اجتماع منزل الحكيم ينتهي بمصالحة بين رئيسي الوزراء والبرلمان

قيادي سني بارز: اللقاء كان مهما لأنه شهد لأول مرة تطويقا للمالكي داخل البيت الشيعي

عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي يتوسط رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي في بادرة مصالحة خلال اجتماع قادة الكتل السياسية العراقية في منزله مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

لم تقف حرارة صيف بغداد التي بدأت تقترب من الأربعين درجة مئوية، حائلا دون استخدام السياسيين العراقيين لعبارة «جبل الجليد» الذي تراكم خلال الفترة الماضية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتحديدا بين رئيسي هاتين السلطتين نوري المالكي (رئيس الوزراء) وأسامة النجيفي (رئيس البرلمان)، وهو ما احتاج إلى إجراء حتى لو كان رمزيا من أجل إذابة هذا الجليد.

مهمة إذابة هذا الجليد تولاها زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، الذي نجح مساء أول من أمس في جمع قادة الكتل والزعامات السياسية في البلاد، وفي المقدمة منهم رجلا الأزمة والحل والعقد والرجلان اللذان يتسم كل واحد منهما بدرجة من العناد السياسي فضلا عما بات يمثله من رمزية (شيعية) بالنسبة للمالكي و(سنية) بالنسبة للنجيفي.

ومع تغيب قادة كبار، ومنهم مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان (مثله روز نوري شاويس) وإياد علاوي (خارج العراق حاليا)، إلا أن أبرز الغائبين في هذا اللقاء هو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. واكتفى الصدر بتوجيه رسالة للمجتمعين دعاهم فيها إلى سرعة تحقيق إنجازات. في سياق ذلك كشف قيادي سني بارز حضر الاجتماع لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الكشف عن هويته، عن أن «اللقاء مهم بالنسبة لنا؛ لأنه ربما تكون المرة الأولى التي حصل فيها نوع من تطويق للمالكي داخل البيت الشيعي، وهو أمر مهم، يضاف إلى ذلك أننا أردنا أن يكون هناك طرف قوي داخل البيت الشيعي يمكنه أن يكون عامل تأثير على المالكي، وهو ما حصل أو سوف يحصل عبر عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي». اوضح الناطق الرسمي باسم كتلة «متحدون» ظافر العاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، حول المصالحة بين المالكي والنجيفي أن «محور اللقاء واللقاءات التي سبقته والتي أجراها زعيم المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم كانت تمهد لمثل هذا اللقاء الذي يعد الفيصل بين نجاح اللقاء وعدمه». واضاف «طلب السيد الحكيم ورئيسا الوقفين السني أحمد عبد العفور السامرائي والشيعي صالح الحيدري، من النجيفي مصافحة المالكي، إلا أنه اعتذر أن يكون هو المبادر.. الأمر الذي جعل الرجلين يلتقيان في منتصف المسافة ويتعانقان».