15 قتيلا في أول اشتباكات بين حزب الله والمعارضة السورية داخل لبنان

استنفار كبير للجيش اللبناني.. وحزب الله: لا نتدخل في سوريا دفاعا عن النظام بل عن المقاومة

TT

امتدت الاشتباكات بين المعارضة السورية وحزب الله، أمس، إلى داخل الأراضي اللبنانية، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية منذ أكثر من عامين، إذ سقط نحو 15 قتيلا، أحدهم مسؤول في حزب الله في اشتباكات ليلية في مناطق جبلية غير مأهولة عند الحدود اللبنانية السورية في تطور أمني خطير هو الأول من نوعه بعد توالي سقوط الصواريخ من مقاتلي المعارضة على قرى شيعية في وادي البقاع القريب من الحدود كرد من المقاتلين على تدخل حزب الله في المعركة السورية، وخصوصا في مدينة القصير القريبة من الحدود مع لبنان.

ورغم أن المعارضة السورية لم تتبن أي عملية مماثلة، فإن مصادر أمنية لبنانية تحدثت عن الاشتباكات، التي قالت محطة تلفزيونية قريبة من حزب الله إنهم من مقاتلي «جبهة النصرة». وأفادت مصادر أمنية لبنانية بأن 15 مسلحا قتلوا في اشتباك وقع ليل السبت - الأحد في جرود بعلبك، وهي منطقة جبلية جرداء غير مأهولة، بين مقاتلين من حزب الله وآخرين من الجيش السوري الحر. وأوضحت المصادر عينها أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل مقاتل من حزب الله وجرح أربعة آخرين، في حين قتل 14 عنصرا من الجيش السوري الحر. وأشارت إلى أن الاشتباكات دارت عندما حاولت مجموعة مسلحة سوريا نصب صواريخ في سهل نحلة شرق بعلبك.

لكن مصادر لبنانية ميدانية، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتباكات دارت قرابة منتصف ليل السبت – الأحد، في سهل عين الجوزة في جرود بعلبك. وقالت إن الاشتباكات تواصلت لأكثر من ساعة في المنطقة الجردية التي تبعد عن الحدود السورية قرابة كيلومترين، في حين تبعد عن مدينة بعلبك 6 كيلومترات، ووصلت الاشتباكات إليها لأول مرة.

ونقلت مواقع إلكترونية أن الاشتباكات امتدت على عدة محاور بعد محاولة مجموعات سوريا معارضة التسلل إلى المناطق اللبنانية، حيث تمكنت عناصر حزب الله من صد الهجوم من عدة محاور متفرقة في جرود مدينة بعلبك، وصولا إلى جرود السلسلة الجبلية الممتدة من مدينة بعلبك إلى قرى البقاع من الجهة الشرقية. وشيع حزب الله عصر أمس، مقاتله حسين خليل عباس الذي قضى في المعركة.

وتعد هذه المنطقة الجردية التي شهدت الاشتباكات، امتدادا لجرود يبرود وعسال الورد السورية التابعة إداريا لريف دمشق، والقريبة من قرى الزبداني. واستخدمت المنطقة الجنوبية من هذه الجرود، قبل يومين، لإطلاق الصواريخ السورية على الأراضي اللبنانية في القرى التابعة لقضاء بعلبك، حيث تساقطت الصواريخ، لأول مرة قبل يومين، في مناطق غير مأهولة تقع كلها في قضاء بعلبك، حيث يتمتع حزب الله بنفوذ كبير. وقد سقطت أربعة صواريخ بين بلدات سرعين التحتا وسرعين الفوقا والنبي شيت، وذلك بعدما شهدت منطقة الهرمل والقرى المحيطة بها سقوطا مستمرا للصواريخ السورية.

وسجل أمس استنفار أمني كبير في كل محاور السلسلة الجبلية التي تربط سوريا ولبنان من جهة مدينة بعلبك. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش اللبناني يسير دوريات بشكل مستمر في هذه المنطقة، وقد عزز دورياته بعدما تساقطت عدة صواريخ عليها. وأشارت المصادر عينها إلى أن أهالي المنطقة «يعيشون قلقا بالغا نتيجة سقوط الصواريخ في الجرود، متخوفين من وصولها إلى مدينة بعلبك التي يعيش فيها عشرات الآلاف من اللبنانيين». وفي الهرمل، أفادت الوكالة الوطنية بأن صاروخا سقط في وسط الهرمل، مصدره سلسلة الجبال الشرقية.

وزار أمس نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بلدة بريتال التي سقطت في جرودها صواريخ سوريا قبل يومين، وقال في كلمة ألقاها في البلدة: «نحن لا ندافع عن نظام سوريا وهو المسؤول بالدفاع عن نفسه، إنما ندافع عن مشروع المقاومة الذي تمثله سوريا وقد دخلنا متأخرين وصبرنا لنرى النتائج، وعندما وجدنا الخطر داهما، وكل يتحدث عن استهداف المقاومة بطريقته، رأينا أن من واجبنا التدخل عندما شعرنا أن الخطر داهم على المستوى الاستراتيجي». وأضاف: «نحن في القصير أو غير القصير، نعمل من أجل منع امتداد الفتنة وطعن المقاومة بالظهر، وهذا التدخل يتطلب تضحيات، وهذه أقل بكثير مما كان يمكن أن ندفعه لو دخلت هذه المجموعات وضيقت علينا». وتابع: «نحن نواجه التيار التكفيري لأنه لا يمثل السنة، بل الإرهاب، ونحن مستعدون لأوسع العلاقات بين السنة والشيعة وجميع المسلمين وسنحافظ عليها بوجه التيار التكفيري الغاصب، ولا نقبل بمشاريع تخدم إسرائيل تحت الضوء المذهبي».