الأردن: معان تبدأ عصيانا مدنيا اليوم بعد «تجاهل» الحكومة مطالب العشائر

على خلفية شريط فيديو أظهر مقتل شابين في مواجهات مع الأمن

TT

بدأت اليوم عشائر مدينة معان جنوب الأردن عصيانا مدنيا بعد «تجاهل» الحكومة المطالب التي خرج بها اجتماع وجهاء المدينة مساء الخميس وأعطى مهلة حتى مساء أمس (السبت) للكشف عن الأشخاص الذين ظهروا بشريط فيديو على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وهم يركلون جثتي شابين قضيا في مواجهات مع قوات الأمن في منطقة الراشدية في محافظة معان.

وجاءت هذه المهلة خلال اجتماع عشائر المدينة الخميس بعد مقتل عيسى علي الفناطسة، أحد المطلوبين للأمن العام على خلفية مقتل ضابط أمن في معان قبل عدة أشهر، وكذلك مقتل أحمد خالد آل خطاب والذي كان برفقة عيسى في رحلة صيد في وادي رم وليس مطلوبا للأمن، وهو شرطي دركي متقاعد من قوات الدرك قبل أسبوع.

وقال قاسم الخطيب أحد أبناء معان ممن حضروا الاجتماع العشائري إن وجهاء العشائر اعتبروا ما بداخل الشريط إهانة لكل عشائر معان وأن هذه المهلة لمنع وقوع فتنة بين أبناء المدينة والبادية الجنوبية، وأضاف الخطيب لـ«الشرق الأوسط» أن الوجهاء طالبوا بإلقاء القبض على الذين ظهروا بالشريط إضافة إلى معرفة القتلة وأسباب وجود أشخاص من أبناء البادية إذا كانت قوات الأمن قتلتهم.

وأشار الخطيب إلى أنه منذ أن قضى الشابان تدور أعمال عنف ليلية في المحافظة، تتراوح بين إطلاق النار بالهواء وحرق الإطارات وإغلاق الطرق حيث اندلعت خلال اليومين الماضيين أﻋﻤﺎل شغب ﻓﻲ مدينة ﻣﻌﺎن، أشعلت خلالها إطارات السيارات لإغلاق الطريق المؤدي إﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ أﻣﻦ ﻣﻌﺎن ﻣﻦ جهة دوار العفوري، وﺳﻤﻊت أﺻوات لإطﻼق ﻋﯿﺎرات ﻧﺎرﻳﺔ ﻓﻲ المنطقة حيث تدخلت قوات اﻟﺪرك وفضت التجمهر مستخدمة اﻟﻐﺎز اﻟﻤﺴﯿﻞ للدموع ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال التوتر يسود فيه وسط مدينة معان.

وفي غضون ذلك، أكد مصدر في مديرية الأمن العام لـ«الشرق الأوسط» أن «الفيديو» الذي تم تداوله أثبتت التحقيقات فبركته وإدخال أصوات إليه بقصد إثارة الفتنة في معان.

من جانبه، قال محافظ معان عبد الكريم الرواجفة إن الأوضاع في المدينة أصبحت هادئة وطبيعية وإنه التقى وجهاء محافظة معان وأطلعهم على الفيديو الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الإنترنت حيث تم التشكيك به بالشريط وشددوا على ضرورة الحفاظ على أمن المحافظة.

وكانت الاحتجاجات في معان قد تجددت وسط أجواء توتر وعنف سادت المدينة ومحيطها وسط تبادل إطلاق نار كثيف بين مجموعة مسلحة وقوات الدرك التي تمكنت من السيطرة على الموقف وتفريق المحتجين على خلفية مقتل شابين أحدهما من المطلوبين لقوات الأمن.

من جانبها دعت الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي) أهالي معان والبادية الجنوبية إلى وأد الفتنة وتفويت الفرصة على المتربصين بالأردن.

وقالت في نداء أمس «في هذه المرحلة الدقيقة، التي يمر بها وطننا والإقليم بشكل عام، نتطلع اليوم إليكم ومعنا الملايين من أبناء شعبكم الغالي، وتقديرا لمواقفكم التي خبرناها في هذا الوطن، والمنحازة دوما إلى مصالحه العليا، مؤملين أن تبقوا عند حسن ظن شعبكم بكم، كظما للغيظ، واستعلاء على الجراح، ووأدا للفتن، واحتسابا عند الله الذي لا يضيع مثقال ذرة، وتجنيبا لوطنكم أخطارا بدأت نذرها تلوح في الأفق، ولا يستفيد منها إلا أعداء الوطن والأمة، والمتربصون بنا، والمتطلعون إلى ثغرة يتسللون منها لتحقيق أهدافهم».

وأضافت الحركة الإسلامية إن «كل قطرة دم تراق في غير الدفاع عن الوطن ظلم فادح، وخسارة لنا جميعا»، و«كل مس بالأموال العامة والخاصة ظلم ستسأل عنه يوم القيامة»، و«كل تعطيل للدوام والأعمال حرمان لأبنائنا ومواطنينا من حق أوجب الله علينا الوفاء به».

وقالت «إن شعبكم ينظر اليكم، ويرقب تصرفكم، ويتطلع إلى حكمتكم المعهودة، وأنتم مدرسة يتعلم منها الجميع ويتأسى بمواقفكم كل أبناء الأردن. فلا تخيبوا ظن أهلكم، ولا تنساقوا وراء العواطف والأهواء، ولا تستجيبوا لنزغ الشيطان، فتبعثوها عصبية جاهلية يبغضها الله ورسوله».

على صعيد آخر شنت قوات الأمن الأردنية حملة أمنية استهدفت جميع المحافظات الأردنية لضبط عمليات سرقة السيارات بعد أن أصبحت ظاهرة تؤرق المواطنين وكذلك للإلقاء القبض على عدد من أصحاب السوابق فقد ضبطت مديرية الأمن العام حتى يوم الجمعة 198 سيارة مسروقة ومطلوبة واعتقلت أكثر من 1076 مطلوبا أمنيا لها، خلال الحملة الأمنية التي بدأتها منذ مطلع الأسبوع الحالي.

وقالت مصادر مطلعة إن الحملة من شأنها طمأنة المواطنين على أموالهم بعد أن اتسعت ظاهرة سرقة السيارات حيث تمكنت قوات الأمن من اكتشاف عدة مستودعات للسيارات المسروقة في منطقة الجفر جنوب الأردن ومنطقة اللبن في محافظة العاصمة وكذلك الشونة الجنوبية.