمير والقتل والإرهاب المنظم».

إلى ذلك، قال مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن قذائف إرهابيين سقطت على الأحياء السكنية في منطقة الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، مما أدى إلى إصابة 4 مواطنين بجروح وإلحاق أضرار مادية في الأبنية السكنية والممتلكات والسيارات المركونة بالمكان.

على صعيد آخر أفاد نشطاء في حلب بأن الهيئة الشرعية أعدمت قائد لواء جيش محمد، محمود المجدمي، وأحد مساعديه، بتهمة تورطهما في جرائم قتل وسرقة وفرض إتاوات على المواطنين، وقتل قائد كتيبة معارضة في حي المشهد بمدينة حلب، قبل أشهر. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر متطابقة قولها: «كان قائد لواء جيش محمد الذي يقاتل القوات السورية قد سلم نفسه للهيئة في شهر مارس (آذار) الماضي، عقب حملة قامت بها في صفوف لواء جيش محمد».